هوى الشام | عادت أزمة الأدوية بقوة إلى الواجهة من جديد بعد رفع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أسعار المحروقات، ورفع مصرف سورية المركزي سعر صرف الدولار أمام الليرة، متجلية بانقطاع عدد كبير من الأدوية، ليتحمل من لم يغلق من الصيدليات خطر تآكل رأس المال، أو بلجوء البعض إلى رفع سعر الدواء بشكل مبالغ به تحت حجة شرائه بسعر أعلى من السعر الرسمي أو بسبب تحميل مواد على بعض الأصناف.
وأكدت نقيب الصيادلة في سورية وفاء كيشي وجود نقص كبير في الأدوية في السوق المحلية، مشيرة إلى أن المستودعات تورد الأدوية للصيدليات بكميات قليلة جداً بسبب تقليل المعامل توريدها من الأدوية لها حتى إن هناك بعض الأدوية يتم بيعها بالظرف للصيدليات لتأمينها للمواطنين وخصوصاً ما يتعلق بالأدوية النوعية التي تدخل في علاج الأمراض المزمنة، معتبرة أن الحل الوحيد حالياً هو إصدار تسعيرة جديدة للأدوية بما يتناسب مع سعر الصرف الرسمي الجديد.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشارت كيشي إلى أنه تم رفع دراسة إلى وزارة الصحة حول موضوع الأدوية وأن الوزير وعد بدراسة الموضوع، معربة عن تفاؤلها بأن يكون هناك تجاوب في الفترة القادمة، مشيرة إلى أن تأمين الدواء مسؤولية الوزارة والنقابة.
ولفتت إلى أن الدواء حالياً مسعر على سعر الصرف الرسمي القديم وبالتالي فإن تعديل سعر الدواء أصبح ضرورة ملحة لتأمين الدواء في الأسواق وعدم استنزاف الدواء الوطني، مضيفة: كما أن تكاليف إنتاج الأدوية أصبحت مرتفعة جداً سواء تأمين المواد الأولية الداخلة في إنتاج الدواء والتي ارتفع سعرها عالمياً أم التكاليف الأخرى مثل المحروقات وغيرها من التكاليف.
بدوره رئيس فرع نقابة الصيادلة في دمشق حسن ديروان أكد أنه مع ارتفاع سعر الصرف في النشرة الرسمية إلى 4522 قللت المعامل من توريدها الأدوية إلى المستودعات وأصبحت توزع عليها على شكل حصص وبالتالي فإن الأدوية التي توردها لا تغطي حاجة السوق، وذلك بسبب أن سعر تكلفة إنتاج الدواء أصبح أعلى من سعره المطروح في السوق.
وكشف عضو في المجلس العلمي للصناعات الدوائية فضل عدم ذكر اسمه عن وجود نحو 15 معملاً توقفت عن العمل وإن لم تعلن عن ذلك صراحة، واصفاً توقفها بالمستتر بذريعة إعطاء عطلة سنوية للعمال والموظفين، وكذلك الحال بالنسبة للمستودعات التي توقفت بحجة الجرد.
وفي السياق رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أسعار حليب الأطفال، حيث حددت تسعيرة حليب الأطفال الجديدة، ماركة نستله، لحليب أطفال «نان 1 أو 2» 400 غرام للصيدلي 17050 ليرة وللمستهلك 18800 ليرة وحليب كيكوز «1 أو 2» 400 غرام 13909 للصيدلي وللمستهلك 15300 ليرة.
وأكدت نقيب الصيادلة أن هناك توريداً لكميات ولو بسيطة سيتم ضخها في الأسواق ومن المتوقع أن تشكل إنقاذاً مبدئياً في توافر الحليب للأطفال على أمل أن تكون هناك توريدات أخرى في الفترة القادمة.
المصدر: الوطن