الباحثة لبنى أبو فخر تروي حكاية شقيقها الشهيد

هوى الشام | ولد في محافظة السويداء كنان نعيم أبو فخر في قرية كفر اللحف عام 1985 وترعرع ضمن أسرة مثقفة ومتعلمة والده ضابط في الجيش العربي السوري ودرس في دمشق من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية.

واستجابة لطلب أبيه انتسب إلى الكلية الحربية وتخرج عام 2005 برتبة ملازم في القوات الخاصة واتبع دورة قفز مظلي ودورة قائد سرية وأصبح قائد سرية في أحد الأفواج في القوات الخاصة.

ومنذ بداية الأحداث التي افتعلها الإرهابيون قاتل في درعا وفي القصير في حمص وثم ذهب ليقاوم في إدلب .. وجبل الزاوية  .. ومر بمراحل نضالية مختلفة ومتفاوتة .. في أغلب قرى جبل الزاوية  .. ونال الشهادة في قرية كنصفرة في جبل الزاوية  في 13 / 3 / 2012 .

استشهد كنان أبو فخر وهو يفكك لغما في القرية خاف أن ينفجر على الأطفال وكانت إصابته في صدره.

كنا نتوقع استشهاده بأي لحظة لأن طبيعة حياته وسلوكه تدل على أنه يبحث عن الشهادة إكراما للوطن ولينعم بدماء شبابه وعقم بها تراب الوطن وأول من علم بذلك هو والدي وكان من أحد زملائه ..وكان الخبر  صعبا على والدتي وأرهقها كثيرا كما خلق لدينا جميعا ألما كبيرا.

ومن طبائعه كان لا يتكلم فهو كتوم جدا يردد عبارة ( سأحكي لكم ) في المرة القادمة ما يجري إذا عدت وأنا على قيد الحياة.

ولا ننسى أبدا أنه متأثر بطباع جده الشهيد حسن أبو فخر الذي استشهد بمعركة المزرعة أيام الاحتلال الفرنسي.

كان كنان أبو فخر محبوبا جدا وعلاقته بزملائه وأصدقائه مميزة وأخلاقه عالية جدا وهذا ما ذكره أيضا قائد القوات الخاصة عندما جاء إلى تأبينه ليتحدث عن رجولته وشجاعته وقيمه وأدبه.

ولقد سميت ولدي كنان رغبة من أن يحمل صفات خاله الذي كان لا يعرف الخوف إضافة لما يحمله من قيم ومبادئ .. وهو الآن يسأل كثيرا عن سبب تسميته .. وعرف الآن سبب تسميته بعد أن علم أن خاله دخل التاريخ وسطر بطولات مجيدة وسجل شجاعة لا نظير لها.

ولابد أن نرفع تقديرنا إلى كل من أنجب بطلا دافع عن أرضه وشهيدا ضحى بدمائه حفاظا على كرامته وعطر بعبقها أرض الوطن وسجل للعالم أننا أمة لا تتنازل .. فلا خوف على وطن فيه أبناء لا يعرفون الخوف ولا يتنازلون عن شبر منه.. وهم عشاق للشهادة.

وأنا فخورة به وباستشهاده ولاسيما أنه كان شامخا وواقفا وهو يدافع عنا جميعا فأصيب بصدره وليس في ظهره وفارق الحياة حرا أبيا كريما.