هوى الشام| شكّلت الحلقة الخامسة عشرة من مسلسل (2020 )، المشهد الذي يبكي فيه “صافي، قصي خولي” أمَّه المتوفاة إثر صدام بينه وبين شقيقه، قمة في فن الأداء..
كمية هائلة من الطاقة الشعورية استطاع نقلها لكل متابع.. والذي لم يكن بمقدوره، أي المتابع، إلا أن يتأمّل صدق الحالة.. ليختلط عليه الأمر.. فهل ثمة تعبير يماهي بين الحقيقة والخيال أكثر مما يرى..!!
ولم يكن مستغرباً أن يصبح ذلك المشهد حديث السوشال ميديا، ليغدو بجدارة “تريند”.. يُعيد تصدّر النجم السوري قائمة الأفضل لهذا الموسم الرمضاني في الأعمال التي تُبث من نوعية (الأعمال المشتركة).
منذ الحلقة الأولى كان واضحاً، الحضور اللافت لخولي، والكيفية التي يؤدي من خلالها شخصية “صافي الديب” تاجر المخدرات الذي يتخفّى بغطاء تاجر خضروات..
كان كافياً متابعته في المشهد الذي يحاصر فيه أخاه “يزن، جنيد زين الدين”، وكيف أتقن تحريك (الشفرة) في فمه بلسانه وهو يتكلم، لندرك أننا أمام شخصية تشكّل علامة فارقة في مسيرة “خولي”، الذي يبدو أنه يبدع في أداء هذه النوعية من شخصيات عالم (القاع) أو (الأندرغراوند)، وهو ما يُعيد التذكير بشخصية لعبها مؤخراً بعمل “لا حكم عليه”.
في (2020)، تشتمل الحبكة، التي جاءت من نص كتبه السيناريست السوري بلال شحادات وشاركته إياه نادين جابر، الانشغال بعوالم الخروج عن القانون عبر الولوج إلى دنيا تجار الممنوعات وكيف يتم رصد شبكة كاملة تتخفّى بطريقة ظاهرية غاية في الدهاء.. وكأننا أمام إيماءة من صاحب النص أن كل ما نراه ظاهرياً، ثمة وجهٌ آخر خفي له.
على هذا النحو، تستغرق حكاية (شحادات، جابر) ضمن فئة المهمّشين المسحوقين، التي تعبّر عنها فتيات يعملن سراً، في مكان غير منظور لأجل وعدٍ بأن يمتلكن فرصة الحياة من جديد، وعد من قبل الريس الصافي، الشخصية المركّبة ضمن خلطة يطغى عليها طابع الخير وتُبطن شيئاً من شر مبرر، أو يبرره هو بقناعة تسيّر مجمل أفعاله..
ومن هنا لا مانع أن يكون بملامح “المعلّم” المؤثّر ليس بالآخرين المحيطين به والمقرّبين منه، بل بعموم الحي الذي يقطنه.
توفر شخصية “الريس صافي” حيزاً مغرياً من اللعب الأدائي الذي التقطته (خولي) بحرفية عالية.. ويبدو أنه استمتع فأضاف لها لتبدو فعلياً شخصية من لحم ودم.. فكان أداؤه أداء ينحت في الذاكرة ويعلّم، وبالطبع يدعمه ورق اتقن شحادات لحدود الحلقة ( ٢٢) رسم ملامح شخصية بطله الخارج عن القانون لكن لم يمنعك ذلك من التعاطف معه.
ومن الطبيعي أن تتواجد شخصيات (سنيّدة) لشخصية البطل المحوري، مثل شخصية (رسمية، كارمن لبس) التي تميّزت بأداء دور أنثى “أخت رجال” لا تهتم للمظاهر.. دون نسيان دور (أم الديب) الذي تعملقت به الفنانة رندة كعدي..
هؤلاء وغيرهم اختلطوا بالمكان المفترض، بيئة العشوائيات التي كانت بشكل ما مؤثراً فعلياً بسير تفرعات الحكاية المعروضة علينا، التقطت تفاصيلها عين المخرج فيليب أسمر مثبتاً تميزه عملاً إثر آخر.
المصدر: الثورة
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))