خاص هوى الشام من مها الأطرش
أمل ملحم إعلامية سورية اغتربت وحملت الوطن في حنايا قلبها وفكرها، حاكت تاريخها بالكلمة والفكر، وتألقت بحضورها المكتمل في محافل دولية لقبتها بسفيرة الإعلام والنجاح والتطور، وسفيرة السلام.
لم تكن أمل الحاصلة على الدكتوراه في الإعلام والاتصال الجماهيري حالة صحفية وإعلامية تقليدية مكررة بل استطاعت التفرد بمسيرة خاصة جمعت فيها الفكر والإعلام والسياسة والأدب، وتوجته بحضور براق وصوت إذاعي مخملي يكتب برخامته إحساس الكلمة وتفاصيل الصورة.
حصلت الإعلامية الدكتورة أمل ملحم على لقب “سفيرة الإعلام العربي والنجاح” وذلك خلال فعاليات الدورة الـ15 من مهرجان “لم الشمل العربي” في القاهرة عام٢٠١٨.
تتميز الإعلامية أمل المقيمة بين الإمارات العربية المتحدة وكندا لأكثر من ٢٦عاما بشخصية واثقة وحضور لافت ماجعلها تشكل علامة فارقة في أوساط الإعلام العربي والغربي،و في رصيدها إنجازات عديدة ومحطات متميزة تتحدث عنها لموقع هوى الشام.
أمل ملحم الإعلامية العربية والدولية بهوية سورية تصف الغربة بقولها “عندما يرحل الإنسان من الأرض التي عشق ترابها وارتبط بها ارتباط الجذور بالتربة، وفارق أباً وأُماً تربي بين أحضانهما، وابتعد عن رفاق وأصحاب وأحبّاء كانوا ينثرون السعادة من حوله.. يفرض عليه واقع مختلف ولكنني كمغتربة، شأني شأن بقية المغتربين، كان لابُد أن أبدأ رحلة عمر جديدة مع عالم جديد ينقلني إلى منحى آخر برحلة يبدأ فيها المغترب من نقطة الصفر للتأقلم والاندماج في مجتمع آخر”.
وتابعت” ربما يكون المغترب في هذا المجتمع غريب الوجه واليد واللسان.. ومن هنا يبدأ التجسيد في شخصية جديدة ذات كيان جديد ورؤية مستقبلية يرسمها طموح جامح بمستقبل يرسم لوحة وردية للأحلام والأماني”، معتبرة أن الاغتراب تجربة تحمل في طياتها أبعادًا عميقة تختلف باختلاف الاهداف والدوافع والقدرات الذاتية للمغترب وقدرة بلد الاغتراب على استيعاب هذه القدرات.
وعن تواجدها في الإمارات ترى أن مهنتها كإعلامية ساعدتها في التأقلم والاندماج والانغماس لانه وحسب تفسيرها الإعلام جسر التواصل وتبادل المشاعر وخلق لغة موحدة بين المُرسل والمُتلقي، لافتة إلى انفتاح مجتمع الإمارات ومحبته للآخر .
استطاعت الدكتورة أمل بثقافتها ومهنيتها العالية أن تجمع رصيدا من تجارب وإنجازات اغترابية بدأتها بالإعلام المرئي والمسموع ، وصلتها في ذات الوقت بالإعلام المقروء… إضافة لكونها خبيرة ومدربة ومستشارة إعلامية، مما أضفى على رحلتها المهنية الكثير من الدهشة والإثارة والاطلاع والمعرفة، مبينة أن إثبات التواجد كان أمرًا مرتبطا بالجهد المبذول في سبيل الاستفادة المتبادلة مع مجتمع متطور، ومن جهة أخرى تأكيد الانتماء والرابط بالوطن الأم الذي احمل هويته وتاريخه وحضارته.
وعن الحرب التي مرت على سورية بنواحيها العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية تقول أمل إن سورية تعرضت لعواصف كادت أن تحطم أحلام شعبها، مضيفة “لأنني نتاج بذرة زُرعت في أرض الإعلام الوطني، فإنني أدرك أبعاد تلك الحروب الإعلامية الشرسة التي شُنَّت على سورية وماعانته من قسوة المؤامرات التي كان الإعلام أحد أهم وسائلها”.
وتتابع أمل إن الحرب الإعلامية لا تزال على وطني “البروباغاندا” السياسية، وهي أحد أهم عناصر الحرب النفسية وأكثرها شراسة وقسوة يشنها الأعداء لتحطيم الرأي العام في مجتمعنا ، بقصد إلحاق الهزيمة النفسية بشعبنا وطمس قيمنا الأصيلة وإضعاف روحه المعنوية، مشيرة إلى وعي المغترب السوري بما يجري حوله وبما يُحاك له في الغربة وما يُحاك لوطنه وإلى أهمية وجود اعلام متطور يجعلنا مؤرين وفاعلين.
ومن جانب آخر تؤكد أمل على أهمية القراءة لاكتشاف العالم وتصفه بالطائرة الشراعية التي تسمح بالتحليق وتجوب بها عقولَ الكثير من الأدباء والعلماء والباحثين تعيش تجاربهم ، فتضيف الى تجاربك ، وتنتقلَ من زمن لآخر عبر آلة الزمن التي بين يديك و تفتح قلبك على الثقافات والحضارات الأخرى فحين تقرأ عنهم تفهمهم ، وتنظر إليهم بتسامح ، فلا يوجد ما هو أفضل من القراءة لهدم الجدران بين البشر ، فالقراءةُ تنمي الابداع وترفعُ مستوى الذكاء وهذه هي مفاتيحُ النجاح لجيلكم الواعد.