هوى الشام
اعتذرت قناة لبنانية من اللاجئين السوريين، عن مقال عنصري نشره موقعها الإلكتروني، يتهم هؤلاء بالتسبب بزيادة الإصابات بمرض السرطان في البلد المضيف، بسبب الالتهابات التي يحملونها معهم.
وقالت قناة “أم تي في” في بيان لها يوم السبت: “منذ أن نشر موقع MTV قبل أيّام مقالاً عن سبب زيادة الإصابات بالسرطان في السنوات الأخيرة في لبنان، مستعيناً بطبيب مختصّ أعاد ذلك لأسبابٍ عدّة، منها سبب غير مباشر برأيه هو الالتهابات التي قد يحملها بعض النازحين السوريّين نتيجة الظروف الحياتيّة التي عانوا منها، شُنّت حملة بعضها منظّم وبعضها الآخر عفوي على المحطة، علماً أنّنا أوضحنا، بعد ساعات على نشر المقال، موقفنا من هذا الأمر وتعاطفنا مع النازحين من الناحية الإنسانيّة، واعتذرنا عمّا كُتب وحذفنا المقال”.

وتابع بيان المحطة قائلا: “إلا أنّ الحملة مستمرّة وحمّلها كثيرون طابعاً عنصريّاً لا يشبهنا، خصوصاً أنّ موقع MTV أضاء، في مقالاتٍ كثيرة، على قضايا إنسانيّة لها صلة بالنازحين، آخرها معاناة الطلاب الجامعيّين السوريّين الذين يدرسون في جامعاتٍ لبنانيّة لجهة عدم حصولهم على فرص عمل. والأسوأ، أنّ البعض عمد إلى فبركة صور وأخبار تسيء إلى السوريّين وإلى المحطة في آن”.

وخلص بيان هذه المحطة التلفزيونية الخاصة إلى القول :” يكرّر موقع MTV اعتذاره وتوضيحه، كما أسفه للحملات المغرضة، داعياً للعودة إلى المساحة الإنسانيّة المشتركة بعيداً عن استنفار العصبيّات والتوتّرات…”.

وزعم التقرير الذي نشره موقع القناة قبل ذلك، أن النازحين السوريين كانوا أحد أسباب انتشار السرطان بلبنان في العام 2018، ويشير إلى أن “الالتهابات المتزايدة بفعل تكاثر النازحين السوريين في لبنان تتسبّب بشكل غير مباشر في مرض السرطان، فهؤلاء، بسبب الظروف السيئة التي عانوها مرغمين، يأتون ببكتيريا خطيرة قد تخلق الأمراض لدى الإنسان”.

وادعى وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني السابق، رشيد درباس، إن تدفق النازحين السوريين إلى لبنان أدى إلى خسائر تكبدها الاقتصاد اللبناني خلال عام ونصف العام تجاوزت قيمتها 7.5 مليار دولار. وقال إن وضع النازحين السوريين في لبنان وصل إلى مستوى النكبة، مع تجاوز عدد المسجلين منهم رسميا 1.2 مليون نازح، وارتفاع معدل البطالة في لبنان فوق 14%، بسبب الخلل الذي أحدثه استخدام اليد العاملة السورية.

ووقع 260 مواطناً لبنانياً، من المثقفين والفنانين والكتاب والصحافيين والأكاديميين والناشطين، بياناً أعلنوا فيه رفضهم القاطع واستنكارهم للانتهاكات التي تطال اللاجئين السوريين في لبنان.