خاص هوى الشام من يسرا القرعان | أصبحت السمنة المفرطة من المشكلات الصحية الخطيرة، والتي تتطلب العلاج والمتابعة نظرًا لتسببها بالعديد من الأمراض الشائعة والمنتشرة حول العالم أجمع، فالبدانة مرض ينتشر بين الأطفال والبالغين ذكورًا كانوا أم إناثًا.
تعرّف السمنة أو البدانة (Obesity) ،على أنها ارتفاع في نسبة الدهون في الجسم، وعادة ما يتم ربطها بارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الفرد، والذي من خلاله يتم الربط ما بين وزنه وطوله، فالسمنة بكونها تراكم زائد للدهون لدى الشخص المصاب، فهي تلحق الأذى و الضرر بصحته عمومًا، لأنها اختلال حاصل بين توازن الطاقة وبين السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم، إضافةً إلى كونها ليست مجرد مسألة جمالية فحسب، بل الأمر يتعدى ذلك فهي تعتبر مشكلة صحية بحتة، إلا أنه لا يمكن اعتبار كل زيادة وزن بدانة، إذ يمكن أن يزيد الوزن على حساب العضلات وليس الدهون.
السمنة أو البدانة هي حالة طبية تتسم بزيادة الوزن بشكل مفرط ما يؤدي الى مشاكل صحية متعددة.
الدكتورة رزان عباني المختصة بأمراض الغدة قالت في تصريح لـ هوى الشام ، بأن مرض السمنة ينتشر بنسبة عالية بحكم طبيعية الحياة، والظروف المعيشية، ونوعية الأكل وقلة الحركة، ومن الممكن أن تكون بسبب المشاكل الغدية والتي تقدر نسبتها بين ١٠ – ٢٠ ٪ من حالات البدانة ،إضافةً لاحتمال وجود عامل وراثي في بعض العائلات.
وأوضحت عباني بأن البدانة تعتمد على قياسات معينة أبرزها مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وتقييم الحالة العامة التي تشمل فحص الدم من مستويات الكوليسترول، ومستويات السكر في الدم.
وتابعت المختصة بأمراض الغدة بأن لتلك الأمراض أعراض عدة :
كزيادة الوزن غير المبررة و الصعوبة في التنفس و التعب والإرهاق -آلام المفاصل ـ ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول ـ ومشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، والطريقة الأكثر شيوعًا لكشف أعراض البدانة والتحقق إن كان وزن الجسم صحي أم غير صحي هو محيط الخصر، والذي يمكن استخدامه للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن حسب مؤشر كتلة الجسم BMl، والذي يقيس النسبة بين الطول والوزن، إذ يعطي نسبة الوزن الطبيعية ويشير للوزن الزائد والتي تكون عند البالغين :
- أقل من18.5 (ناقص الوزن )
- 5 إلى 24.9 ( وزن طبيعي )
- 25 إلى 29.9 (زائد الوزن )
- 30 إلى 34.9 ( بدانة مرضية من الدرجة الأولى )
- 35 إلى 39,9 ( بدانة مرضية من الدرجة الثانية )
- 40 فأكثر ( بدانة مرضية من الدرجة الثالثة ) وينحسب معدل الصرف على طول المريض ووزنه وعلى الكتلة العضلية .
وعن طرق الوقاية من السمنة لدى الأطفال والبالغين قالت عباني
- طرق الوقاية من السمنة لدى لأطفال من خلال :
- تشجيع الأطفال على تناول خمس حص يومياّ من الفواكه والخضار
- تشجيع الأطفال على الأكل بدون ملهيات، والحد من وقت مشاهدة الشاشة إلى أقل من ساعتين يومياّ
- تشجيع الطفل على النشاط الحركي لا يقل عن ساعة في برنامجه اليومي
- تشجيع الطفل على الابتعاد عن المشروبات الغازي والمحلاة واستبدالها بشرب الماء بشكل كاف يومياّ.
- طرق الوقاية من السمنة لدى البالغين من خلال :
- خفض استهلاك الأطعمة الغنية بالطاقة
- تناول وجبات رئيسية بانتظام
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف
- تناول الأكل ببطء، والتحكم في حجم الوجبة الغذائية
- شرب كمية كافية من الماء في اليوم
- تجنب أنظمة الحمية الغذائية الغير صحية
- قراءة البطاقة الغذائية خلف المنتجات لخيارات أكثر صحة
- ممارسة نشاط بدني بمعدل 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع، وزيادة المعدل اليومي لمدة 300 دقيقة أو أكثر في الأسبوع
- الحرص على النوم لفترات كافية ومتابعة الوزن مرة كل أسبوع.
وبينت الدكتورة عباني بأن أهم طرق العلاج من البدانة أن يقوم المريض بتغيير نظام حياته ويعتمد على الحركة ونوعية الأكل والدعم النفسي والأدوية والجراحة، فالسمنة حالة صحية ممكن علاجها عن طريق الآتي :
- اتباع الحميات الغذائية
- تغيير السلوك ونمط الحياة
- معالجة الحالات المرضية لمشكلات الصحية المسببة للسمنة
- الأعشاب الطبية
- الأدوية كحبوب تخفيف الوزن
- الجراحات ويتم اللجوء إليها كحل أخير من طرق علاج السمنة
وأضافت بأنه يوجد هناك أنواع من الأدوية تسبب زيادة نسبة البدانة كالكورتيزون فتعمل على فتح الشهية وتزيد بناء الشحوم في الجسم.
