الجريح أسامة الأحمد

هوى الشام|    لا تشبه قصة الجريح أسامة سليمان الأحمد قصص غيره من جرحى الوطن فالشاب ذو الـ 36 عاماً تعرض خلال خدمته في صفوف الجيش العربي السوري إلى إصابة في شهر تشرين الأول عام 2012 وقبل أن تلتئم جراحه وبعد أقل من شهر أدى تفجير إرهابي أمام منزله في دمشق إلى تدمير محله ومصدر دخله وتضرر أدوات عمله والمنزل الذي يقطن فيه مع ذويه.

تحد وإرادة من نوع مختلف وقفت خلف عودة أسامة إلى مهنته في المصبغة التي بدأ العمل فيها قبل 20 عاماً وتركها في بداية الحرب على سورية من أجل التطوع للدفاع عن وطنه فلم تمنعه الإصابة في قدمه ثم التفجير الإرهابي الذي دمر مصبغته من الانطلاق مجدداً والنهوض من تحت الركام حسب وصفه وإعادة بناء مصبغته وتطوير مشروعه وتأمين دخل مناسب لإعالة أسرته بجهده وتعبه.

وفي حديثه لمندوب سانا يستذكر أسامة سنواته الماضية قائلاً: “كان غسيل الملابس والكوي والدباغة جزءاً من عملي اليومي قبل تطوعي وتعرضي للإصابة برصاصة دوشكا خلال قتالي للإرهابيين مع صفوف الجيش العربي السوري بريف حمص وتحديداً يوم الـ 6 من تشرين الأول 2012 حيث كان الإرهابيون يعتدون على المدنيين في منطقة جوسيه التابعة للقصير وأدت الإصابة إلى تفتت وعطب في مفصل الركبة وضمور في مفصل القدم وكسر في لقمتي الفخذ إضافة إلى قصر في القدم بطول 5.5 سم وإثر ذلك تسرحت بنسبة عجز 40 بالمئة”.

وقبل أن تجف الدماء عن الضمادات وبينما كان أسامة يستند على العكازات وقع تفجير إرهابي أمام منزل أهله في حي المزة بدمشق أسفر عن دمار مصبغته المجاورة للمنزل وما فيها من أدوات وآلات يتابع أسامة حديثه عن تفاصيل ذلك اليوم: “كنت أفكر أن أجلس أمام المحل لكنني فضلت الجلوس على الشرفة مع أهلي وفجأة دوى تفجير ضخم على باب المصبغة وأحسست بموجة نارية قذفتني على الأرض وأدت إلى نزيف جديد في الإصابة ودمار في المنزل ومصبغتي، وضعني التفجير في حالة نفسية صعبة حيث وقعت بين نار الإصابة من جهة والدمار في البيت والمحل الذي أعادني إلى الصفر بلمحة بصر من جهة أخرى كما تعرضت لاحقاً لنوبات تشنج وبعد الفحوصات والتحاليل ظهر أن لدي مشكلة في غشاء العنكبوتية ناتجة عن الإصابة”.

تجاوز الألم والحالة النفسية المتعبة كان صعباً ولكن أسامة نجح بالخروج منها والسبب الإصرار على عودة الحياة والعمل والدعم الذي تلقاه من محيطه وفق وصفه: “تجاوزت الجراح وعدت من جديد بدعم أهلي وأخوتي ومكتب التنمية في محافظة دمشق الذي منحني قرضين من دون أي فوائد وبأقساط مريحة جداً وساعدني في إعادة تأهيل مشروعي وإصلاح الآلات المتضررة من التفجير وتطويره بشكل أكبر، فقمت بمساعدة الجميع بجرد الآلات المعطلة في المصبغة وصيانة الغسالات العادية والشودير وبعد فترة زمنية قليلة جداً عادت الحياة إلى يومياتي ومكان عملي”.

لم يكتف أسامة بذلك بل سعى مباشرة وهو يسابق الزمن حسب تعبيره إلى تطوير مشروعه بجلب غسالة صناعية كبيرة من حوضين تغسل كل أنواع الألبسة والأغطية وآلات لغسيل السجاد وماكينات للتنظيف واتسع مجال العمل فأصبح للغسيل والكوي والتجفيف والدباغة ورتي الجلد وتنظيف السجاد والحرامات وحبكة السجاد وغيرها من أمور التنظيف حتى تحول المكان من مصبغة صغيرة إلى مشروع يأخذ بالكبر والاتساع ويحقق النجاح.

شعور أسامة بالفخر والامتنان لكل من ساعده ومد يد العون له سر روحه الممتلئة بالتفاؤل والإيمان بالنصر حسب تعبيره خاتماً حديثه بتوجيهه الشكر لكل الأشخاص والجهات الذين وقفوا إلى جانبه وما قدموه من دعم مادي ومعنوي في رحلة علاجه وعمله.

المصدر: سانا

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))