هوى الشام| أجبره الإرهاب على ترك أرضه وبيته لخمس سنوات عمل خلالها كعامل بأجرة يومية واليوم بعد ثلاث سنوات على لحظة إعلان الجيش العربي السوري تحرير قريته (افتريس) في الغوطة الشرقية من الإرهاب عاد اسماعيل عبد الله ونوسة لانتظار موسم جديد في أرضه التي زرعها بأدواته البدائية فأعادت له الحياة والربيع الأخضر.
وقال ونوسة لـ سانا: “عندما آتي إلى أرضي كل يوم أشعر بأنني ولدت من جديد كما أشعر بالامتنان لأبطال الجيش الذين أعادوا بتضحياتهم الحياة لقريتنا بعدما دمر الإرهاب كل مقومات الزراعة فيها حيث خرب آبار المياه وسرق الآليات وقطع الأشجار المثمرة وحرق المحاصيل كما تسبب بخسارة الثروة الحيوانية” مشيرا إلى أن الفلاحين يعيدون تأهيل أراضيهم تدريجياً وزراعتها من جديد ومنظر الربيع هذا العام يبشر بالخير.
ويضيف ونوسة “إنه بدأ في أرضه من نقطة الصفر وبوسائل بدائية والإمكانات الموجودة وجهود مشتركة مع فلاحي القرية والدعم المقدم من الحكومة أعاد زراعة المحاصيل الصيفية والشتوية” معتبراً أن الوضع حالياً أفضل بكثير وخاصة مع الشعور بالأمان.
ويبين الفلاح أحمد وليد أنه تهجر من قريته بسبب الإرهابيين الذين استولوا على أرضه ونهبوا خيراتها ما أدى إلى خروجها من الإنتاج لأكثر من تسع سنوات لكن مع تحرير القرية وعودة الأمن أعاد ترميم منزله وزراعة أرضه ورعايتها وجنى ثمار موسم كامل والإنتاج يتحسن ويزداد من عام لآخر على حد تعبيره.
ثلاث سنوات كانت كفيلة لعودة أرضه للإنتاج لكنها لم تجعل أنور شبرق ينسى مشاعر الحزن التي أحس بها لحظة رؤية أرضه محروقة بالكامل ويقول عندما رأيتها أجهشت بالبكاء لأنني غير قادر على البدء من الصفر لكنني استدنت المال من بعض الأقارب وبدأت بترميم ما تبقى من منزلي وأرضي وزرعتها في البداية بالمحاصيل الصيفية لانتقل تدريجياً إلى استخدام التقنيات الحديثة” .
“أرضي كانت عبارة عن جذوع مقطوعة وأغصان محروقة لكنها اليوم ممتلئة بالأشجار المثمرة ومحاصيل الخس والفول والبازيلاء وغيرها” يقول مصطفى البدوي أحد سكان بيت سوا التي لم تنج من حقد الإرهاب وبينما تحيي اليوم الذكرى الثالثة للتحرير يستعد البدوي لموسم حصاد القمح.
ومع عودة البدوي وفلاحين آخرين إلى أراضيهم وزراعتها تحسن الواقع الزراعي في بلدة بيت سوا بنسبة 80 بالمئة حسب رئيس الجمعية الفلاحية في البلدة عبد العزيز سعادات الذي يبين أن الفلاحين زرعوا أرضهم بالإمكانات المتاحة والدعم الحكومي الذي يأمل بزيادته مع غلاء أسعار مستلزمات الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وصولاً إلى التصدير.
مدير زراعة ريف دمشق المهندس عرفان زياد يوضح في تصريح لسانا أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وبعد تحرير الغوطة عملت عبر مديريتها على حصر الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي بشقيه الحيواني والزراعي من تخريب لشبكات الري والكهرباء والطرقات الزراعية والآبار وقطع للأشجار المثمرة ومنشآت الثروة الحيوانية مبيناً أن المديرية قامت بترميم الدوائر والوحدات الارشادية والمراكز البيطرية لتقديم الدعم للمزارعين إضافة لمستلزمات الإنتاج من أسمدة ومحروقات وأعلاف وخدمات بيطرية ليتمكنوا من إعادة استثمار أراضيهم ولافتاً إلى أنه بعد ثلاث سنوات من التحرير أصبحت تزرع معظم أراضي الغوطة لتعود كما كانت سابقاً سلة غذاء العاصمة دمشق.
المصدر :سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))