وأوضحت عباني بأنه إذا كان المرض وراثي فإن معدل زيادة الوزن السنوية عن طفل أكثر من أقرانه بالنسبة لطوله ووزنه فيجب متابعة الطفل من الأمراض المرافقة للبدانة ومن الأفضل استشارة أخصائي تغذية لوضع خطة تناسب احتياجاته الفردية.
تنصح الدكتورة عباني في الجراحة كعلاج جذري للحالات المتقدمة عندما تكون البدانة مرافقة لأمراض الضغط والسكري، ومشاكل القلب، عندها يمكن أن تكون الجراحة علاج لهذه الأمراض.
وفي الحالات الأخف تنصح عباني في التغيير إلى نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنب الحميات القاسية التي تؤدي إلى مشكلات صحية وعدم استدامة النتائج.
وشددت المختصة بأمراض الغدة على أن السمنة المفرطة تزيد من عوامل خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض أبرزها :
- أمراض القلب والأوعية
- داء السكري
- ارتفاع مستويات ضغط الدم
- السكتة الدماغية
- التهاب المفاصل
- المتلازمة الاستقلابية
- القلس المعدي المريئي
- ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم
إذ أن فقدان من 5% إلى 10% من الوزن يمكن أن يؤخر أو يمنع بعض هذه الأمراض.
وأضافت بأنه من العوامل والأسباب المحتملة للإصابة بمرض السمنة والبدانة :
- الوراثة
- عدم النوم جيداّ
- تناول الكحول
- التدخين
- الحمل
- التقدم بالسن ودخول سن اليأس
- الإصابة ببعض الأمراض , مثل :
- خمول الغدة الدرقية
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات
- متلازمة كوشينغ
- تناول بعض أنواع الأدوية , منها :
- مضادات الاكتئاب
- موانع الحمل الهرمونية
- الكورتيزون
وتابعت الدكتورة عباني بأن تناول دواء علاج البدانة مثل أدوية التنحيف والتي تمت الموافقة عليها من وزارة الصحة العالمية قد تساعد على فقدان ما لا يقل ٥٪ من الوزن وهو الحل الأسرع في بعض حالات السمنة المفرطة.
أحمد عبد الله البالغ من العمر ٣٥ عامًا وهو مريض بالبدانة ويبلغ وزنه ١٢٠ كغ، طوله ١٧٥ سم، قال بأنه يعاني من السمنة المفرطة وارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول.
“بدأت مشكلتي منذ عدة سنوات وهذا أثر على حياتي بشكل كبير على صحتي الجسدية ما أدى إلى صعوبة في الحركة، وقيامي بالأنشطة اليومية، ومشاكل في النوم وانقطاع النفس أثناءه”.
وتابع أحمد بأنه أصبح يعاني من شعور بالقلق والاكتئاب بسبب مظهره الخارجي وانخفاض الثقة بالنفس .
وأوضح بأنه قام بعدة أنظمة غذائية وبعضها كان له نتائج مؤقتة وبأنه يواجه صعوبة في الالتزام على المدى الطويل .
أضاف أحمد بأنه من المهم البحث عن الدعم والمساعدة سواءً من الأصدقاء أو المختصين فتغيير نمط الحياة ليس سهلًا، لكنه ممكن .
الطفلة ليلى البالغة من العمر 10 سنوات قالت أيضا أنها تعاني من السمنة منذ عدة سنوات مشيرة إلى أن السمنة تؤثر على مشاعرها وثقتها بنفسها.
قالت أنها تشعر أحيانًا بأنها مختلفة عن أصدقائها، مما يسبب لها شعورًا بالوحدة، كما أنها تعرضت للتنمر من بعض زملائها في المدرسة مما أصابها بالحزن.
وأوضحت الطفلة أنها تشعر بالتعب عندما تلعب مع أصدقائها وتجد صعوبة في قيامها ببعض الأنشطة.
التجأت عائلة ليلى إلى دكتور أخصائي غدة واستشاري تغذية لمساعدة طفلتهم ليلى فتم إجراء فحص دم لليلى واتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة كالمشي يوميًا نصف ساعة وتناول الدواء المناسب للعلاج وتخفيف الوزن، إلى أن استفادت وحصلت على وزن مناسب لعمرها.
وتنصح ليلى بالتحدث عن المشاعر وطلب المساعدة كما توصي الأطفال الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة بأن يكونوا نشيطين وأن يلعبوا مع أصدقائهم.
ووفق إحصائيات الأمم المتحده UN فإن أكثر من مليار شخص في أنحاء العالم يعاني من السمنة المفرطة، وهذا الرقم آخذ في التزايد، مما يعني أننا أمام حالة مرضية جدية يجب أخذها بعين الاعتبار وزيادة الوعي حولها بين الناس.
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))