هوى الشام| استعرض المشاركون في الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الثالث للتحول الرقمي واقع وتحديات التحول نحو الاقتصاد الرقمي ومتطلباته ودور الإعلام في التوجه إليه وكذلك البنية التحتية التكنولوجية المستثمرة في التحول الرقمي والتحديات القانونية للتحول والحكومة المفتوحة وجوانبها ومشاركة المواطن.
وقالت الدكتورة نبال الإدلبي مديرة الابتكار لدى لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) في مداخلة لها عبر الفيديو من بيروت إن التعامل مع البيانات المفتوحة سيكون عصب المرحلة القادمة وتأتي أهمية هذه البيانات لسهولة التعامل وتعزيز الشفافية في عمل الحكومات وإشراك المواطن في العمل الحكومي والاطلاع على المعلومات والمشاركة في اتخاذ القرار وتقديم خدمات جديدة للمجتمع ما يؤكد أن لها أبعاداً اقتصادية وتنموية مهمة جداً مبينة أنه لا بد من الوصول إلى التغيير في منهجية التفكير.
وأضافت الإدلبي إن البيانات المفتوحة تسهم في تعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي ودعم الابتكار في مجال الأعمال وتقديم الخدمات ومساندة القطاع الخاص في إنشاء شركات جديدة وتطوير خدمات جديدة تعتمد على البيانات إضافة إلى تطوير الصناعة والابتكار وتوفير الوقت والتكاليف وخاصة في قطاع النقل.
وتحدث عباس بدران المدير التنفيذي لمؤسسة (إيكونيست) عن قيادة التحول الرقمي استراتيجياً وصناعة المعلومات (الداتا) التي أصبحت أهم من صناعة النفط موضحاً أن من ميزات الحكومات الأكثر تقدماً وجود استراتيجية للتحول الرقمي متوافقة مع قدرات التنفيذ المحلية وتوفير منصة موحدة للخدمات الحكومية الإلكترونية تتمحور حول المواطن إضافة إلى توافر وتكامل خدمات البنية التحتية الرقمية ووجود هيكلية تنظيمة لإدارة شؤون الحكومة الرقمية مع وجود قيادة تتولى توجيه السياسة الرقمية طويلة الأمد.
وذكر بدران أن أسباب فشل محاولات التحول الرقمي تعود لعوامل تنظيمية مثل التواصل غير الفعال وعدم وجود مهارات إدارة التغيير وغياب الاستراتيجية وأسباب تقنية.
ودعا الدكتور رضا سعيدي وزير الاقتصاد التونسي السابق إلى الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمواكبة عملية التحول الرقمي وهذا يعطي أهمية كبرى عندما تكون هناك استراتيجية واضحة لدى الحكومة مضيفاً إن التحول يسهم في جذب الاستثمار الأجنبي باعتبار أنه يمكنهم من الوصول بسهولة إلى البيانات ويساعد في موضوع ترشيد الطاقة وتحسين المردود إضافة إلى أنه يسهم في مقاومة التهرب الضريبي والفساد وممارسة المخالفات غير القانونية وفي مجال الأمن السيبراني المعلوماتي ويجب أن تكون عملية التطوير مستمرة ومنتظمة ومنظمة.
وتحدث القاضي الدكتور عمار مرشحة المستشار في مجلس الدولة عن توافر الضمانات التشريعية الكاملة قبل التحول الرقمي مبيناً أنه تم اتخاذ جملة من الإجراءات التشريعية في سورية بهذا الصدد مثل القانون رقم 3 لعام 2014 الذي نظم موضوع المعاملات والعقود الإلكترونية وإحداث الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية وموضوع قانون الجرائم الالكترونية مستعرضاً مجموعة من التحديات مثل وجود فارق تكنولوجي بين الدول وموضوع حماية البيانات الشخصية وموضوع الأمن السيبراني ويجب إجراء دراسة قانونية في مجال التحول الرقمي ويجب أن تكون هناك أجهزة رقابية إلكترونية مسبقة لتجنب الوقوع في عمليات التضليل الإلكتروني.
علي الأحمد خبير إعلامي أكد أهمية دور الإعلام في مجال توعية المواطنين بالتوجه نحو التحول الرقمي لكون الإعلام الرقمي أحدث تغييراً في مفاهيم كثيرة لقدرته على التأثير وقال نحن بحاجة للانتشار والوصول إلى كل المعنيين والناس ليتحول إلى ثقافة لدى الإدارات الحكومية والإعلام التقليدي والحديث مؤكداً ضرورة إيجاد طريقة رشيقة لإدارة المنصات الإعلامية والإعلام الرقمي.
فاديا سليمان معاون وزير الاتصالات تحدثت عن إدارة عملية التغيير وضرورة استحداث وسائل تمويل غير تقليدية وطرح إحداث برنامج إدارة التغيير بهدف الوصول إلى كل المعنيين لافتة إلى أن استراتيجية التحول الرقمي في سورية بدأت في عام 2009 وأن إدارة التغيير تتطلب وجود فرق عمل مستحدثة في المؤسسات تقود عملية التغيير.
وتضمنت الجلسة عرضاً تعريفياً بمسابقة (تميز) التي أطلقت بمبادرة شبابية منذ عام 2014 بهدف تشجيع ودعم الطلاب المتميزين وأصحاب المشاريع المتميزة من الخريجين والمبدعين غير الجامعيين أكاديمياً وعلمياً ومالياً لزيادة الإنتاج وربطهم بشكل مباشر مع سوق العمل.
وقال المهندس بشار حلاوة المدير العلمي للمسابقة حرصنا على تأمين ميدان يتنافس فيه المبدعون الجامعيون من أصحاب المشاريع الهندسية التي كانت تسعى لحل مشكلات محلية وعالمية فأثمرت الجهود اختراعات فريدة وأبحاثاً قيمة مبيناً أن نحو 4000 مشارك في المسابقة من ست محافظات قدموا أكثر من 300 مشروع رائد في شتى المجالات التقنية.
وأشار وليد الخياط المدير الإداري في المبادرة الشبابية المسؤولة عن المسابقة إلى أنه سيتم البدء بقبول طلبات التسجيل في المسابقة اعتباراً من اليوم مبيناً أن المسابقة تتضمن فئات عدة (الجامعية والمعاهد المتوسطة والفئة المفتوحة وفئة الأعمال الحرة وفئة دعم المحتوى العربي في مجال التحول رقمي) على أن يكون المشروع المقدم منجزاً في عام 2020-2021 أو مشروعاً قابلاً للاستثمار وأن يكون من ضمن الفئات المذكورة.
وفي مداخلة عبر الإنترنت من مدينة سانت بطرسبرغ قدم الطالب عمار ياسر علي من خريجي البرامج الأكاديمية في هيئة التميز والإبداع عرضاً عن الأبحاث والمشاريع العلمية التي قام بها ومنها المشروع الذي تضمن ابتكار نموذج لتوقع قيم مؤشر اضطراب العواصف الشمسية التي تؤثر في حقل الجاذبية الأرضية الحائز على المركز الأول في مسابقة الذكاء الصنعي التي نظمتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة الأمريكية.
الطالب عدنان سعود طالب في برنامج هندسة الميكاترونيكس للمتميزين استعرض في البحث الذي قدمه إنشاء منصة لتحديد موقع روبوت أو جسم بغرفة مغلقة باستخدام كاميرات رخيصة الثمن إضافة إلى تطبيق يساعد في الكشف عن وباء كورونا ومناطق الالتهاب في الرئتين ونوعها ونسبة الخطورة.
المصدر :سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))