هوى الشام
بعد توقفها لأكثر من خمسين عاماً دقت ساعة حلب الشهيرة في باب الفرج معلنة الانتصار والإشارة إلى انطلاق عجلة الحياة في هذه المحافظة المهمة.
‏مدير المشروع طريف عطورة قال: بنيت هذه الساعة بالحجارة الحلبية الجميلة وعلى يد مُعلم بناء حلبي بهندسة بديعة منذ 117 عاماً قدرت كلفتها الباهظة في عام 1898م 1500 ليرة ذهبية من أبناء مدينة حلب عبر متبرعين ومن صندوق بلديتها وتم تركيب وإحضار آلة الساعة الميكانيكية وهي إنكليزية الصنع من ماركة j wbenson (نفس الشركة الصانعة لساعة بيغ بن) والتي تعد تحفة أثرية بحد ذاتها.
مضيفاً: تقدمت «جمعية ومبادرة أهالي حلب» بمبادرة للقيام بأعمال الصيانة والترميم لساعة باب الفرج وبرجها الأثري وتم الحصول على جميع الموافقات اللازمة من الجهات ذات الصلة. كل ذلك تم بدعم من محافظ حلب حسين دياب وقدمت الجمعية كل ما تتطلبه أعمال الصيانة من خبرات هندسية وآثارية وفنيين ومهنيين متخصصين وعمال وجميع اللوازم والنفقات وصولاً إلى الهدف المنشود ألا وهو إعادة الساعة إلى ما كانت عليه حين بنائها من انتظام في عملها ورنين لأجراسها.
وفي أثناء القيام بأعمال الصيانة والترميم للبرج الذي تضرر كثيراً تم الكشف على العديد من المكتشفات الأثرية التي تعود إلى حقب زمنية متفاوتة لأكثر من 400 عام مضت بمحيط الساعة، والكشف عن القناة الرومانية (حيلان) التي تمر بجانب الساعة وهي جرن حجري للقسطل ومجرى للمياه في الجهة الغربية من الساعة، وجرن حجري للقسطل الذي بنيت عليه الساعة في الجهة الشرقية، و12 قناة فخارية وجرن صغير عند مدخل الساعة لتوزيع المياه إلى الأجران المتموضعة على الواجهات الثلاث للساعة، ومزهرية حجرية عثر عليها داخل بئر الساعة، وأجزاء من أحجار الجرن للواجهة الشمالية، وقناة حيلان الرومانية التي تمر بجانب الساعة، وقناة ومجرى للمياه تصل مناهل الساعة بقناة حيلان، وأدراج مع رصف حجري لمستوى الطريق القديم من حجر اللبون وبمحيط الأجران التي كانت مردومة منذ أكثر من خمسين عاماً.