هوى الشام| أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية لونا الشبل أن الإرهاب ليس له هوية ولا جغرافيا وهو عالمي عابر للحدود وأن أي دولة تتخذ قراراً بمكافحته في أي مكان في العالم هي بطريقة أو بأخرى تحرر العالم منه وتحرر نفسها حتى لو لم يكن قد ضربها فعلاً مبينة أن سورية مع التعاون مع جميع المنظمات الدولية ولكن شريطة خضوعها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وابتعادها عن الأجندات السياسية.
وفي مقابلة مع صحيفة أزفيستيا الروسية في عددها الصادر اليوم ورداً على سؤال حول نية سورية دعوة وفد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى البلاد لتفقد المنشآت والتحضير للجولة الخامسة والعشرين من مشاورات البعثة، وسبب تجاهل الأمانة الفنية الرسمية للمنظمة مقترحات دمشق؟ أوضحت الشبل أنه منذ انضمام سورية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في عام 2013 وهي تتعاون بلا انقطاع ولم تمتنع سورية ولا مرة عن تلبية أي طلب زيارة للمنظمة، لكن العكس هو ما يحصل، المنظمة هي من تمتنع عن الحضور عندما تدعوها سورية للحضور للتحقق عندما تقوم المجموعات الإرهابية باستخدام الاسلحة الكيميائية ولأكثر من مرة واشهرها كان في حلب 5 سنوات ونحن ندعوها للحضور للتحقق من اعتداءات كيميائية على المدنيين والعسكريين وهي التي لا تأتي.
وحول وجود تحيز من جانب المنظمة تجاه سورية أشارت الشبل إلى أنه لا يمكن القول بأن هذه المنظمة تتمتع بالشفافية والنزاهة والموضوعية لأنه طالما مجموعة الدول الغربية التي تسيطر على عمل هذه المنظمة هي المجموعة نفسها التي دعمت الإرهابيين في سورية لا يمكن القول أبداً أنها تتمتع بالشفافية والموضوعية، أضف إلى ذلك مجموعة من المخالفات التي ارتكبتها المنظمة نفسها ليس أولها إنشاء ما يسمى فريق التحقيق وتحديد الهوية عام 2019 حيث أعطي ولاية لا تنص عليها الاتفاقية إطلاقاً، إضافة إلى مخالفات وعيوب إجرائية مثل عدم اعتماد المعايير المعروفة لأخذ العينات من المواقع والتحقيقات عن بعد أحياناً وتعاونها مع المنظمات المشبوهة مثل الخوذ البيضاء، وإبعاد وطرد خبراء علميين موضوعيين من عملهم، وبشكل عام سورية مع التعاون مع جميع المنظمات الدولية ولكن شريطة خضوعها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وابتعادها عن الأجندات السياسية.
وحول إجراء حوار مع التشكيلات الكردية في شمال شرق سورية والاستعداد للموافقة على صيغة الفدرلة، قالت الشبل إنه خلال الحرب لم تتوقف الدولة السورية عن الحوار مع أي من المجموعات التي رغبت بالحوار بما فيها هذه المجموعة التي لا تزال اللقاءات معها مستمرة حتى يومنا هذا، أما مسألة الفدرلة فهي موضوع يرتبط بالدستور وليس برأي الحكومة، والدستور يعبر عن إجماع وطني وهذا الإجماع يتم عبر الاستفتاء وبالتالي هذا موضوع لا يمكن ان يكون بلقاء بين طرفين حتى لو تم التطرق لمثل هذه الافكار فإن أي طرف في سورية لا يمكن له البت بمثل هذه المواضيع.
وأضافت: لو سألتني عن الرأي العام الشعبي فيمكنني أن أقول لك إن الأغلبية الساحقة من الشعب السوري ترفض الفدرلة، ليس فقط لأنها تمهيد لتقسيم البلاد ولكن أيضاً لأن التركيبة السكانية السورية الديموغرافية المتشابكة لا تتماشى مع مثل هذه الأفكار وليس لدينا مناطق أو قطاعات محددة لقوميات بعينها، هناك نسيج اجتماعي متشابك ومتداخل، لذلك يكاد يكون من المستحيل أو من الصعب جداً على الأغلبية العظمى من السوريين قبول فكرة الفدرلة.
