منذ بداية الحرب على سورية والاعتداءات الإسرائيلية مستمرة على البلاد ضمن تكتيك معركة بين حروب، وقد يرى البعض أنّ الحديث عن هذه الاعتداءات بات أمراً مكرّراً لا طائل منه، لكن المخطط الذي يرسم للمنطقة وطبيعة الصراع تجعل من الضرورة إعادة قراءة المشهد العام عند كلّ مرة يحصل فيها تطوّرٌ ما يلقي بظلاله على شكل توازن القوى في المنطقة، فلماذا الاعتداءات الإسرائيلية على سورية مختلفة هذه المرة؟
العامل لثاني هو عامل مشترك بين كل الأطراف في سورية مع اختلاف طبيعة الفعل وردّ الفعل، فالقلق الإسرائيلي من التغييرات المحتملة في السياسة الخارجية الأميركية، وتشديد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على العلاقة المميّزة مع الرئيس الحالي ترامب، يدفع الكيان الصهيوني إلى تكثيف اعتداءاته خلال الشهرين المقبلين والعمل على تكريس عدة أمور:
الأول، إعادة صياغة قواعد اللعبة بين الكيان الصهيوني ومحور المقاومة وضرب الخطوط الحمر التي كانت سائدة خلال السنوات السابقة، خاصةً لجهة نوعية المناطق المستهدفة، أو لجهة إيقاع خسائر بشرية في صفوف القوات العاملة تحت إمرة محور المقاومة.
الثاني، العمل من خلال هذه المعادلة الجديدة التي تحاول «إسرائيل» صياغتها على تكبيل أيّ جهدٍ أو توجهٍ لدى إدارة جو بايدن لوقف العمليات الإسرائيلية في سورية على قاعدة التهدئة في المنطقة ومحاولة العودة إلى العملية التفاوضية التي تحتاج إلى بوادر حسن نية من واشنطن أولاً.
الثالث، فصل ملف العمليات العسكرية «الإسرائيلية» عن السياسة الأميركية المقبلة في المنطقة بشكل تامّ، ومن هنا يأتي التركيز الإسرائيلي على الدور الإيراني في سورية وتعويمه في هذه الفترة، فضلاً عن إثارة ملف تصنيع الصواريخ الدقيقة من جانب حزب الله في لبنان، والتي تفتح بدورها الباب على احتمال شنّ ضربة إسرئيلية خاطفة على لبنان.
الرابع، منع أيّ عملية لتطوير قدرات الجيش العربي السوري عبر استمرار الضغط عليه، واستغلال هذا الضغط في حملة إعلامية تركّز على عجز الدولة السورية عن الردّ أولاً، وعن مواجهة حلفائها ثانياً، ما يساهم في تشتيت الرأي العام السوري واستمرار الانقسام الذي يخدم الأهداف «الإسرائيلية» في سورية.
ومع ذلك فإنّ انتظار سياسات إدارة بايدن وعدم الانجرار إلى مواجهة بتوقيت «إسرائيلي» يمكن أن ينجح في حال منع «إسرائيل» من تغيير قواعد اللعبة القائمة في المنطقة وسورية، أما إذا تمادت تل أبيب وأنتجت قواعد لعبة مختلفة فإنها ستحقق هدفها بتكبيل جهود إدارة بايدن، وهنا لا نتحدّث عن تغيير في أهداف السياسة الأميركية في المنطقة، بل تغيير وسائل تحقيق هذه الأهداف، فبايدن لن يتخلى عن «إسرائيل».
ومع الاحتمال الضعيف للحرب في المنطقة، أو محاولة التغيير الشامل للوضع الميداني، فإنّ الاعتداءات العسكرية «الإسرائيلية» ستشهد تصاعداً خلال الشهرين المقبلين، وهذا ما يزيد من التوتر والضغط على محور المقاومة الذي يراقب وينتظر بايدن كما تراقبه تل أبيب..
هوى الشام| كتب الشاعر والأديب الدكتور جهاد بكفلوني قصيدة عن انتصار الشعب السوري وثورته المباركة…
خاص هوى الشام | إعداد : يسرا القرعان | مشهد ما كان بالإمكان تخيل حدوثه،…
هوى الشام من وسام الشغري | إذا كانتْ كل الدروب تنتهي إلى روما فإن كلّ…
خاص هوى الشام من سامر الشغري | في حديثه إلى أصدقائه المقربين عبر سنوات، كان…
هوى الشام| بمناسبة بزوغ فجر الحرية الذي بسط شمس الخير والسلام والمحبة فوق ربوع وطنٍ…
هوى الشام| في ظل الأوضاع الميدانية الراهنة بدأت تلوح في الأفق أزمة اقتصادية جديدة وبدأت…
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.