خاص هوى الشام من مها الأطرش
كطيارة ورق معلقة أحلامهم في السماء خيطانها الذكريات ومداها الوطن يدونون في غربتهم مشاهدات مرة تجسد تجاربهم في المغترب وأخرى تروي حكايات ماض مشبع بالحنين إلى حيث المنشأ والأصل.
جاء مغتربو سورية في معرض الكتاب بدورته الثلاثين حاملين معهم حقائب الفكر الأدب مدونين ما اختزنته سنوات البعد بعناوين مختلفة لونت مساءات المعرض بتواقيع مميزة.
يعقوب مراد وتجربة السنوات وأسرار العمل والحياة أوجز منها في كتابه عراب المحبة الصادر عن وزارة الثقافة السورية- الهيئة العامة للكتاب الذي وقعه في معرض هذا العام بحضور رسمي وثقافي، لفته الارتياد وعودة الحركة لهذه الفعالية الثقافية السنوية وشغف الناس للقراءة والمعرفة، فرغم متاعب الحرب والحياة التي ألقت بكاهلها على المواطنين إلا أنهم لا يزالون يتركون مكانا للكتاب بجانب فنجان قهوتهم الصباحية والمسائية.
الصحفي والكاتب السوري مراد شارك في معرض العام الفائت بتوقيع كتابه الحقيقة إني ارى الشمس وهذه مشاركته الثانية.
كما شاركت الاعلامية الدكتورة أمل محلم على هامش المعرض بتوقيع كتابها “أعلام من الإعلام محطات ورؤى” في فندق الشيراتون بحضور عدد من المسؤولين والاعلاميين والأدباء لتجمع فيه تجربة خمسة عشر شخصية تركت بصمتها في عالم الصحافة والاعلام.
حفل التوقيع هو فرصة للقاء القارئ بالكاتب هكذا اعتبرت الأديبة السورية المغتربة سهام يوسف حدث توقيع كتابها الذي يحمل اسم “أرملة سوداء”.
وكلاديس مطر التي أطلقت روايتها “عرب أمريكا” في المعرض ايضا وهو يجسد حياة عرب حطت رحالهم في أمريكا في أعقاب ما سمي “الربيع العربي” شرحت تداعيات الحرب وما تركته في نفوس ابطال روايتها من تطرف وخطره على شعوب العالم.
لم تستطع وسائل التواصل الاجتماعي الاستحواذ على احتياجات الفرد المعرفية والاتصالية وخاصة في عالم الثقافة والأدب اللذين لا يعطيا متعة التواصل الفكري والمشاهدات والالتقاطات البصرية المباشرة لأحد وهو من أهم مستلزمات أهل الأدب والكتابة لتوسيع الفكرة وإغناء الرؤية وهو ما يجده المغترب فرصة تعيده للوطن وتجمعه بمجتمعه الثقافي عبر هذه الفعاليات الدورية.
كل الطرق مؤدية إلى الوطن هكذا يسير أدباء وكتاب المغترب في كتاباتهم على اختلاف مجالاتها بين العاطفة والسياسة والتاريخ والاعلام تصب جمعاء في خريطة واحدة يتوزعون عليها ويلتقون فيها ولأجلها.