هوى الشام من وسام الشغري | إذا كانتْ كل الدروب تنتهي إلى روما فإن كلّ الدروب تبدأ من دمشق؛ بهذه العبارة بدأ رواد العوّام مشواره الأدبي، حاملًا في جعبته الكثير من الإبداع والأمل.
لم يكن الطريق مُعبدًا كما ذكر العوّام؛ إذ تنقّل بين دول كثيرة، من مسقط رأسه السويداء مرورًا بلبنان إلى العراق، ليحطّ الرحال في الإمارات العربية المتحدة.
أعلن عن باكورة أعماله في لبنان، وهي رواية البث التجريبي لجهنم التي حازت على إعجاب كبير في الوسط الثقافي، حيث تناولتِ الصراع في سوريا التي عاشت لأكثر من نصف عقد تحت سلطة طاغية، وفي هذه الرواية إسقاطات عن الوضع المعيشي والإنساني المتردي الذي يعيشه السوريون.
وبعدها، أصدر العوّام رواية غريق في جنة الإغريق التي تحدثت عن لجوء السوريين إلى الدول الأوروبية، راجين الخلاص من حرب طال أمدها وباحثين عن أمان وسط جحيم لم نعهد له مثيلًا، لكنهم لم ينجوا بل على العكس اصطادهم البحر فخطف أرواحهم وباتت تفترش الشطآن أو تطفو على المياه.
العوّام لم يكتف بذلك، بل أصدر كتابًا نحا من خلاله منحى مختلفًا؛ هذا الكتاب هو عواصف غرفة الكاتب، عارضًا فيه شهادات لروائيين وأدباء عرب من جنسيات مختلفة من سوريا وليبيا ومصر وتونس والجزائر واليمن، فأضحى الكتاب أشبه بمذكرات يومية تلخص قصة الأديب مع إبداعه.
منصة جدل
يذكر العوّام أنه في عام ٢٠٢٠ لمعت في ذهنه فكرة تأسيس منصة إلكترونية ليديرها مع نخبةٍ من المؤلفين والمترجمين والأكاديميين، فبدأ مشروعه في بغداد، والهدف منه رفد سوق الكتاب العربي بمحتوى ذي مصداقية وقيمة ويعكس جهود السوريين في البحث العلمي والنقد الأدبي والتدقيق والترجمة، وقد عملت المنصة مع دور نشر عدة.
أما فيما يتعلق بالمعيار الذي تعتمده المنصة في اختيار كوادرها فيلفت العوّام إلى أن المنصة اعتمدت معايير مؤسسات عالمية، إضافة إلى إقامة ورشات خاصة، فبعد إنجاز كل عمل تُقيّم الأعمال والأفراد لنتدارك الخلل. ومن يكون دون المستوى المطلوب يُعطى فرصة للتقديم مستقبلًا، أما من كان قابلا للتطور فالمنصة تساعد بهذا الخصوص.
ويتابع العوام: ثم انتقلتْ منصة جدل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام ٢٠٢٢ وأُسّست بسجلٍ تجاريّ رسمي باسم جدل برافا.
ويشير العوام إلى أن كادر المنصة كله من السوريين؛ لأن المنصة أرادت تقديم العون لأبناء الشعب السوري في ظل الوضع المتردي، وأخذت هذا الاتجاه عاتقاً عليها.
الجانب الإنساني في منصة جدل
عن هذا الجانب يقول العوّام: منصة جدل تمتلك رؤية خاصة مبدؤها أن على الجانب الثقافي أنْ ينعكس على مجالات الحياة كلها، وإلا فلا قيمة له؛ لذلك كان الربط بين الجانب الإنساني والثقافي أولوية لدى أسرة جدل. ففي موضوع الزلزال أسهمتْ منصة جدل بحملات أدوية للجميع، وخاصة الأطفال ومع الأدوية أيضاً أسهمت بحملات حليب للأطفال الرضع.
يذكر أن العوام ابن السويداء خريج جامعة دمشق كلية الآداب قسم لغة عربية.