وعن إمكانية فدرلة إدلب بعد انتهاء مهمة القضاء على الإرهابيين جددت الشبل التأكيد على أن هذا الموضوع يتعلق بالدستور، فالفدرلة موضوع عام في سورية، مبدأ عام، لا يتعلق بهذه المنطقة أو تلك، القضية تكمن في مبدأ تكوين الدولة نفسها في النسيج الاجتماعي الذي يشكل سورية.
ورداً على سؤال حول موعد بدء الشركة البحرية السورية-القرم المشتركة العمل لنقل البضائع بين القرم والموانئ السورية أوضحت الشبل أنه وفق المعلومات فإن العوائق التي تحول دون البدء هي تقنية بحتة، أما مايتعلق بالإرادة السياسية فهي موجودة، وطالما كانت هناك إرادة سياسية فإن القضايا الأخرى مرتبطة بالتفاصيل مشيرة إلى أن وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل وصل إلى شبه جزيرة القرم في الـ17 من كانون الثاني على رأس وفد لمناقشة هذا الموضوع كما كان هناك تصريح للسيد غيورغي مرادوف الممثل الدائم لشبه جزيرة القرم لدى الرئاسة الروسية بأن موانئ شبه الجزيرة ستصبح البوابة الجنوبية الرئيسية لروسيا في سياق التبادل التجاري بين سورية والقرم، إذن القضايا تقنية والعقبات فنية فقط.
وعن الشركات الروسية التي تشارك حالياً في تنمية الاقتصاد السوري ونية سورية استقطاب المستثمرين الأجانب وتحديداً من الدول العربية من أجل التعافي السريع للاقتصاد لفتت الشبل إلى أن الشركات الروسية تعمل في سورية في قطاعات النفط والثروة المعدنية والغاز وترميم بعض المنشآت الكبيرة لكن بصرف النظر عن المجالات فإن الأهمية في هذا الموضوع هي القدرة على رؤية الفرص الاستثمارية في سورية حتى أثناء الحرب والتي غالباً لا يرغب المستثمرون بالدخول إليها لأنهم يفضلون البيئات الآمنة تماماً لكن المهم أن هذه الفرص موجودة ومتاحة وهذه الاستثمارات في ظروف الحصار الاقتصادي الغربي كان لها تأثيرات مهمة جداً في استمرارية الاقتصاد السوري التي أريد لها ألا تتحرك.
وأكدت المستشارة الشبل أن الاستثمار الاجنبي مهم لأي اقتصاد لكن بشرط أن يكون مستنداً إلى وجود استثمار وطني مبني على رؤوس الأموال السورية لذلك الأولوية الآن هي لجذب رأس المال السوري أي المستثمرين السوريين بالدرجة الأولى والتي بدورها ستكون مشجعة لرأس المال الأجنبي.
وحول العودة إلى جامعة الدول العربية قالت الشبل: “في الحقيقة سورية لاتزال عضواً في جامعة الدول العربية وما حدث في تشرين الثاني 2011 أن الجامعة العربية علقت مشاركة سورية في أنشطة المنظمة هو مجرد تجميد لعضوية سورية في الجامعة وبشكل مخالف أساساً لأنظمة الجامعة وهو إجراء غير قانوني ودمشق ستعود للمنظمة عندما يتم التراجع عن المخالفة التي حصلت”.
وعن التغيير الذي سيحدث بالنسبة لسورية حال عودتها للجامعة رأت الشبل أن هذا الأمر مرتبط بتغير دور الجامعة العربية فالموضوع لا علاقة له بالحرب على سورية مبينة أنه عبر العقود الثلاثة الأخيرة تقريباً لو سألت المواطن العربي سيجيبك بأنه لم يلمس أي دور للجامعة سوى إصدار البيانات ولذلك التغير مرهون بتغير الجامعة.
