الآثار السورية إرث حضاري تحت التهديد.. بقلم : شذى حمود

هوى الشام | تعد سورية واحدة من مهد الحضارات وأغنى البلدان بتراثها الثقافي والتاريخي، حيث تضم آثارا تعود إلى آلاف السنين وفي مقدمتها اثار تدمر وحلب وعديد القلاع المنتشرة في ربوعها إضافة إلى المعالم الإسلامية العريقة التي تعرضت على مدار الحرب الارهابية على سورية لتهديدات خطيرة أدت إلى فقدان وسرقة ونهب مئات لا بل آلاف القطع الأثرية.

وتسببت هذه الحرب الارهابية بتدمير واسع النطاق للمواقع الأثرية، حيث استخدمت بعض التنظيمات الارهابية هذه المعالم كأهداف عسكرية أو كمنصات للعمليات القتالية، مما أدى إلى تدمير العديد من المعالم الشهيرة إضافة إلى، نهب الآثار وتهريبها إلى الخارج، ما هدد بإخفاء الجزء الأهم من تاريخ البشرية.

وفي مواجهة ذلك، تكثفت الجهود الدولية والمحلية لحماية هذا التراث ونشطت منظمات دولية مثل اليونيسكو في توثيق الأضرار وتقديم المساعدة اللازمة لتأهيل المواقع المتضررة دون أن يلغي ذلك مشاركة المجتمعات المحلية في حماية الآثار، حيث يتم تنظيم حملات توعوية لتثقيف الأجيال الجديدة حول أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية.

ورغم كل الجهود، لا تزال التحديات قائمة إذ يتطلب الحفاظ على الآثار السورية تعزيز التعاون بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى تقديم الدعم المالي والفني لترميم المواقع الأثرية بالتوازي مع العمل على إنشاء مشاريع تعليمية تهدف إلى غرس أهمية التراث الثقافي في نفوس الشباب.

وآخر هذه الجهود كانت منذ عدة أيام حين استلمت المديرية العامة للأثار والمتاحف ثلاث قطع أثرية عثر عليها الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الروسية العاملة في سورية خلال تمشيط الصحراء التدمرية يرجح  أن إرهابيي داعش سرقوها من مدينة تدمر الأثرية في وقت سابق بغية تهريبها إلى الخارج.

وهذه القطع الأثرية هي قطع تدمرية تعود الى القرنين الأول والثاني التي تعد فترة الازدهار وقد تكون جزءا من ساكف من الحجر الرملي محفور عليها زخارف نباتية وهندسية إضافة إلى قطعة من ساكف حجري أما القطعة الثالثة فهي لجزء من تمثال جنائزي تدمري.

إن حماية الآثار السورية ليست مجرد واجب تجاه الماضي، بل هي استثمار في المستقبل فهي تعد جزءًا من الهوية الوطنية والتاريخ الإنساني، ويجب العمل على حمايتها من أجل الأجيال القادمة الامر الذي يؤكد إن الإرث الثقافي السوري بحاجة إلى صوت مسموع وحماية دائمة، ليبقى شاهدًا على عظمة الحضارة الإنسانية.

اقرأ أيضا للكاتب

(  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))