هوى الشام| وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رؤساء جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه على اتفاقيات لانضمام الكيانات الأربعة إلى الاتحاد الروسي.
وبعد التوقيع تم عزف النشيد الروسي ووقف رئيس دونيتسك دينيس بوشلين ورئيس لوغانسك ليونيد باسيتشنيك ورئيس خيرسون فلاديمير سالدو ورئيس زابوروجيه يفغيني باليتسكي إلى جانب بوتين بصفتهم رؤساء الكيانات الروسية الجديدة.
وقال بوتين في كلمة قبيل التوقيع على الاتفاقيات اليوم في قصر الكرملين: إن شعوب جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه حسموا خيارهم واختاروا الانضمام إلى الاتحاد الروسي وهذا حقهم، ويجب أن نستجيب لرغباتهم، مشيراً إلى أن المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة تتحدث عن الحق في تقرير المصير للشعوب.
وأضاف بوتين: وراء خيار الملايين من الناس في لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيه صلة روحية انتقلت من الأجداد إلى الآباء والأبناء، وقد صوت الجيل الناشئ من أجل وحدتنا ومستقبلنا ومصيرنا المشترك.
ولفت بوتين إلى أن انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 أدى إلى كارثة وطنية وقومية حيث تم رسم الحدود بغض النظر عن رغبة غالبية الناس، ولكن ليس هناك شيء أقوى من حماس الملايين الذين يعتبرون أنفسهم جزءاً من روسيا، فأسلافهم عاشوا على مدى القرون في دولة موحدة، وأبناء هؤلاء أبدوا اليوم رغبة قوية للعودة إلى وطنهم الأم الحقيقي.
وشدد بوتين على أن سكان لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيه أصبحوا مواطنين في روسيا وللأبد، وهي ستدافع عنهم بكل الوسائل المتاحة ولن تخون تطلعاتهم، وستقوم بإعادة الأمن والإعمار والخدمات لهم.
ودعا الرئيس الروسي نظام كييف ومشغليه في الغرب إلى احترام خيارات مواطني دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه والوقف الفوري للأعمال القتالية والحرب التي يشنها منذ عام 2014 والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأشار بوتين إلى أن الغرب لا يريد روسيا حرة مستقلة بل يريد نهب ثرواتها واستعباد شعبها، وهو يبذل كل ما في وسعه للحفاظ على منظومته الاستعمارية، مبيناً أن نخب أوروبا تدرك ما يجري الآن لكنها فضلت خيانة شعوبها والقبول بالخطط الاستعمارية الأمريكية الجديدة.
وأكد بوتين أن الولايات المتحدة تحاول أن تأخذ كل شيء بوقاحة وابتزاز، وكانت تتوقع دعم جميع الدول لموقفها ضد روسيا، إلا أن معظم الدول اختارت طريقها المعقول للتعاون مع روسيا.
وقال بوتين: لقد أغرقوا الحقيقة في محيط من الأساطير والأوهام والأخبار المزيفة، ومضوا يكذبون بفجاجة مثل غوبلز، وكلما كانت تلك الكذبة أصعب على التصديق، سارعوا إلى تصديقها، تلك هي الطريقة التي يتصرفون بها وفقاً لهذا المبدأ، وهذا نتاج مفهوم التفرد والاستثنائية ونقص المعلومات.
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه لا يمكن إطعام أو تدفئة الناس في العالم بأوراق الدولار واليورو إذ إن الإنسان بحاجة إلى غذاء وطاقة، مبيناً أن السياسيين في أوروبا يحاولون إقناع مواطنيهم بتناول كميات أقل من الطعام والاستحمام مرات أقل وارتداء ملابس أكثر دفئاً في المنزل، ومن يتساءل عن سبب ذلك يتم اتهامه بالتطرف.
وقال بوتين: إن الأنغلوساكسون “الولايات المتحدة وبريطانيا” غير راضيين عن نتائج عقوباتهم ضد روسيا، فانتقلوا إلى التخريب من خلال تنظيم انفجارات تستهدف خطوط أنابيب غاز السيل الشمالي التي تمتد على طول قاع بحر البلطيق، وبدؤوا في الواقع بتدمير البنية التحتية للطاقة لعموم أوروبا وهذا أمر لا يصدق لكنه حقيقي.
وأضاف بوتين: إن الولايات المتحدة الأمريكية تستمر في عملية نزع الطابع الصناعي عن أوروبا من خلال منع واردات الطاقة من روسيا، وسياسيي الاتحاد الأوروبي يعلمون ذلك لكنهم يبتعدون عن بلدانهم.