ورداً على سؤال عما يتداول عن مشاركة إرهابيين قاتلوا في صفوف تنظيم “داعش” في سورية في أعمال الشغب التي حدثت مؤخراً في كازاخستان أوضحت الشبل أن هذا السؤال مهم جداً وهذا يدل على أن الإرهاب ليس له هوية ولا جغرافيا، الإرهاب عالمي عابر للحدود وهذا يدل على أن أي دولة تتخذ قراراً بمكافحة الإرهاب في أي مكان في العالم هي بطريقة أو بأخرى تحرر العالم من الإرهاب وتحرر نفسها من الارهاب حتى لو لم يكن قد ضربها فعلاً.
وأشارت الشبل إلى أن قرار أي دولة بمحاربة الارهاب في أي مكان هو حماية لأمن هذه الدولة القومي والوطني ولذلك فمن غير المستغرب أن إرهابيين من أماكن معينة ينتقلون إلى أماكن أخرى لافتة إلى أن قرار الدولة الروسية بالدخول مع الجيش العربي السوري بمكافحة الإرهاب كان قراراً مهماً جداً لأن القوات المسلحة الروسية قاتلت مع الجيش العربي السوري وحمت الشعب السوري ولكنها أيضاً حمت المنطقة كلها وحمت بطريقة أو بأخرى الشعب الروسي من ارتدادات هذا الإرهاب مبينة أن قرار القيادة الروسية جاء بشكل حاسم وسريع في كازاخستان.
واعتبرت الشبل أن ما يجري الآن هو عبرة لكل الدول التي تحدثت بأن الإرهاب محصور في مكان واحد ولا دخل لنا به ولن يضربنا فما يجري دليل دامغ على أن الإرهاب عابر للقارات وان لم تحاربه في أي مكان فسيصل إليك عاجلاً أم آجلاً.
وحول وجود تعاون بين سورية وكازاخستان لمكافحة هذا الإرهاب قالت الشبل: إنه ليس هناك معلومات إن كان هناك تعاون استخباراتي أو تعاون عسكري، لا أستطيع أن أجيبك عن هذا السؤال.
ورداً على سؤال حول الفترة الزمنية التي ستبقى خلالها مجموعة القوات الروسية الرئيسية في سورية وهل هناك حاجة لهذا الكم من القوات أوضحت الشبل أن القوات الروسية دخلت لضرب الإرهاب بالتعاون مع الجيش العربي السوري بناء على قرار من الدولتين وبناء على رغبة سورية بذلك وأيضاً بناء على رؤية عميقة للدولة الروسية وعلى رأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موضوع مكافحة الإرهاب وبالتالي هذا القرار اتخذ من الدولتين وإنهاؤه وختامه أو تحديد التاريخ النهائي له أيضاً سيؤخذ بالتوافق بين الدولتين.
وأشارت الشبل إلى أن العلاقة السورية الروسية لا تتوقف فقط على القوات بل هي علاقة قائمة منذ سبعة عقود والأهم من العلاقة السياسية والعسكرية وهي سبب عمق هذه العلاقات هو الشعب الروسي وثقافة الشعب الروسي وأخلاقيات الشعب الروسي وهذا ما أدى إلى تزاوج العائلات على مدى ثلاثة عقود والآن نحن نرى الجيل الثالث ونرى استمراراً لذلك ربما بالسياسة أو بالشأن العسكري يمكن أن يكون هناك مصالح أو مجاملات لكن بالزواج والأسرة لا، وبالتالي هذه العلاقة المشتركة بصرف النظر عن وجود القوات من عدمها هي علاقة قديمة وعلاقة متجذرة وعلاقة تعتمد على احترام الآخر واحترام حقوق الآخر والمصالح المشتركة ولذلك بالنتيجة العلاقة السورية الروسية ليست محكومة ببقاء القوات أو خروج القوات هي أعمق من ذلك بكثير.
المصدر: سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))