هوى الشام|  /٣١/عاماً وهي الأب والأم والممرضة المنزلية الأولى لمحيطها في منطقة العفيف وسط دمشق .. السيدة /دلال محمود/ استطاعت الانتصار على ظروفها القاسية وتحمل مسؤولية تربية أطفالها بعد وفاة زوجها والتميز والتنويع في عملها مابين التمريض والمشغولات اليدوية بخيوط حرارية بينها لوحات بالخط العربي.

/أم سامر/ /٦٧ عاماً/ تغيرت حياتها كلها بعد شلل زوجها الذي كان خياطا عام /١٩٩٢/ لتبدأ رحلة التمريض بكل شغف في سبيل العناية به لثلاث سنوات ونصف إلى ان تحملت مسؤولية أسرتها بعد وفاته و/٣/أطفال أصغرهم /٥/سنوات وهي ماتزال في العشرينيات من عمرها.

وقالت محمود إن الظروف المادية الصعبة جعلتها تواجه الحياة بكل قوة بدعم أصدقائها وأقاربها ولتطور ماتعلمته من وخز الإبر وقياس الضغط وتنظيم الأدوية عبر انتسابها لدورات متعددة في مهارات تمريض والاسعافات الأولية والدفاع المدني وأخرى في التنمية البشرية ونالت شهادات موثقة للعمل بشرف في مجال المهنة الانسانية الأولى في العالم /ملائكة الرحمة/ حتى انها أضافت إلى مهاراتها تعلم /الحجامة/ والطب البديل لدى أطباء مختصين.

ولفتت محمود إلى انها استطاعت خلال فترة وجيزة أن تتحول إلى الممرضة المنزلية الأولى في منطقة العفيف وبعض أحياء المهاجرين والشيخ محي الدين كما اعتمدت عليها عدة مخابر لسحب الدم المنزلي للمرضى كبار السن والعجزة وغير القادرين على الحركة واصبحت تعلم غيرها مبادئ الاسعاف والتمريض.

وأكدت محمود ان حبها للعمل وتعلم كل ماهو مفيد لتستثمره لصالح أطفالها جعلها تضيف إلى رصيدها العمل في المشغولات اليدوية بالخيوط الحريرية وصنع الحقائب والجزادين وبيعها اضافة لقطع الزينة ومشغولات أخرى تعتمد على الخيش ومخلفات الطبيعة مشيرة إلى مشاركتها بلوحات متقنة في الخط العربي /نوع عجمي/ خلال عدة دورات لمعرض دمشق الدولي لافتة إلى التحاقها ايضا بدورات في الحاسوب واللغة الانكليزية لتواكب نوعا ما دراسة ابنائها.

ونصحت محمود كل امراة بعدم الياس أو الاستسلام لظروف الحياة القاسية والاعتماد على نفسها والسعي لتطوير مقدراتها عبر الدورات المهنية التعليمية المنتشرة بالمعاهد الثقافية وغيرها فالمراة السورية أثبتت قدرتها على إدارة حياة أسرتها وتنشئة أطفالها للمساهمة في بناء الوطن.

من جانبها قالت إيناس قاوقجي إحدى المتعاملات معها ان /أم سامر/دأبت على تلبية كل من يحتاجها حتى في ساعات متأخرة من الليل وبدون مقابل أحيانا كما تميزت عن غيرها بأسلوبها المميز واللطيف في التعامل مع الأطفال المرضى وهي مثال للمراة الشجاعة المضحية بحياتها في سبيل عائلتها والطموحة لتكون عنصرا فعالا في المجتمع.

دارين عرفة

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))