وشدد بوتين على أن العقيدة العسكرية للولايات المتحدة والناتو مبنية على الهيمنة والخداع بشأن الاحتواء المزعوم حيث سمعنا عن احتواء روسيا والصين وإيران، وهناك دول أخرى دورها قادم في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى الشركاء والحلفاء الحاليين للولايات المتحدة.
وقال بوتين: عند بدء حرب العقوبات الخاطفة ضد روسيا اعتقد الغرب مراراً أنه يستطيع إخضاع العالم لأوامره، ولكن اتضح أن مثل هذا الأفق الوردي لا يثير الجميع، عدا ربما عشاق السادية السياسية ومحبي الأشكال غير التقليدية للعلاقات الدولية.
وبين بوتين أن 5 بالمئة فقط من الحبوب الأوكرانية ذهبت إلى دول العالم الفقيرة، وهذه عملية احتيال وخداع أخرى قام بها الغرب مشدداً على أن بلاده ستفعل كل شيء لإيقاظ المتهورين في الغرب الذين يريدون حل مشاكلهم على حساب الدول الأخرى.
وأوضح بوتين أن الغرب يحصل على فوائد اقتصادية وسياسية باعتباره قوة مهيمنة، ومن الأهمية بالنسبة له أن تتخلى جميع الدول عن سيادتها، وهنا تكمن عدوانيته تجاه الدول المستقلة وتجاه القيم التقليدية والثقافات الأصلية ومراكز التنمية العالمية.
وتابع بوتين: إن النخب الحاكمة في بعض الدول تفعل ذلك طواعية، والبعض الآخر يتم شراؤه أوترهيبه، وإذا لم ينجح الغرب فإنه يدمر دولاً بأكملها تاركاً وراءه كوارث إنسانية.
وقال بوتين: أؤكد أن أحد أسباب رهاب الروس الممتد منذ قرون، والشر الذي لا تخفيه النخبة الغربية تجاه روسيا يكمن في أننا لم نسمح لأحد بأن ينهبنا في فترة الاحتلال الاستعماري، وأننا أجبرنا الأوروبيين على التجارة معنا على أساس المنفعة المتبادلة، وقد نجحنا في إنشاء حكومة مركزية قوية في روسيا، نمت وتعززت على القيم العظيمة، المسيحية والإسلام واليهودية والبوذية، وعلى الثقافة الروسية المنفتحة على الجميع.
وأضاف بوتين: الغرب بحث طوال الوقت ولا يزال يبحث عن فرصة جديدة طالما حلم بها لضرب وإضعاف وتدمير روسيا، وتقسيمها وإثارة الشعوب ضد بعضها بعضاً، والحكم عليها بالفقر والانقراض.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تحتل ألمانيا واليابان وجمهورية كوريا الجنوبية ودولا أخرى، وفي الوقت نفسه تطلق عليهم بشكل ساخر لقب حلفاء متساوين في الحقوق.
وقال بوتين: أي نوع من التعاون هذا؟ العالم أجمع يعلم أن قادة هذه الدول يخضعون للمراقبة، وتوضع أجهزة للتنصت على رؤساء تلك الدول، ليس في المكاتب فقط، بل وفي أماكن سكنهم، إنه عار حقيقي على من يفعل ذلك، وعار على من يبتلع هذه الوقاحة في صمت وخنوع كالعبيد.
وأكد بوتين أن النخب الغربية تقدم خططها الاستعمارية الجديدة بالنفاق نقسه، وحتى مع التظاهر بالسلام فهي تتحدث عن نوع من الاحتواء، كما أن كل الدول التي تمتلك أو تسعى إلى امتلاك سيادة استراتيجية حقيقية وقادرة على تحدي الهيمنة الغربية يتم إدراجها تلقائيا في فئة الأعداء، وعلى هذه المبادئ يتم بناء العقائد العسكرية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وكان بوتين وقع أمس مرسومين يعترفان بمقاطعتي خيرسون وزابوروجيه كإقليمين مستقلين، بعدما كان وقع مرسومين مماثلين في الـ21 من شباط الماضي يعترفان باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وأيد غالبية السكان في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومنطقتي خيرسون وزابوروجيه الانضمام إلى روسيا، في إطار استفتاء جرى بين الـ23 والـ27 من أيلول الجاري.
المصدر: سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))