طوكيو_هوى الشام
كتب شاب سوري يعيش في اليابان يتحسر على بعض ما ينقصنا …
ذهبت مرة لمركز البلدية للحصول على وثيقة تثبت امتلاكي لختم خاص (هو ختم مسجل رسمياً، يكون بمثابة توقيع معتمد لكل الوثائق )، استقبلتني الموظفة بالابتسامة كالعادة ولبت لي طلبي بسرعة مع عبارات الشكر والانحناءة الجميلة.
كم هو مريح التعامل مع الموظفين في الدوائر الخدمية عامةً أو خاصةً في اليابان، الجميع بأبهى حلة، ثياب أنيقة، شعر مصفف، أظافر مشذبة، المكان المرتب والنظيف، تشعر أنك في فندق، مستحيل أن تشاهد موظفاً يضع شيئاً في فمه، طعام أو شراب أو حتى علكة.
هذا الموظف يعمل بمعدل 9 إلى 10 ساعات يومياً على مدار السنة ولا يعطل إلا في المناسبات، تخيلو حجم الضغط النفسي عليه، كثيرون منهم حياتهم الإجتماعية غير مستقرة ومع ذلك يجب أن يبتسم حتى لو تصنّع ذلك، ويجب أن يبقى لسانه يردد عبارات الترحيب والشكر على مدار الساعة.
إنها ثقافة الخدمات في اليابان !!
أثناء خروجي من المركز لاحظت بعض المراجعين يصطفون وراء جهاز لا يبدو صراف آلي …ما هذا؟؟؟
سألت أحد الموظفين عن الأمر فقال إنه جهاز إصدار الوثائق الرسمية !!! كيف؟
يكفي أن تدخل بطاقتك الخاصة والرقم السري وتكاليف العميلة لتحصل على ما تريد دون الحاجة لمراجعة أي موظف !! عن جد!
وهذا بهدف تخفيف الضغط على النوافذ والموظفين،فإمكانك الحصول على وثائقك مصدقة أصولاً في أقل من دقيقتين!!
مع أني أحب الحديث مع الموظفين لكني صرت استخدم الجهاز عندما أكون مشغولاً
والجهاز موجودة أيضاً في الجامعات والمطارات
تخيلوا كشف علامات، وثيقة دوام، في أقل من دقيقتين
وأيضاً وأيضاً تجديد جواز سفر !!
كم تمنيت لو أن هذا الجهاز موجود في بلدي الحبيب سوريا …
تخيلوا!! وبدون أن تمر على موظف معكر المزاج …بدو فيتامينات خاصة ليروق
ولكن هل ينفع هذا الجهاز للحصول على وثيقة تأجيل أو موافقة أمنية …لااااااأعرف