هوى الشام | شهدت سورية حرباً جائرة منذ العام 2011 امتدت أكثر من عشر سنوات أصابت فيها البنية التحتية الصناعية في الصميم وسرقت الكثير من معاملها واصبحت بعض المناطق تشكل خطرا كبيرا على المنشآت الصناعية والعاملين فيها بسبب الارهاب الذي دمر البشر والحجر الأمر الذي دفع بالصناعيين إلى الهجرة إلى الدول المجاورة إلا أن مرحلة جديدة قد بدأت بعد هذه الحرب أخذت فيها الصناعة السورية باسترداد عافيتها بعد أن سخرّت لها مستلزمات النهوض من جديد.
من الصناعيين السوريين الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لحزم حقائبهم الاستثمارية ومغادرة البلاد الصناعي عماد الرهونجي المدير العام لشركة الرهونجي للطباعة وبطاقات الافراح الذي قرر بإصرار العودة والمشاركة في إعادة بناء سورية ايمانا منه بأنه لا أحد يستطيع بناء سورية غير أبنائها.
لا خوف على الصناعي السوري فهو مبدع ويستطيع خلق الفرص والتوسع في عمله ومواكبة التطورات في مجال اختصاصه.. بهذه الكلمات بدأ الصناعي عماد الرهونجي لقاءه معنا معبرا عن تفاؤله بمستقبل الصناعة السورية وقدرتها على تحدي الظروف والعودة الى مكانتها السابقة وربما تخطيها الى مكانة مرموقة تستحقها بفضل جهود كل الصناعيين داعيا كل الذين دفعتهم الظروف لمغادرة البلد للعودة اليه والمساهمة في نهضة الصناعة السورية .
لم يخفي الرهونجي قلقه من الضغوط الخارجية التي تمارس على البلاد والتي تشكل عائقاً لابد من إزالته أو التغلب عليه أو إيجاد الحلول البديلة مشيراً إلى أن المنتجات الصناعية السورية لها سمعتها وقد وصلت إلى أرقى الأسواق الأوربية ونحن على استعداد للتوسع والمشاركة بشكل جدي وفعال أكثر في تطوير الصناعة وفق احدث المواصفات العالمية لافتا الى ان اليد العاملة السورية استطاعت أن تثبت بأنها الأفضل والأجود في حال توفرت لها مقومات النجاح.
وحول نقل اعمال شركة الرهونجي الى مصر مع بداية الحرب على سورية اوضح الرهونجي ان المنطقة التي يقع فيها مقر الشركة المتخصصة في مجال الطباعة و بطاقات الافراح الواقعة بين منطقتي القزاز وببيلا بريف دمشق تعرضت كغيرها من المناطق الى الارهاب والتخريب وخاصة في محيط الشركة الامر الذي اضطرنا للمغادرة الى خارج سورية .
وتابع قائلا .. الان جاء قرار الشركة بالعودة الى سورية بعد ان أعادت الدولة الامن والامان الى هذه المنطقة وايضا من اجل ان تبدا الشركة من جديد عملها ولكن مع تطور في آلية العمل وطبيعة العمل بحيث سيتم التوسع في مجالات الطباعة المختلفة مثل المطبوعات التجارية والملصقات والكتب والمجلات وغيرها .
وأضاف .. ان شركة الرهونجي حاولت ان تقوم بهذا العمل في مصر ولكن هذا الامر لم ينجح هناك لعده اسباب ابرزها جائحة كورونا وتوقف عمل بطاقات الافراح بسببها وايضا لان الشعب المصري لا يعتمد على الجودة بل يركز على السعر فقط بعكس الشعب السوري الذي يهتم بموضوع الجودة بالدرجة الاولى ويهمه الدقة والتصميم والعمل المتميز وهذا يتفق مع سياسة الشركة تماما في تقديم منتج عالي الجودة وبسعر مناسب.
وحسب السيد عماد فان شركة الرهونجي هي اول شركة في سورية تحصل على شهادة الجودة الايزو 9001 في مجال الطباعة وهي من اوائل الشركات في العالم العربي المتخصصة في طباعة بطاقات الافراح .
وفيما يتعلق بالتوسع في اعمال الطباعة بعد العودة الى سورية أوضح الرهونجي أنه خلال السنوات العشر الماضية يعني مع بداية الأزمة تطورت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير الامر الذي قلل من الاعتماد على بطاقات الافراح واصبح توجيه الدعوات يتم عبر الواتساب ووسائل التواصل الاخرى لذلك قررت الشركة التوسع بأعمال الطباعة الاخرى وفق أحدث المواصفات كما عودت الشركة زبائنها حيث سيتم ادخال الات ومعدات حديثة وافتتاح خطوط انتاج إضافية والاعتماد على العمالة الاختصاصية والمدربة اضافة الى العمالة التي كانت موجودة سابقا.
وعن إجراءات الشركة للمحافظة على سمعتها ومكانتها في السوق السورية قال الرهونجي ان شركة الرهونجي تمتلك صورة ذهنية ومكانة كبيرة في السوق السورية وهذه مسؤولية تحتاج منا الى عمل كبير للمحافظة عليها وتعزيزها حيث سنعمل على تقديم منتج عالي الجودة ومنافس بشكل كبير وبسعر مناسب يعتمد على الدقة والذوق الرفيع.
وفي ختام اللقاء دعا الرهونجي الجهات المعنية الى بذل المزيد من الجهود لاستقطاب رؤوس الاموال السورية المهاجرة من خلال الممارسة الفعلية على الارض وخلق بيئة مناسبة وتسهيل نقل آلياتهم ومعداتهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم.
واخيرا فان الصناعي السوري يشهد له الغريب قبل القريب بقدرته وبراعته على إنتاج سلع متقنة وبمواصفات تنافس أفضل السلع بالعالم ولولا ذلك لما عملت الكثير من الدول على استقطاب الصناعيين السوريين وتقديم لهم كل ما يلزم من أجل البقاء في البلدان المهاجرين إليها.