وزارة التعليم العالي
هوى الشام| يترقب الطلاب الناجحون في الشهادة الثانوية في كل عام دراسي بخوف وتوجس إعلان المفاضلة العامة ولاحقاً نتائجها، ويعاودون مع ذويهم طرح الأسئلة ذاتها حول نظام القبول الجامعي المقيد حتى الآن في معظم الاختصاصات بمجموع العلامات دون الأخذ بالاعتبار اهتمامات الطالب ورغباته، وتتجدد المطالبات بإيجاد آلية جديدة للقبول لا يكون شرطها الأساسي مجموع العلامات.
فإلى متى تتحكم علامة واحدة أو أجزاء منها بمصير الطلاب وبمستقبلهم؟ ومتى يتمكن هؤلاء من دخول الاختصاصات التي تلبي طموحاتهم، وتنسجم مع مواهبهم دون النظر فقط لعلامات الثانوية؟ وهل يمكن وضع قواعد جديدة واعتماد معايير إضافية للقبول الجامعي غير العلامات؟. وهل سنصل يوماً إلى إلغاء المفاضلة وإزاحة هذا الكابوس عن كاهل الطلاب وذويهم؟
واعتبر يوسف وهو طالب سنة أولى في كلية الهندسة المدنية، أن المفاضلة لا تراعي مواهب الطلاب ورغباتهم، حيث يجد الكثير منهم أنفسهم مرغمين على دراسة اختصاص بعيد كل البعد عن اهتمامهم، مبيناً أن درجة واحدة حالت دون تحقيق رغبته في دراسة الهندسة المعلوماتية التي يعشقها.. اما وائل وهو طالب سنة أولى في كلية الحقوق أوضح أنه ومنذ الصف السابع كان يكتب القصص القصيرة والمقالات المتنوعة وينشرها في صحف ومجلات محلية وعربية، وكان يخطط لدخول كلية الإعلام لكن علاماته لم تمكنه من ذلك، ولم يستطع  أيضا إعادة البكالوريا لأنه تقدم للدورة التكميلية، موضحاً أن عائلته طلبت منه متابعة دراسة الحقوق لأن مستقبلها أفضل، لكن هوس الإعلام والأدب يظل يراوده، ولهذا يعتزم دراسة الإعلام في نظام التعليم المفتوح لتحقيق أمنيته.
“الطلاب : نأمل بانخفاض معدلات القبول 
ريم حصلت هذا العام على شهادة الثانوية وتنتظر إعلان المفاضلة وتأمل أن تدخل كلية الصيدلة التي تحبها، لكنها لا تعلم إن كان ذلك سيتحقق أم لا، فقياساً بمعدلات القبول الجامعي في العام الدراسي الماضي لا يمكنها دخول الصيدلة، لكن بعد أن سمعت أن هناك انخفاضاً في نسب النجاح والعلامات تأمل أن يتحقق حلمها، متسائلة هل تعجز وزارة التعليم العالي عن تطوير نظام القبول الجامعي وإيجاد معايير جديدة ليكون أكثر إنصافاً للطلاب؟ ولماذا تتمسك الوزارة بآلية المفاضلة علما أنها غير موجودة في معظم دول العالم؟…  من جهته أكد جورج وهو طالب سنة ثالثة في كلية الطب بإحدى الجامعات الخاصة، أنه اضطر لبيع قطعة أرض تملكها عائلته لدراسة هذا الاختصاص الذي لم يتمكن من دراسته في الجامعات الحكومية بسبب المفاضلة، معتبراً أنه حقق رغبته لكن ماذا عن أوضاع الكثير من الطلاب الذين لا تسعفهم ظروفهم المادية بدخول الجامعات الخاصة في حال لم يتمكنوا من دخول الاختصاصات التي يرغبونها؟.
حبوب: نأمل الوصول إلى آلية بديلة عن المفاضلة
و أوضحت نور حبوب مديرة شؤون الطلاب في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تطوير نظام القبول الجامعي، وإضافة معايير جديدة تضاف إلى علامات الثانوية، مبينة أنه في هذا العام تم اعتماد اختبار مؤتمت للقبول في كليتي الإعلام والعلوم السياسية، إضافة إلى شرط أن يحقق الطالب علامة محددة في اللغة العربية وإحدى اللغتين الأجنبيتين.
وأشارت حبوب إلى أن هذه المعايير تتوافق مع الكثير من الكليات التي تعتمد معايير إضافية للثانوية، منها السنة التحضيرية كأساس للقبول في الاختصاصات الطبية، واختبارات في كليات العمارة والفنون الجميلة والتمريض والتربية الرياضية ومدارس التمريض، واختبارات اللغة الإنكليزية والفرنسية، يضاف إلى ذلك إجراء مقابلات لعدد كبير من الاختصاصات مثل كلية التربية معلم صف والإرشاد النفسي وغيرها من الكليات والمعاهد، وأيضا يوجد معيار العلامة التخصصية كأساس للقبول في عدد من الاختصاصات مثل الرياضيات والعلوم وغيرها من المعايير التي تعتمدها الوزارة كأسس للقبول الجامعي.
وأكدت مديرة شؤون الطلاب أن الوزارة تسعى بشكل مستمر إلى تطوير قواعد القبول، واعتماد معايير جديدة تباعاً خلال السنوات القادمة، وهي تأمل أن تصل مستقبلاً إلى آلية بديلة عن المفاضلة، من خلال اعتماد الجامعات معايير واختبارات بغض النظر عن العلامات، لافتة إلى أن وزارة التربية أعلنت عن اعتماد نظام المسارات في المرحلة الثانوية وهذا سيساعد الطلاب على تحديد ميولهم ورغباتهم منذ المرحلة الثانوية لاستكمالها في المرحلة الجامعية.
المصدر : لأجلك سورية