الجريح علي محسن

هوى الشام|    “لم يكن يدري الإرهابيون أن ما فعلوه باستهدافهم لي بعربة مفخخة لتفجير جسدي أنهم فجروا ينابيع الطاقة والقوة لدي لأن ساقي الحديدية أصبحت بمئة ساق والرصاصات الأربع التي أطلقوها علي واخترقت جسدي أنبتت سنابل قمح”.

بهذه العبارات خاطب الجريح النقيب علي محسن الإرهابيين متمنياً أن يروه اليوم بعدما أصبح أقوى مما كان بمئة مرة لكي يموتوا غيظاً وقهراً.

في لقاء مع مراسل سانا يقول الجريح علي وهو من بواسل الجيش العربي السوري.. “يوم الثامن من شهر حزيران الجاري هو الذكرى الخامسة لإصابتي في مواجهة التنظيمات التكفيرية.. هذا التاريخ بمثابة الزلزال الذي هز حياتي وشكل منعطفاً محورياً فيها لأنه شحذ نفسي بعزيمة وإصرار لم أكن أشعر بهما في الفترة السابقة من حياتي”.

اليوم وفي ذكرى الإصابة يضيف الجريح علي.. “أقف على بيادر القمح وأنا أجني محصولي مقبلاً على الحياة بكل عزيمة وإصرار وأمل” ليؤكد استمرارية مسيرة العمل والإنتاج والعطاء في أرضه الواقعة في قرية بشنين في ريف مصياف حيث تتنوع نشاطاته الزراعية ما بين إنتاج محاصيل البطاطا والقمح والتفاح وغيرها إلى جانب تربية الثروة الحيوانية.

ويجسد الجريح علي أنموذجا فريداً وناجحاً لمصابي وجرحى الحرب لحثهم على أن يقتدوا ويحتذوا به لأن الإصابة لم تنل من عزيمته وإرادته في الحياة بل زادته صلابة وقوة في ممارسة دوره بالمساهمة في دعم مجتمعه وإعادة إعمار وطنه.

ولا تقف نجاحات وإنجازات النقيب الجريح علي الذي فقد إحدى ساقيه خلال أداء واجبه الوطني في التصدي للتنظيمات الإرهابية على الأعمال والنشاطات الزراعية والإنتاجية المشهود له فيها فحسب بل هو أيضا صاحب مبادرات ومساهمات خيرية وخدمية ومجتمعية مؤثرة تهدف إلى تحسين الواقع الخدمي والبيئي والزراعي في قريته وسواها من البلدات والقرى.

ومن هذه المبادرات التي أطلقها بمساعدة أصدقائه ومتطوعين من طلبة جامعات وموظفين ومعلمين والتي تمثل استكمالاً لمسيرة التحدي للجراح مبادرة “سورية بشجرها بتحلى” .. “جراحنا تثمر” لزراعة آلاف الغراس الحراجية في الغابات والأراضي التي طالتها الحرائق في محافظات عدة إضافة إلى تركيب 5 عبارات طرقية إسمنتية في المناطق الوعرة بقريته ساعدت الفلاحين على الوصول إلى أراضيهم الزراعية ولا سيما في فصل الشتاء إلى جانب حملة سنوية على مستوى قرية بشنين من تسليك المصارف المائية والمطرية وتعبيد بعض طرق القرية منها تجريف وتنظيف الطريق الممتد حتى قرية تموزة وتجهيز الجزء الشديد الوعورة على طريق حي براق وإنجاز وصلة بين طريق المقبرة وطريق حي الساقية مع تنفيذ وصلة في الحارة الشمالية واستكمال العمل في طريق حي عين الباني بعد تجريفها وفرشها بالحجر المكسر بغية تعبيدها.

كما سبق للجريح علي إنجاز مسير من قريته بشنين وصولاً إلى دمشق قاطعاً مسافة تقدر بـ 240 كم تحية لأرواح الشهداء ورسالة محبة وسلام للعالم إضافة إلى تأسيسه ناد رياضي في قريته والمشاركة في بطولة فزاع الدولية لألعاب القوى لأصحاب الهمم التي أقيمت في دبي.

يذكر أن النقيب علي كان مقاتلاً وطياراً في الجيش العربي السوري أصيب مرات عدة وأراد من مبادراته التعبير للعالم أجمع أن إصابته لم تتمكن من قتل إرادة الحياة لديه كما كل السوريين الذين يؤكدون يوماً بعد آخر أنهم قادرون على تجاوز كل التحديات والمضي في بناء وطنهم وحمايته.
المصدر: سانا

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))