هوى الشام| عدوان همجي شنه الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في المسجد الأقصى، أسفر عن إصابة واعتقال المئات، فيما ردت المقاومة باستهداف مستوطنات الاحتلال في محيط قطاع غزة المحاصر بالصواريخ واستهدفت بالرصاص عدة مواقع له في الضفة الغربية، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بتنفيذ مخططاته التهويدية.
قبيل منتصف الليلة الماضية اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة المسجدالأقصى واعتلت سطح المصلى القبلي، وكسرت عدداً من نوافذه وقطعت التيار الكهربائي عنه وأطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام على المعتكفين فيه لإجبارهم على الخروج منه، ما أدى إلى إصابة أكثر من 200 فلسطيني بجروح وكسور وحالات اختناق، كما قامت باعتقال أكثر من 500 آخرين بينهم مصابون، فيما تسببت قنابل الغاز التي أطلقتها باشتعال النيران في جزء من المصلى وتمكن الفلسطينيون من إطفائها.
استمر الاقتحام لساعات أجبرت خلالها قوات الاحتلال المعتكفين على الخروج من المسجد لتأمين اقتحامات المستوطنين لباحاته التي بدؤوا باستباحتها في الساعة السابعة صباحاً عبر مجموعات تتكون كل واحدة منها من 50 مستوطناً.
وترافق عدوان قوات الاحتلال الوحشي على المعتكفين في الأقصى مع اعتداءات لا تقل دموية على الفلسطينيين في محيط المسجد ومنطقة باب العامود والبلدة القديمة من القدس لمنعهم من الوصول إلى المسجد ونصرة المعتكفين فيه، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد منهم.
وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان له أن قوات الاحتلال منعت طواقمه الطبية من الدخول إلى المسجد لإسعاف المصابين واعتدت على المسعفين وعلى سيارات الإسعاف وحطمت نوافذ عدد منها، مشيراً إلى إصابة 12 فلسطينياً على الأقل جراء اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين في محيط الأقصى وخارج أسوار البلدة القديمة من القدس.
المقاومة الفلسطينية ردت على الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الأقصى باستهداف مستوطناته في محيط قطاع غزة المحاصر بالصواريخ واستهداف عدة مواقع له في نابلس وجنين وأريحا والخليل في الضفة الغربية برشقات كثيفة من الرصاص، وأقرت وسائل إعلام الاحتلال بإصابة أحد عناصر قوات الاحتلال قرب الخليل، فيما قصفت طائرات ومدفعية الاحتلال عدة مواقع جنوب ووسط وشرق القطاع واعتدت بحريته على الصيادين قبالة شاطئ منطقة السودانية في شماله الغربي، ما أدى إلى أضرار مادية بممتلكات ومنازل الفلسطينيين دون وقوع إصابات.
وشددت فصائل المقاومة على أن العدوان الإسرائيلي على الأقصى جريمة كبرى سيرد عليها الشعب الفلسطيني بكل قوة، داعية إلى شد الرحال إلى الأقصى من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ومن كل أنحاء الضفة الغربية للرباط فيه والتصدي لاقتحامات المستوطنين، ومؤكدة على أن الدماء النازفة من المصلين والمعتكفين الذين يتعرضون لأفظع أساليب القمع والإرهاب والتنكيل تؤكد أن مخططات الاحتلال لتهويد الأقصى لن تمر.
وتظاهر عشرات الفلسطينيين فجر اليوم في الخليل ونابلس وعدة مناطق بالضفة الغربية تنديداً باقتحام الأقصى واعتدت عليهم قوات الاحتلال بقنابل الغاز السام والرصاص، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق وآخرين بجروح، كما خرج الفلسطينيون في مظاهرات وسط قطاع غزة المحاصر وفي مخيم جباليا شماله أكدوا فيها دعمهم للمرابطين في الأقصى ورفضهم لانتهاكات الاحتلال بحقه.
الرئاسة الفلسطينية أكدت أن تصعيد الاحتلال عدوانه على المسجد الأقصى والمعتكفين فيه يمثل حرباً شعواء على الشعب الفلسطيني ويهدد بانفجار الأوضاع في المنطقة، مشددة على أن القدس بمقدساتها ستبقى عاصمة لدولة فلسطين وعلى أن الفلسطينيين سيواصلون المقاومة دفاعاً عن أرضهم وحقوقهم الوطنية، ومطالبة المجتمع الدولي بعدم الوقوف متفرجاً على الحرائق التي يشعلها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية واتخاذ إجراءات جدية لوقف جرائمه.
بدورها أشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن سلطات الاحتلال تعمل على إدخال تغييرات جذرية على الوضع القائم بالمسجد الاقصى والقدس ومقدساتها لتنفيذ مخططاتها التهويدية وحل أزماتها الداخلية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، مطالبة بتوفير الحماية الدولية للأقصى والقدس وبموقف دولي فاعل يجبر الاحتلال على وقف الاقتحامات والاعتداءات والتضييقات التي يفرضها على الأقصى.
من جانبها أكدت وزارة الأوقاف الفلسطينية أن اقتحام قوات الاحتلال للمسجد واعتداءها على المعتكفين فيه جريمة نكراء وتعد صارخ على المسجد كمكان عبادة للمسلمين، وانتهاك للقوانين الدولية التي تمنع المساس بأماكن العبادة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين سيواصلون صمودهم دفاعاً عن الأقصى وسيتصدون لاقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال ولن يسمحوا بتهويده.
من جهتها لفتت وزارة شؤون القدس إلى أن العدوان الهمجي لقوات الاحتلال على المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين فيه من شيوخ ورجال ونساء وأطفال استهتار فظ بمشاعر المسلمين حول العالم، ومحاولة لإشعال حرب شاملة في المنطقة وتصدير أزمة الاحتلال الداخلية إلى فلسطين، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بلجم هذا العدوان والتحرك فورا وترجمة أقواله إلى أفعال قبل فوات الأوان.
وأشارت لجنة المتابعة العليا في الأراضي المحتلة عام 1948 إلى أن تصعيد الاحتلال اعتداءاته على الأقصى وخاصة خلال شهر رمضان يندرج في إطار محاولاته لتهويده، مشددة على ضرورة الرباط في الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين وإفشال مخططات الاحتلال التهويدية.
المصدر: سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))