هوى الشام| بمناسبة بزوغ فجر الحرية الذي بسط شمس الخير والسلام والمحبة فوق ربوع وطنٍ تتغلغل جذوره الراسخة في تربة الحضارة الإنسانية، وطنٌ يستوعب أبناءه كلهم دون استثناء، يخشى عليهم كما تخشى الأهداب على العيون، ولأن جزاء الإحسان لا يكون إلّا الإحسان فمن واجب هؤلاء الأبناء أن يكونوا بررة بأمهم الغالية سورية، وأن يترجموا هذا البرّ أقلاماً تتبنّى الصدق حبراً والتّسامح ورقاً والحرصَ على الوطن وكلّ من فيه وما فيه، صحيفةً تملؤها بالفكر النّظيف الذي يتحرّى كشف الحقيقة والإشارة إلى الخلل بعيداً عن التزلّف والرياء والنفاق والمراهنة.
إن الجموع التي خرجت إلى الشوارع معبّرةً عن سرورها وفرحها واستبشارها بزوال ليل الظلم والاستبداد والطغيان هي التي تعطي الحكم شرعيّته، وإذا تسلّح نظام الشرعيّة بحرص الجماهير عليه، كان قادراً على تضميد جراح نفّارةٍ في جسد وطن أثخنته الجراح، وأمسى أبناؤه يبحثون عن سراب شعاعٍ يذكّرهم أن الليل إلى زوال، فشاءت إرادة الخالق العظيم الرؤوف بعباده أن تفتح كوى الخير والعطاء لتأذن للشمس بأن تكحّل عيوناً كادت تنسى معنى الضياء ولونه ورائحته بعد ما عانت ما عانته.
الآمال معقودة على من حرّروا أبناء الوطن من الظلم والطغيان والفساد، وهذه الآمال بحجم أرض الوطن وسمائه وبحره وسهله وجبله، تنغرس شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

ومن الأهميّة بمكان التّوضيح أن اتحاد الكتاب العرب شخصيّة اعتباريّة، وهو يعتمد مالياً على موارده الذّاتيّة، ولا يتلقّى دعماً ماليّاً أو معونات من أيّة جهة في الوطن، وهو منبر للأقلام النّزيهة الحريصة على بناء الوطن وازدهاره.
والاتحاد يضع نفسه تحت تصرّف المجلس الوطني الانتقالي، متمنيّاً لهذا المجلس الأخذ بيد سورية ليعيدها كما كانت خميلةَ تسامحٍ وازدهار عربيّة الوجه واليد واللسان تفتح قلبها لأبناء الوطن والأمّة العربيّة، وتدعوهم لرفد حديقة الوطن بالأطياب الفكريّة المتنوّعة، فجمال الرّوض في تنوّع أشجاره وأطيابه وأطياره. ونبيّن كذلك أن مجلس الاتحاد منتخبٌ من قبل المؤتمر العام للاتحاد في دورته العاشرة، وسيستمرّ في أداء واجبه الوطني في إدارة الاتحاد والحفاظ على كيانه وممتلكاته ومقتنياته إلى أن تصدر تعليمات من الجهات المخوّلة بإصدارها. سلِمَ الوطن، وكلّأه الله بعين رعايته، ونسأله تعالى أن يُبقي هزارَ المحبّة والسلام والإيمان والسّكينة، مغرّداً في ربوعه المزدهرة بإذن الله ربّ العالمين.

المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب في سورية