أجندة الهند خلال رئاستها لمجموعة العشرين تركز على الاستجابة الجماعية للتحديات العالمية
هوى الشام| الهند التي تولت مؤخراً رئاسة مجموعة العشرين، ستكون أمام عام حاسم قادم بالنسبة لطموحاتها العالمية.
ووفق تقرير نشرته وكالة «جنوب آسيا» الهندية، فإن التحديات العالمية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن المخاوف الخطيرة التي تطرحها تداعيات باء كورنا، ستشكل المحاور الأساسية التي ستركز عليها رئاسة الهند، حيث لعبت الجهود المشتركة لمجموعة العشرين تاريخياً دوراً مهماً في طرح المخاوف العالمية، وهكذا تجد الهند نفسها توجه الأجندة العالمية نحو الاهتمامات ليس فقط فيما يتعلق بالمناطق المجاورة لها ولكن أيضاً في جنوب العالم.
ويوضح شعار «أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد»، رغبة الهند في تكريس الاستجابة الجماعية للتحديات العالمية المباشرة التي تواجه العالم، حيث سعت جاهدة لتركيز جهودها على مختلف التجمعات المتعددة الأطراف التي هي جزء من قمة مجموعة العشرين في محاولة لتحويل الأقوال إلى أفعال، فعلى سبيل المثال، أكدت كل من الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا مؤخراً على دور مجموعة العشرين في التعاون الاقتصادي وشددت على حاجتها إلى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
إن وجود الهند في تحالف ثلاثي مع جنوب إفريقيا والبرازيل يقدم لها فرصة نادرة للتأكيد بشكل مشترك وتوجيه جداول الأعمال نحو نظرة مستقبلية موجهة نحو النمو لبعض البلدان النامية الأسرع نمواً؛ كما يشكل فرصة لهذه الدول التي من المتوقع أن تتولى الرئاسة على التوالي، حيث ستتولى الهند رئاسة مجموعة العشرين في عام 2023، والبرازيل في عام 2024، وجنوب إفريقيا في عام 2025.
وبحسب تقرير الوكالة، يشكل الأمن الغذائي وأمن الطاقة مصدر قلق كبير يواجه دول الجنوب حيث تجلت هذه المخاوف خلال الأزمة الأوكرانية، وستسعى رئاسة الهند، كما أكد رئيس الوزراء الهندي نارينرا مودي، إلى حماية المصالح العالمية لتلك الدول التي تجد نفسها في أوضاع هشة، وبالتالي فإنه من المتوقع بذل جهود مكثفة خلال رئاسة الهند في تأمين سلاسل الإمداد بالغذاء والطاقة الحيوية خاصةً في ظل ما يمكن تسميته «أوقات عدم اليقين العالمية».
كما ستستفيد الهند من عضويتها في مجلس الحوار الرباعي الذي يضم أيضا الولايات المتحدة واستراليا واليابان لتعرض مساعيها الجماعية للتخفيف من تغير المناخ، إضافة إلى أن نهج Q-CHAMP الرباعي الخاص بالتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره سيشكل منبرا لطرح مبادرة الهند الخاصة بالمناخ والتي تهدف إلى بناء إطار عمل للممر الأخضر يشمل التعاون في مجال الطاقة النظيفة، وتعزيز سلاسل إمداد الطاقة النظيفة، والزراعة الذكية مناخياً، والحد من مخاطر الكوارث من خلال البنية التحتية المقاومة للكوارث والمناخ من بين مبادرات أخرى.
جهود الهند خلال ترؤسها لمجموعة العشرين ستشمل كذلك تركيزا أقوى على الحد من مخاطر الكوارث، والتي ستحقق نتائج جيدة في تقليل الخسارة السنوية البالغة 218 مليار دولار تقريباً والتي يواجهها الاقتصاد العالمي سنويا.
كما أنه من المتوقع أن يلعب (التحالف من أجل البنية التحتية المقاومة للكوارث) دوراً أساسياً خلال رئاسة الهند.
أحد المكونات الثانوية التي يمكن أن يتم التفكير فيها أيضا خلال ترؤس الهند لمجموعة العشرين، هو البحث عن منتدى شامل آخر داخل مجموعة العشرين بما يتماشى مع دعوتها لإجراء إصلاحات في المؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرها، وقد تضغط الهند من أجل إدراج تمثيل إفريقيا في مجموعة العشرين من خلال الدعوة إلى رفع الاتحاد الإفريقي من مراقب دائم إلى عضو كامل مماثل لوضع الاتحاد الأوروبي.
واختتمت الوكالة تقريرها بالقول: «ينبغي أن يكون جدول أعمال الهند لرئاستها جدولاً يقترح جهداً عالمياً جامعاً وجماعياً لمواجهة التحديات التي تتزايد فقط من الآن فصاعداً».