خاص هوى الشام من مرام القباقلي| الفصول الأربعة جزء من ذاكرة السوريين وبصمة فنية في تاريخ الدراما السورية فهل وجود جزء ثالث سيتوج هذه الأجزاء ويشبع حالة الحنين أم سيهدم صورة الجزأين السابقين ؟
من منا لم يحضر مسلسل الفصول الأربعة الذي عُرض في عام 1999 ثم مجدداً عام 2002، تناول الحياة اليومية لأسرة سورية والعلاقات التي تربط بين أفرادها والأسر المحيطة مضيئة على جوانب إنسانية كالفقر والمړض والبطالة والحب والحياة.
طاقم العمل الذي ضم نخبة من نجوم الصف الأول أعطى نقاط قوة العمل، منهم جمال سليمان وخالد تاجا وبسام كوسا وسلمى المصري ومها المصري وعدد حلقات الجزء الأول من مسلسل الفصول الأربعة 35 حلقة والجزء الثاني 39، وهو من تأليف دلع الرحبي وريم حنا، وإخراج حاتم علي، أما المخرج المنفذ المثنى صبح.
وفي ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الخانقة، انغمس الجمهور بمتابعة المسلسلات الدرامية القديمة؛ فالشوق للأجواء العائلية التي حرم منها السوريون بعد تشظيهم ما بين من بقي في الداخل وما بين اللاجئين المبعثرين حول العالم، جعلت السوريين يبحثون في أرشيف الدراما السورية عن أعمال تعوض هذا النقص ومن بين هذه الاعمال الفصول الأربعة.
ومؤخرا صرحت الكاتبة ريم حنا أنها تحضر لكتابة جزء ثالث للعمل خلال ظهورها في برنامج “شو القصة” جزء تالت للفصول الأربعة مع الإعلامية اللبنانية “رابعة الزيات” معربة على صعوبة المهمة التي تنتظرها لإنتاج جزء ثالث يليق بتطلعات الجماهير، وخاصةً مع رحيل بعض أبطال العمل الأساسيين وسفر آخرين ، مبينة أنها تسعى لتقديم جزء ثالث يرقى إلى مستوى توقعات محبي المسلسل.
الممثلة ديمة بياعة أحد أبطاله ردت سريعا على تصريحان الكاتبة ريم حنا وتحدثت عن رأيها في عودة الفصول الأربعة قائلة “من غير ممكن لأن العمل لا يكتمل دون أبطاله الذين رحلوا أو يقيمون حالياً خارج سوريا”.
وتابعت حديثها بالقول: أن ريم حنا يجب أن تعود لتكتب مع دلع الرحبي لان لكلا الكاتبتين نكهة مختلفة في الكتابة واذا اجتمعتا سينتج عمل خطير “فكيف نطبخ طبخة ونصف الأكلة غير موجودة”.
أما عن رأي الشارع السوري في كتابة جزء ثالث فقد كان منقسما بين معارض ومتشوق للجزء الجديد، فقد عارض أحمد صالح وجود جزء ثالث قائلا: “برأي لن ينجح العمل ولا أتمنى يكون هناك جزء ثالث لأسباب عديدة منها غياب أبطال العمل الرئيسية فهم جزء أساسي من العمل والشخصيات التي مثلت أعطتنا صورة ذهنية عنهن فلن نستطيع أن نتصورهم بصور جديدة وأيضا وفاة بعضهم خروج بعضهم الاخر الى خارج البلد والسبب الاهم في نظري هو غياب المحرك الاساسي للعمل الراحل حاتم علي رحمه الله فلن يكون هناك أحد مثله يستطيع أن يوصل دفا العيلة السورية بأدق تفاصيلها”.
لا أفكار جديدة ستطرح في حال كتب الجزء الثالث هذا ما صرح به آدم علي، حيث اعتبر ان العمل قد استوفى جميع الأفكار عن كل طبقات المجتمع من غني وفقير وميسور الحال والمخرج حاتم علي تحدث عن كل مشاكل هذه الطبقات لذلك لاجديد وليس هناك داع لكتابة جزء، بعد كل هذه السنوات.
أما فيحاء عاصي فقالت “الكاتبة ريم حنا كاتبة قديرة وأتوقع أن تقدم شيئا جديدا جميلا تستطيع من خلاله أن تشد الناس إليها، ويلامس ظروف الحياة التي نعيشها حاليا وبنفس الوقت اتمنى أن يكتب بنفس مستوى الجزئين الأول والثاني حتى يبقى في ذاكرتنا كما بقيت تلك الاجزاء جزءا من حياتنا “.
أما إيمان بغدادي اعتبرت هذا العمل من كلاسيكيات الدراما السورية،إلا أنّ أهم ما يميزه أنه صُنع وبُثّ في مرحلة زمنية وسياسية مفصلية و نجاح وجود جزء ثالث معتمد جدا على اختيار الممثلين ويمكن أن يعطي بعدا جديدا للعمل ويضيف نكهة جديدة لم نكن نعرفها.
انوار السقال أحبت الفكرة كثيرا وقالت من الممكن نجاح العمل وأن يحقق صدى إيجابيا كما حقق الجزأين الأول والثاني، هذا العمل جزء من ذاكرتي وأحن إلى تلك الحياة البسيطة ولو كررت التجربة سوف أكون سعيدة لأنها تشبع حالة الحنين بداخلي وخصوصا بعد سنين الحرب اشتقنا لتلك الأيام.
أما راما جحا فتوقعت أن العمل سيسيء إلى الاجزاء السابقة، ولن يخرج بجماليتها لموت بعض الممثلين وخروج بعضهم الآخر للخارج، ولن أتقبل وجود وجوه جديدة تتحدث عن نفس الحكاية وبنفس الوقت من بقي من الممثلين الذين شاركوا في العمل قد تغيرت سلوكياتهم.
وتبقى حالة رفض وجود جزء ثالث من الفصول الأربعة أو قبوله تنبع من سبب واحد ألا وهو الحنين إلى الماضي والرغبة في إحيائه مع الخشية من تشويهه.