Featured

أهالي الغوطة يحتاجون للدعم النفسي بسبب ماعانوه من الإرهاب

هوى الشام
بالتزامن مع خروج مدنيي الغوطة الشرقية من المعابر التي وضعتها قوات الجيش السوري، كانت العديد من فرق الدعم التابعة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وفرق أخرى سورية للدعم النفسي موجودة لتقديم الدعم لهؤلاء المدنيين الخارجين وتسجيل بياناتهم الشخصية لمساعدتهم.
ورصدت كوادر هذه الفرق تصرفات وسلوكيات من المدنيين وصفتها بأنها قد تحمل طابع التعصب”، بحسب ما قال أعضاء فرق الدعم لـ”سبوتنيك” ان إحدى شابات الدعم النفسي أنها طلبت من أحد الرجال المدنيين الخارجين من دوما أن تجلس مع زوجته على انفراد لتتمكن من الحديث معها بشفافية حول ما اذا تعرضت للعنف أو الاغتصاب فما كان من الزوج إلا الرفض بصوت عالي واتهام الكوادر بمحاولتهم تلقين زوجته أفكارا سياسية أو دينية مغايرة لتوجهاتهم.
على الطرف المقابل في مركز الدوير الذي أقامته الحكومة السورية للإقامة المؤقتة للخارجين من الغوطة، رفض رجل آخر الحديث للشبان والشابات القائمين على خدمتهم وتأمين احتياجاتهم بحجة أن الفتيات الموجودات (سافرات) أي لا يرتدين الحجاب، وتقابله امرأة من بلدة سقبا رفضت الحديث مع شباب الفرق التطوعية كونهم ذكور وهي في فترة “العدة” بعد موت زوجها ولا يجوز لها الحديث مع الجنس الآخر.

كما رصدت فرق الدعم أيضا سلوكا عدوانيا يظهر على الأطفال في أثناء اللعب، الأمر الذي وصف بأنه نتيجة الظروف القاسية التي عانوا منها في ظل وجود التنظيمات الإرهابية.

في هذا الإطار توضح أخصائية الإرشاد النفسي، سناء منشا، في تصريح لـ”سبوتنيك”، أن تأثير سيطرة المجموعات الإرهابية يختلف بين الأطفال والكبار وعلى مختلف النواحي نفسيا وفيسيولوجيا.

وأشارت إلى أن تأثير سيطرة هذه التنظيمات ينعكس على جوانب عضوية مثل “التنفس والتعرق والنوم”، بجانب التأثير النفسي المتمثل بالأرق والخوف وضعف المبادرة وانعدام الثقة.

وبالنسبة للأطفال الذين تم تدريبهم على حمل السلاح، قالت الأخصائية إنهم يختلفون بتصرفاتهم عن الأطفال الذين بقوا مع ذويهم وكانوا يسمعون فقط أصوات الاشتباكات وهناك فروق كبيرة بين سلوكياتهم تم ملاحظتها أثناء معالجتهم في مراكز الإيواء.

وترى الأخصائية أنه يتوجب على المنظمات الدولية والمحلية وضع برامج عمل مكثفة سواء لأهالي الغوطة وغيرهم من الخارجين من تحت سيطرة المجموعات الإرهابية، وأن تكون هذه البرامج ترفيهية بالدرجة الأولى مع برامج “دمج بيئات مختلفة” بالنسبة للأطفال وكشف الألعاب المتعلقة بالإرهاب من خلال الرسم واختبارات نفسية لتحويلها إلى ألعاب أخرى بطريقة ناجحة.

كما تحدثت منشا أيضا عن ضرورة “تكثيف جلسات الدعم النفسي والتوعية للكبار حتى بعد إعادتهم إلى مناطقهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالأمان وتبديل الأفكار السوداوية من خلال طرح هذه المواضيع بشفافية ومناقشتها، لإحلال أفكار أكثر انفتاحا”.

سبوتنيك – ندى عجيب

Hawa

Recent Posts

مطالبُ المواطنينَ .. شعر : الدكتور جهاد بكفلوني

هوى الشام| كتب الشاعر والأديب الدكتور جهاد بكفلوني قصيدة عن انتصار الشعب السوري وثورته المباركة…

51 دقيقة ago

سوريا بعد التحرر من نظام الأسد .. قراءة في المشهد

خاص هوى الشام | إعداد : يسرا القرعان | مشهد ما كان بالإمكان تخيل حدوثه،…

4 أيام ago

رواد العوّام.. روائي وناقد ومؤسس منصة جدل لرفع المحتوى الثقافي في المكتبة العربية

هوى الشام من وسام الشغري | إذا كانتْ كل الدروب تنتهي إلى روما فإن كلّ…

أسبوع واحد ago

الفنان الكبير موفق بهجت يعلق على مشاهد الفرح الشعبي بسقوط نظام الأسد

خاص هوى الشام من سامر الشغري | في حديثه إلى أصدقائه المقربين عبر سنوات، كان…

أسبوع واحد ago

اتحاد الكتاب العرب في سورية يضع نفسه تحت تصرف الحكومة الانتقالية

هوى الشام| بمناسبة بزوغ فجر الحرية الذي بسط شمس الخير والسلام والمحبة فوق ربوع وطنٍ…

أسبوع واحد ago

أزمة اقتصادية جديدة والمواطن السوري يتكبد نتائجها

هوى الشام| في ظل الأوضاع الميدانية الراهنة بدأت تلوح في الأفق أزمة اقتصادية جديدة وبدأت…

أسبوعين ago

We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.