هوى الشام|لم تكد فكرة مسابقة عمالقة أوروبا تظهر إلى العلن حتى دفنت في مهدها، فهاهي الأندية الإنكليزية انسحبت تباعاً في وقت قياسي إثر غضب شعبي ورسمي على الفكرة برمتها ما جعل القائمين على المسابقة يفكرون بكيفية الخروج من المأزق الذي ترتب عليه إعلانهم عنها، وبات بعضهم مضطراً للانسحاب من منصبه وآخرون يبحثون عن حفظ ماء الوجه.
هي فكرة لمعت في رأس عدد من الإداريين التجار أو الملاك الجشعين وقد تبدو مثيرة للكثيرين وتتمثل بدوري خاص للنخبة الذين يعتقدون إمكانية تسيير اللعبة بأموالهم ونجومهم وسطوتهم الإعلامية لكن أول من وقف ضدهم الأغلبية العظمى من مشجعي تلك الأندية الذين صبوا جام غضبهم على الأموال التي أفسدت كل شيء وهاهي تدعو لإفساد متعة كرة القدم التي فقدت بفضل الإداريين (الفاسدين) رونقها وبساطتها.
وهكذا بات على عرّابي المشروع (بيريز وأنييلي) الخروج من المأزق بأقل الخسائر بعدما أصبحت فكرتهم مجرد سراب أو حلم مؤجلاً إلى حين، وتبادل عشاق كرة القدم الحقيقيون التهاني لفشل المشروع الذي أحدث شرخاً حاداً في عالم اللعبة بين مؤيد ومعارض وبالطبع فإن الأكثرية كانت ضد الفكرة تماماً رغم محاولات البعض الإيحاء بأن مشجعي هذه الأندية الكبيرة تميل إلى إقامة السوبرليغ.
الأمر انتهى ببساطة بعدما بدأ بخبر أشعل وسائل الإعلام عن إقامة دوري سوبر يضم 15 نادياً من أندية القمة في إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا وألمانيا وفرنسا على أن ينضم إليها عدد آخر وما هي إلى دقائق حتى جاءت الردود غاضبة خاصة من نجوم اللعبة وخبرائها المعتبرين وامتد الاعتراض ليصل إلى حد قيام مشجعي بعض الأندية بمظاهرات ضد إدارات أنديتها ومن ثم لم يصمد المشروع أكثر من ساعات أخرى ليصبح في حكم الملغى أو المؤجل حتى إشعار آخر.