خاص هوى الشام من محمد خالد الخضر|عبد الكريم العفيدلي شاعر موهوب بدأ منظومته الشعرية بالموروث الأصيل فكتب الشعر الموزون ثم عكس ما تأثر به في منطقة الفرات فكتب الشعر النبطي الذي يعتمد في مقوماته أيضا على الوزن والأصالة وكتب كل أشكال الأدب التي نسبت إلى الشعر كالتفعيلة والنثر لكنه اعتبر الفصيح والخليلي الأكثر حضورا وأهمية.
العفيدلي أكد لـ هوى الشام أن الشعر الذي يكتب بالفصحى هو أهم أنواع وأشكال الشعر وهو الأقدر على حماية الانتماء والأصالة ونقل الحاضر إلى المستقبل مثلما نقل إلينا التاريخ الثقافي الأصيل القديم.
وأشار العفيدلي إلى أهمية الشعر النبطي الذي يمتلك مقومات الشعر الحقيقية لأنه يستمد بعض مكوناته من الشعر الأصيل فهو مستنبط من اللغة الأم وهو أقرب إلى الفصحى ويمتلك أهم مقومات الشعر الحقيقي وهي الوزن والموسيقا.
وأوضح العفيدلي أن الشعر الذي كتب بغير الفصحى ولد في سوريا شأن الفصيح في حوران والفرات وبعض الأقطار العربية الأخرى ولاسيما النبطي الذي ذكره ابن خلدون وكتبت كثيرا منه الشاعرة سلامة القيسية فسمي آنا ذاك شعر عرب البرية في بادية حوران .
فالنبطي بحسب العفيدلي هو شعر حقيقي وإن كان لا يصل بالقدرة والمقومات إلى الشعر الفصيح الذي يمتلك كل مقومات حماية اللغة والانتماء والأصالة لكن النبطي يستطيع أن يؤثر في مكان وجوده هو والشعبي والزجل وهذه الميزات ورثت في نجد وكان لها حضور كبير الأهمية من خلال المهرجانات والأنشطة الثقافية.
وأكد الشاعر العفيدلي أن كل أنواع الشعر مهما كانت مهمة لا تمتلك قدرة الفصيح لأنها مناطقية وتمثل المنطقة التي تكتب فيها فهي تعبر عن تحولات وتداعيات البيئة التي تحتويه أما الفصيح فهو القادر على التعامل مع كل البيئات التي يستطيع أن يصل إليها بقوة ما يمتلكه من مكونات ومعاني شاملة.
ورأى العفيدلي أن الشعر الشعبي والنثر وغيرهما عاجزان عن منافسة الفصيح ومقاربته فالغلبة له وغير ذلك مبالغ فيه وإن كان الشعر الآخر يعبر عن جماليات البيئات التي يكتب ويحكى فيها كالجزيرة وما بين النهرين وغيرها فهو بالنتيجة أقرب إلى الأغنية.
وتابع العفيدلي أنا أكتب كل أنواع الشعر الفصيح والشعبي والنثر والتفعيلة ولكن الغلبة عندي للفصيح فهو دليل الموهبة ويأتي بحماية اللغة العربية فهي أهم اللغات على الإطلاق ولذلك وصلنا شعر امرئ القيس وعنترة وطرفة ابن العبد ومن كتب مثلهم إلى يومنا هذا كنزار قباني.
ولفت عبد الكريم العفيدلي إلى أن كتابة القصيدة الشعرية عند الشاعر الموهوب تأتي حسب الحالة التي يسببها الانفعال الوجداني فالفصيح كما نرى هو الأقدر على تصوير الهم الوطني والواقع الذي يعيشه المجتمع.
وقال الشاعر العفيدلي إن الواقع الثقافي يمتلك موهوبين كثيرين فلا بد من تسليط الضوء على مواهبهم لأنهم الأقدر على مواكبة التراكم الحضاري الذي وجد في سوريا وهذا يلعب الإعلام دورا كبيرا فيه.
وفي سوريا بحسب العفيدلي ثقافات متنوعة لا تقتصر على الشعر فهي أم الأبجدية والفلك والعلوم الأخرى وملتقى الحضارات لذلك نحن من واجبنا الاهتمام بمتابعة موكب الثقافة والدفع به إلى الأمام.
أما عن المسابقات قال العفيدلي إن حالها في كل المناطق العربية ولاسيما في الوقت الراهن يحتاج إلى إعادة النظر في مسيرتها لأنها تعبر عن رغبات القائمين عليها فيختارون اللجان التي تلائم رغباتهم فالنتيجة حكما ستأتي كما يحبون وهذا دعمه التواصل الاجتماعي على صفحات الشابكة الإلكترونية التي ساهمت بفشل المسابقات.
وأضاف إنه بسبب انشاء الشابكة الإلكترونية تراجعت القراءة واعتمد الجيل على الومضات القصيرة وابتعد عن المطولات واكتفى غالبا بالاستماع إلى ما ينشر من تسجيلات غالب ما تكون دون مستوى ثقافي.
وفرق العفيدلي لا بين النثر والشعر لأن النثر مهما امتلك من جماليات وصور وحالات شعورية فهو يختلف عن الشعر وهو ليس من صنع الحداثة لأنه موجود منذ الازل ولكنه الآن يستخدم بتسميات غير صحيحة.
يذكر أن الشاعر عبد الكريم العفيدلي شارك في مهرجانان وأنشطة في سورية وفي الوطن العربي ومن مؤلفاته في الفصيح أشرعة الهمس وشهوة الخيال وفي النبطي مصور بالعشا وأبو هاته وكتب في الصحافة المحلية والعربية.