هوى الشام
موسكو لن تقول لحلفاء واشنطن: اذهبوا فأنتم الطلقاء
26/4/المانيا
الدكتور محمد بكر…كاتب صحفي فلسطيني
سقطت كل مفاعيل استخدام الورقة الكيميائية في الضغط على موسكو وحلفائها، وكذلك سقطت كل الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن في يوميات الميدان السوري، تزايدت الجغرافية التي سيطر عليها الجيش السوري وحلفائه، وينجحون في إكمال تأمين العاصمة دمشق، فيما مضت موسكو في التمسك وتعزيز تحالفها الاستراتيجي مع طهران ودمشق سواء في الموقف من الاتفاق النووي والتهديد الأميركي بالانسحاب منه، أو حتى تزويد الجيش السوري بمنظومات دفاع جوي متطورة.
من هنا يأتي الجديد الأميركي لجهة ماقيل عن مفاوضات تجري بين قوات التحالف الأميركي ودول خليجية من جهة، والأول وتركيا من جهة أخرى، لناحية تسليم منطقة شرق الفرات لجيش الإسلام، وانسحاب العشائر من قوات قسد للانضمام للحلف الأميركي الخليجي، يأتي لتوجيه الرسائل السياسية لموسكو، لجهة القدرة الأميركية على تغيير خارطة التحالفات وضم الجانب التركي للمخطط الأميركي.
تتمظهر بوضوح شديد الأيادي الإسرائيلية في تصنيع كل الجديد الحاصل، ولا سيما بعد فشل محاولات الإسرائيلي في تغيير الموقف الروسي لجهة الضغط على إيران في تقليص نفوذها في الجنوب السوري ورداً على تعزيز قدرات الجيش السوري، فيما يتعلق بإنهاء تفرد الطيران الإسرائيلي وتهديده الأجواء السورية، من هنا نقرأ ونفهم التهديد الإسرائيلي على لسان وزير الأمن أفيغدور ليبرمان بأنهم سيتسهدفون ويبيدون منظومة الصواريخ الجيش السوري ضد إسرائيل S300 إذا ما استخدمها.
حتى دعوة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لقطر وعلى قاعدة ” الابتزاز الترامبي” بأن ترسل قوات إلى سورية، وان تدفع ثمن بقاء القوات الأميركية في سورية، والتهديد بأن رفع الحماية الأميركية عن قطر سيكون كفيلاً بإسقاط النظام القطري خلال أسبوع، كل ذلك يأتي في سياق تعزيز الجديد الأميركي وتلبية لما تصيغه اليد الإسرائيلية في المشهد السوري.
الولايات المتحدة تدفع باتجاه عودة المشهد السوري إلى المربع الأول و” بحطب” عربي بحت، لإشعال منطقة الشمال وتأمين إلهاء مثالي وتجميد لكل مفاعيل الحضور الإيراني في الجنوب.
الكرة لا تنفك من البقاء في الملعب الروسي الذي سيكون بصدد اتخاذ إجراءات نوعية ورسائل فاعلة للمخططات الأميركية، وحتى ولو تطور الأمر لصدام عسكري مباشر في الشمال الشرقي الذي من الممكن أن يكون وجهة الجيش السوري وحلفائه في المستقبل القريب، ولسان الحال لن يقول لأي قوات عربية مزمع إرسالها، أو عشائر عربية يجري ضمها للجديد الأميركي : اذهبوا فأنتم الطلقاء.