خاص هوى الشام | تكتب الشاعرة عتاب نزيه السعد عن حياتها فتقول: هناك وراء الشفق زهرة تنمو على مهل تشدّ قامتها نحو زرقة السماء بخجل وتفصح ببساطة عما تراه إنها ذاتي المتعطشة للفن والجمال.
يتدفق فيها الشغف للأدب فينساب الشعر العذب يروي كل قارئ ومستمع.
شمعٌ أنا، عمري مضاءٌ في المدى
أفنيته،. حباً مذاباً قد بدا
قلبي رياضّ أزهرت لتضمّكم
فلتهنؤوا ولترشفوا مني الندى
أتحسس دفء داخلي فأجد الحنان والمحبة وفضائل نقية نبعت من عائلة جِدّية تقدس حب الوطن في أقوالها وأفعالها وتهتم بتعليم أبنائها لأنهم أبناء الحاضر والمستقبل.
وتضيف الشاعرة عتاب السعد: صقلت شخصيتي العلمية والثقافية بالتشجيع المتواصل على مطالعة القصص والكتب منذ الطفولة فتأثرت مبكرة بالأديب اللبناني جبران خليل جبران وصرت فراشة ألاحق وهج أسلوبه التأملي في الكتابة الذي أضاء لي عوالم خيالية جديدة.
وتنقلت مع الكاتبة غادة السمان بين محطات النثر الرائق المبهر وعشت بين ثنايا خواطرها.
وبعدها تملّك الشعر العربي قلبي وسحرتني أبيات البحتري وأذهلتني عبقرية الجواهري و صرت أيضاً أنبش الدر من مخزوني اللغوي لأزين بها خواطر وقصائد تفيض بالشاعرية والوطنية لذلك أسلمت نفسي للكتابة بعمر الثالثة عشر ولُقّبت بأديبة المدرسة.
ما الشعر إلّا مركبٌ للشاعر
يطفو به فوق الشعور الهادر
طور البيان يشدّ قلباً نحوه
شرع الجمال يذيبه كالساحر
اختار لي والدي دراسة الأدب العربي في كلية الآداب لتوافقها مع ميولي الإبداعية، فحصلت على الشهادة الجامعية بجهد سلس وممتع في الغرف و النهل من معين اللغة العربية دراسة وبحثاً وكنت أجد نفسي التائهة في المكتبات بمخطوطاتها وكتبها المتنوعة فتوشحت روحي بألوان البيان الساحرة وأيقنت حينها بأن رسالتي هي العطاء لكل طالب علم
لغة الخلود نفوسنا كم أطربت!
قاموس سحر من زمان غابر
صور الخيال بديعة لوحاتها
تشفي العليل ومتعة للناظر
وتتابع الشاعرة عتاب السعد : بدأت التدريس في بعض ثانويات دمشق ولم أتوقف يوماً عن الإبحار في محيط اللغة والأدب لأتقوى وأنفع طلابي بمحبة وتفان لأكثر من عشرين عاماً.
وحالياً ألون شغفي الإبداعي بالاعتناء بمواهب طلابي الصغار في مكتبة مدرسية يطالعون فيها القصص ويحلمون بالغد المشرق.
نهب العلوم قِرى لجيل ناهم
فالفكر زادٌ والأمانة ترفد
ويظل الشعر دائماً ملاذي الجميل تستكين به روحي و تطرب لنغماته و قوافيه.
حين أتى العالم الافتراضي أتاح فسحة مضيئة لأبث فيه قصائدي المخبأة وحثني على الاندماج في المجتمع الثقافي ثم قادني الإبداع للوقوف على منابر المراكز الثقافية في دمشق وريفها منذ عشر سنوات أسمِع المهتمين شذرات من قصائدي داعية إلى الالتزام والمحبة والوئام
جرّد مداداً يستهاب رشيقه
واغرز خيالاً للبيان بريقه
نحن النحاة الساهرون على الحمى
ذاك الدخيل بعلمنا سنعيقه
أنشدت للحب والأمومة ولامست أبياتي المواضيع الوجدانية و برز فيها صدق الانتماء للوطن سورية الأم الحنون التي غذتنا القيم والأخلاق والحق والصبر والنضال
سوريتي وطن الكرامة والعلا
جيش عظيم كالسيوف المشهرة
نحيا بعزّ والصمود شعارنا
وطن الأضاحي للأعادي مقبرة
وتبقى سورية الرؤوم السماء الملهمة برفعتها
يا غادة الشعر أنزلت الهوى كلماً
منك البيان سما وازدان أنقاه
لأن الوطن هو منبتي وعشقي النامي
دروب الود مسلكها يشقّ
يعلّ القلب إذ يعلوه عشق
إذا سألوا لمن يسري حنيني
يجيب الدمع في خدّي يدقّ
إلى أمي أتوق ونسغ روحي
سمت أفقاً مسماها دمشق
قلبي الرقيق مفعم بالود مشرع أبوابه للناس الطيبين ولم أبخل يوما بعلم أو نصيحة فكانت لي بصمة في المراجعة والتدقيق اللغوي.
ثم التفتّ إلى نفسي قليلاً وقدمت مجموعتين شعريتين الأولى تباشير حرف والثانية بوح اليمام أفرغت فيهما مكنونات قلبي وعمق تجاربي ورؤيتي للحياة بأبيات مشبوبة العاطفة غزيرة الخيال.
بقيت رغبتي في التعلم ناراً تؤجج أعماقي لذلك لم أتخلّ عن حلمي في دراسة الإعلام وصرت من جديد طالبة مولعة بالكتابة الإعلامية وفنون الأداء الصوتي و لم يزل طموحي الأدبي والإعلامي طفلاً يحبو مع الزمن ليحقق المستحيل.
فأنا ديمة عاشقة للحياة أحتبس الإبداع ليهطل غيثاً على قلوبكم.
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))