شذى حمود

هوى الشام | على مدى سنوات من الحرب على سورية احترف السوريون انتظار كل ما يتعلق بقوت حياتهم اليومية ولاسيما مع بداية كل شتاء من خلال انتظار رسائل مازوت التدفئة التي أصبح وصولها إليهم بالوقت المناسب حلما صعب التحقيق.

ومع اقتراب فصل الشتاء بدأت الأسر السورية تعيش فصول تراجيديا قديمة جديدة عنوانها احتراف انتظار رسالة الـ ٥٠ ليتر مازوت التي خصصتها الحكومة لكل أسرة لتقي نفسها برد الشتاء.

بدء التسجيل على مازوت التدفئة بشكل مبكر منذ أكثر من شهرين لم يكن كافيا على ما يبدو لحصول أكثر من 90 بالمئة من السوريين على المازوت في وقت يطرق الشتاء الأبواب لتبدأ على الفور أسعار مازوت السوق السوداء بالتحليق عاليا بشكل يفوق القدرة الشرائية للسواد الأعظم من الشعب المنهك اقتصاديا بالأصل والخارج للتو من موسم صنع المونة وبدء العام الدراسي.

الواقع السوداوي لأزمة مازوت التدفئة خلق أزمة جديدة أو لنقل عمق من أزمة الكهرباء المزمنة حيث بدأت غالبية الأسر باستخدام الكهرباء كمصدر للتدفئة حين توافرها ما أدى إلى ازدياد ساعات التقنين بشكل ملحوظ في جميع المحافظات وبلا استثناء ناهيك عن تزايد الأعطال الطارئة على الشبكة الكهربائية الأمر الذي يتسبب بنزيف إضافي لخزينة الدولة.

أزمة مازوت التدفئة هي مجرد جزء يسير من أزمة المحروقات في البلاد التي يعرف الجميع أن المسبب الرئيس لها هي ظروف الحرب وتداعياتها، مع فقدان السيطرة على العديد من حقول النفط في الجزيرة السورية ولكن في الوقت نفسه من غير المقبول التسليم بأن لا حلول لهذه الأزمة المتكررة كل شتاء الأمر الذي يحتم على الحكومة التفكير خارج الصندوق لتدفئة مواطنيها ولو بالحدود الدنيا ومنعهم من احتراف الانتظار.

اقرأ أيضا :  عن ثقافة القراءة ومعرض الكتاب.. بقلم: شذى حمود

            الآثار السورية إرث حضاري تحت التهديد.. بقلم : شذى حمود

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر )