Featured

الفنان التشكيلي فواز هدلا .. سبعون عاما” من جيرة البحر تنسكب ألوانا” في معرضه الأول

خاص هوى الشام من رزان عمران
لا يعرف الشغف حدود العمر، وإذا أخلص له صاحبه سيقوده حتماً إلى ما يريد مهما طال الزمن، فكيف إذا كانت الطبيعة هي مصدر الشغف، والبحر خصوصاً، هو الملهم الأول لمن عاش بجواره وفيه، وأغمض عينيه دوماً على صورته في الواقع والخيال.
قد يبدو الفنان التشكيلي فواز هدلا إبن محافظة طرطوس واحدا من ملايين من أبناء المدينة، ممن يسكن البحر حواسهم حتى وهم بعيدون عنه، يستوحون منه مادة للكتابة والرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي، إلا ان ما يميزه إخلاصه اللامتناهي لهواية الرسم، ووفاؤه لهذه الموهبة التي نال التقدير عليها منذ نعومة أظفاره، ليتوجها أخيرا بأول معرض له بعد أن تجاوز السبعين من العمر.
يصف هدلا، الموظف المتقاعد والأب لأربعة أبناء، علاقته بالبحر بالتاريخية، فعدا عن كونه ولد ودرس قريبا منه فقد عمل لعقود في قطاع التوكيلات الملاحية، ما أغنى ذاكرته ومخيلته بصور الأمواج والصخور والمراكب وانعكاسات الشمس على البحر في كل الأوقات والفصول… مشاهد سكنته إلى درجة الرغبة بتصويرها على الورق كما يراها ويشعر بها.

ويقول: “في كل سنوات دراستي كنت الأول في مادة الرسم، يلهمني البحر والطبيعة الخضراء والورود وكل ما أراه خلال جولاتي بالدراجة الهوائية في مواقع طبيعية نابضة بالحياة ولم تغير من معالمها أيدي البشر. لم أدرس الرسم أكاديمياً للأسف، إنما بقيت هاوياً شغوفاً بممارسته وبزيارة المعارض والاستماع لملاحظات المتخصصين وانطباعاتهم ومعايير حكمهم على العمل الفني الجيد، إضافة إلى ملاحظات شقيقي محمد هدلا وصديقي غسان جديد، الفنانين التشكيليين المعروفين، اللذين لازماني في كثير من المراحل”.

وجدت لوحات الفنان الهاوي طريقها للانتشار انطلاقا من منزله الذي تتناثر فيه الصور بألوان الاكريليك، للبحر بتقلباته المختلفة، والبيوت المطلة بنوافذها المنارة المعكوسة على صفحته، والمراكب الملأى التي تبشر بالرزق وعودة الغائبين، إضافة للورود والحارات العتيقة.

فظل بيته لسنوات عديدة وجهة للأقارب والجيران ووجهاء الحي من محبي الاطلاع على جديده الفني ذي الطابع العفوي البسيط المعبر دوما عن الهوية البصرية لطرطوس مدينة وريفا، ومنذ تقاعده قبل عشر سنوات ضاعف هدلا الوقت المخصص للرسم وباتت فكرة إقامة معرض تلح عليه اكثر من اي وقت مضى.

يقول هدلا: “كانت محاولاتي لإقامة معرض تصطدم بشكل غير مباشر بكوني غير أكاديمي أو لم أخضع لدورة متخصصة، فوضعت موهبتي لأول مرة في إطار دراسي منظم عبر اتباع دورة لتعليم الرسم بالإكريليك منذ عامين، وصقلت بذلك معرفتي وانتباهي اكثر لضربات الفرشاة وقواعد الظل والنور، ثم منحني المركز الثقافي العربي بطرطوس فرصتي الأولى لإقامة معرض في بهوه الذي طالما ارتدته كزائر”.

ورغم أن إقامة المعرض في شهر رمضان أثرت بنسبة ما على كم الحضور،الا ان ذلك لم يؤثر على سعادته بمعرضه الأول، إذ يقول الفنان هدلا: “طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وكما أن لوحتي الأولى وأنا طفل أعقبتها مئات اللوحات الآخذة بالتطور وصولا إلى ما أنا عليه اليوم، فإن هذا المعرض ليس سوى بداية لإقامة مزيد من المعارض في أماكن وفعاليات أخرى”.

Hawa

Recent Posts

مطالبُ إضافيّةٌ للمواطنين .. شعر : الدكتور جهاد بكفلوني

هوى الشام| كتب الشاعر والأديب الدكتور جهاد بكفلوني قصيدة جديدة عن انتصار الشعب السوري وثورته…

3 أسابيع ago

مطالبُ المواطنينَ .. شعر : الدكتور جهاد بكفلوني

هوى الشام| كتب الشاعر والأديب الدكتور جهاد بكفلوني قصيدة عن انتصار الشعب السوري وثورته المباركة…

3 أسابيع ago

سوريا بعد التحرر من نظام الأسد .. قراءة في المشهد

خاص هوى الشام | إعداد : يسرا القرعان | مشهد ما كان بالإمكان تخيل حدوثه،…

4 أسابيع ago

رواد العوّام.. روائي وناقد ومؤسس منصة جدل لرفع المحتوى الثقافي في المكتبة العربية

هوى الشام من وسام الشغري | إذا كانتْ كل الدروب تنتهي إلى روما فإن كلّ…

شهر واحد ago

الفنان الكبير موفق بهجت يعلق على مشاهد الفرح الشعبي بسقوط نظام الأسد

خاص هوى الشام من سامر الشغري | في حديثه إلى أصدقائه المقربين عبر سنوات، كان…

شهر واحد ago

اتحاد الكتاب العرب في سورية يضع نفسه تحت تصرف الحكومة الانتقالية

هوى الشام| بمناسبة بزوغ فجر الحرية الذي بسط شمس الخير والسلام والمحبة فوق ربوع وطنٍ…

شهر واحد ago

We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.