دمشق – هوى الشام من رامه الشويكي
“تستمر عجلة الحياة بالدوران وتكوين الأسرة أحد سنن الكون ولاأريد أن أوجل زواج ابنتي أو أعارضه عندما يأتي صاحب النصيب خاصةً أن فرص الزواج المناسبة أصبحت نادرة هذه الأيام مع عزوف كثير من الشباب عن الزواج لكن شرطي الوحيد أن يتم التعارف بشكل شخصي وليس عن طريق السكايب أوغيره” هكذا بدأ أحد الآباء حديثه لـ هوى الشام عن الزواج في ظل الأزمة.
ويتساءل “كيف لها أن تتعرف أخلاقيات الشخص وطبيعته وتصرفاته عن بعد فالتواصل عن طريق النت قد يكون لغرض التسلية وليس الزواج مشيراً إلى أن كل من تقدم لخطبة ابنته حتى الآن يعيش في الخارج إلا أنه يؤكد انه سيظل يتمسك بمفهومه هذا لأن شرطه كما يقول ليس تعجيزياً في حال كان الشاب جدياً بالزواج.
الزواج حل.. أم تعقيدات جديدة ؟
من جهتهه روى بسام. م قصة تزويجه لابنتيه غالية وحسناء خلال الثلاث سنوات الماضية دون شروط تذكر فإحداهن قبلت أن تكون زوجة ثانية و الأخرى تسكن مع عائلة الزوج في بيت صغير جداً وأضاف الأب أحب ابنتيَ كثيراً لكن الظروف الصعبة التي نعيشها من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وكثرة المصاريف وندرة العرسان جعلني أوافق على زواجهن ولما لا فعندما أركب في وسائل النقل أراها تمتلأ بالفتيات أو كبار السن أمثالي فالشباب تفرق بين الاحتياط من جهة و السفر أو الهجرة من جهة أخرى.
وعن الزواج من شاب في طور الخدمة الاحتياطية تقول شذى تزوجت منذ شهرين في حفل بسيط اقتصر على الأهل وبعض الأقارب والآن عدت إلى عملي و زوجي عاد إلى الخدمة الاحتياطية في محافظة أخرى وكل منا أصبح بعيد عن الآخر وسنرى بعضنا من فترة إلى أخرى فأنا أكمل عملي كسكرتيرة لأحد الأطباء وهو في الخدمة الاحتياطية واتخذنا القرار بالزواج رغم صعوبة البعد لأن خطبتنا طالت لأكثر من عام ونصف.
بدورها تقول هزار .أ تزوجت منذ ثلاث سنوات تقريباً و لازلت أشعر بعدم الاستقرار وكثير من خيبات الأمل فكل ما خططت له أنا وزوجي أصبح في مهب الريح بدءاً من صالة العرس إلى شهر العسل وانتهاء بعش الزوجية وأصبحت أرضى بأقل الأشياء ليتحقق الزواج ويستمر وازدادت أوضاعنا المعيشية صعوبة ًمع الإنجاب فأسعار أصغر الحاجيات تزداد غلاءً يوماً بعد يوم إضافة إلى أجرة السكن المرتبطة بمزاجية المؤجر الذي خيرنا منذ سنة تقريباً بين زيادة الأجرة أو ترك المنزل مما دفعنا للانتقال إلى آخر و زاد الضغط النفسي الذي أعيشه أنا وأسرتي .
حظ جيد … خيار مرفوض ..
أما ملك خريجة الصيدلة والمتزوجة منذ عام تقريباً تشير إلى أنها تعرفت إلى زوجها وليد منذ عام تقريباً عن طريق الانترنت بعدما تقدم أهله لخطبتها وتقول :لكنني كنت محظوظة فخالي يسكن في ذات البلد التي يعيش فيه وتواصل معه عن قرب وتعرف طريقته في التعامل وأخلاقياته على أرض الواقع وسأل عنه أقاربنا هناك وأنا أثق برأيه كثيراً مبينة أنه “بعد القبول الأولي تواصلنا عن طريق السكايب وعندما شعرنا بالتوافق في وجهات النظر و الإعجاب المتبادل تمكن وليد من السفر إلى لبنان وتعارفنا هناك بشكل شخصي وبعد فترة تم الزواج ونعيش اليوم حياة سعيدة في البلد الذي يقيم فيه”.
بدوره يرفض هاني شاب في 27من العمر فكرة الزواج في ظل الظروف الحالية ويقول على الرغم أنني وحيد أمي وتريدني أن أتزوج لكنني أرفض رفضاً قاطعاً لأنني غير قادر على تحمل مصارف الزواج بدءاً من المهر و المصاغ إلى الهدايا والسكن ويضيف : الخيار المتاح أمامي اليوم هو ان أسكن مع والديَ في منزلهم ولا أريد ذلك فالزواج بالنسبة لي استقرار واستقلال عن الأهل فضلاَ عن المشاكل التي ستحدث بين أمي و زوجتي مستقبلاً وهذا أمر أنا بغنى عنه و لا أريد وجع راس وتجارب أصدقائي المتزوجين والمطلقين على حد سواء لا تشجع على الإطلاق ..”
من جهتها تؤكد المحامية غفران كمو لـ هوى الشام ازدياد حالات الزواج غير المتكافىء من حيث العمر والمستوى الاجتماعي والاقتصادي خلال فترة الأزمة لكن على الرغم من ازدياد حالات الزواج إلا أن حالات الطلاق أكبر.
وتضيف كمو فيما يتعلق بالزواج للخارج كثير من الأزواج يلجأون إلى معاملة إثبات أو تثبيت الزواج ليتمكن الزوج لاحقاً من لم شمل زوجته بعد سفره خارجاً فهو بحاجة لوثيقة تثبت ذلك وكثيراً ما يقع ضحية لاستغلال البعض مادياً بحجة الإسراع في إجراء المعاملات.
وتكمل كمو بالنسبة للمهور فإن القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي رفع مقترحاً إلى وزارة العدل لإقرار الليرة الذهبية السورية في المهر باعتبار أن العديد من الأهالي يرغبون بذلك في ظل الأزمة الحالية لضمان حياة أفضل لبناتهم مستقبلاً عدا ذلك كثيرين هم الذين يؤجلون فكرة الزواج لحين تحسن الظروف.