خاص هوى الشام من مها الأطرش
انتخابات الرئاسة الامريكية محطة هامة يعقد عليها الشعب الامريكي الأمل لتحسين اوضاعهم التي جارت عليها الحرب بسبب سياسات بلادهم ويلتقي السوريون الامريكيون الذين يتوزعون بين ولاية بنسلفانيا وميتشغن ، وكاليفورنيا ، و الينوى رغم تباين اختياراتهم، في تطلعاتهم وآمالهم التي تتجه نحو تحسين السياسة الأمريكية تجاه وطنهم الأم سورية بعد أن أقفلت سياسة السلف الأبواب في وجه المنطقة .
موقع هوى الشام استطلع آراء عدد من السوريين الأمريكيين حول تطلعاتهم حيال السياسة الأمريكية المرتقبة بعد نجاح جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
الإعلامية السورية المغتربة شذا عواد تقول تصف المشهد العام بقولها لم يختلف حال السوريين الاميركيين عن بقية الشعب الأمريكي المنقسمين بين ترامب و بايدن ، و على الرغم من تصويت بعض السوريين الأميركيين للرئيس ترامب عام ٢٠١٦ ، إلا أن سياساته خلال سنوات الرئاسة تجاه الشرق الأوسط و تحديداً سورية ، و فرض واشنطن ما يسمى قانون قيصر لعبت دوراً في تغيير وجهة أصواتهم إضافة إلى سياسة ترامب المؤيدة لإسرائيل و الاعتراف بالقدس عاصمة لها ، و اعترافه بضم الجولان و اتفاقات السلام مع بعض الدول العربية.
وأوضحت عواد ان الأصوات السورية لم تشكل كتلة وازنة في العملية الانتخابية بسبب توزعها بين الولايات الاميركية بحكم الطبيعة الجغرافية أولاً ، و عدم وجود تجمع سوري أميركي موحد و مؤثر لافتة إلى أن السوريين توجهوا بكثافة إلى صناديق الاقتراع واضعين نصب أعينهم وضع بلادهم الداخلي و كلهم أمل بأن يرفع القادم الجديد ثقل العقوبات الاقتصادية عن كاهل اخوانهم في سورية ، حيث انقسم السوريون المتواجدون في أمريكا بين من يرى في الرئيس ترامب و توجهات حزبه ما يتعارض مع مصلحة سورية في ظل قانون قيصر الذي حاكه الديمقراطيون و نفذه ترامب الجمهوري ، و بين من يرى في جو بايدن أملاً لرفع أعباء العقوبات الاقتصادية عن وطنهم مستندين إلى الخلاف الداخلي بين الحزبين الذي قد ينسحب على الملفات الخارجية ايضاً .
وأشارت الإعلامية إلى عدم وجود بيانات كافية لتوزع الأمريكيين من اصل سوري في الولايات الأميركية وغياب استطلاعات الرأي الموثوقة بشأن توجهاتهم، إلا أن من صوت من السوريين في ولاية بنسلفانيا ، وهي ولاية متأرجحة و تملك عشرين صوتاً في المجمع الانتخابي قد منحوا أصواتهم للرئيس السابق دونالد ترامب تحذوهم الأماني بأن يستكمل مشروعه السابق بالانسحاب الكامل من سورية و الذي فشل بفعل لوبيات الضغط الداخلي و ما يسمى بالدولة العميقة .
فيما اعتبر المغترب السوري عزيز وهبي من ولاية بنسلفانيا بان الانتخابات الأمريكية تفتقد للنزاهة لأنها تحمل طابعا جديدا للإنتخابات الرئاسية الأمريكية وخاصة أن عملية التصويت التي حسم أمرها الأصوات البريدية لم تتمتع بالمصداقية ويمكن التلاعب بها بشكل كبير، مبينا أن المنتخب السوري الامريكي عاش حالة من الضياع حتى على المستوى السياسي المتعلق بوضع الوطن الأم سورية، فالرئيس المنتخب بايدن وحزبه الديموقراطي كانوا من المخططين والداعمين للحرب على الوطن ولهذا فقد صوت السوريين الأمريكيين لصالح الرئيس ترامب في الانتخابات ولكن إدارة الرئيس السابق ترامب وافقت على قانون قيصر الذي وضع عامة الشعب السوري في خناق إقتصادي وتلاه قراره بالإعتراف بالإحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية مما أعطى حالة من الإستياء لدى الكثير من السوريين.
وأضاف وهبي نحن دائماً نعلّق آمالنا حول إدارة عادلة خاصة في الوضع الذي يتعلق بسورية ولكن للأسف من المستحيل إلغاء مشاريع السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية رغم اختلاف مناهج المسارات من إدارة إلى أخرى.
من جهته المغترب خليل ثابت المقيم في ولاية مشيغن يرى أنه مع خسارة ترامب سيفقد العالم واحد من أكثر الزعماء صدقاً و شفافيةً وأكثر من قدم للعرب الصورة الحقيقية للدمى المهترئة التي تتحكم بشعوبها حتى زعماء من دول الحريات و الديمقراطية رغم استياء الكثيرين منه ولكنه كان واضحا لأبعد الحدود بما يخص مصالح الشعب الأمريكي، فالعرب هنا أعطوا صوتهم لبايدن مع العلم انه هو اول من دعم الاخوان المسلمين فرهانهم دائما خاسر مع امريكا وسياستها التي لاتخدم مصالح اوطانها الأصلية.
ومن فلوريدا المغتربة السورية وفاء رمان التي تنتخب منذ عام ١٩٩٢ وتشارك في كل الانتخابات المحلية والفيدرالية لاتعتقد ان تسلم رئيس جديد سيغير شيئا من سياسة البلاد مشيرة إلى ضياع وتعب الشعب الأمريكي من الضرائب بسبب الحروب والإمكانيات الضعيفة لمواجهة كورونا والغلاء الفاحش ومشاكل التامين الصحي و العطالة حيث يدرك الشعب انه بتوقف الحرب ستزول كل هذه المشاكل.