خاص هوى الشام من نبوغ محمد أسعد| رامز حاج حسين أديب وفنان تشكيلي عبر بتقنية عالية عن فرح الأطفال ومتطلباتهم ورغباتهم إضافة إلى الأدب الذي يعتبر من أهم مواهبه المتعددة مما جعله قريبا من الطفل الموهوب والمبدع وإلى هوى الشام كان الحوار التالي:
أنت مبدع في رسوم الأطفال.. هل هذا يرتكز على موهبة خاصة أم أنه خبرة تعتمد على تطوير في الموهبة الفنية؟.
الموهبة هي مخ العمل والخبرة هي عضلات التنفيذ بطريقة تختزل الوقت والجهد – كان موهبتي منذ الصغر محل تقدير أسرتي والمحيط ودأب الجميع على تشجيعي ودفعي نحو صقلها بالمران والممارسة وهذا ما استفدته من دراستي لقواعد عمل اللوحة في كلية الفنون الجميلة- كما أني لم أتشعب في مجالات الفن عامة، بل أحببت التركيز على اختصاص فن لوحة الطفل والكوميك، ما ساعدني كثيراً على تراكم لهذه الخبرة وصقل الموهب.
أنت أديب وكاتب أيضا ما هو الرابط بين الرسم والكتابة؟.
في مجال ثقافة الطفل تتضافر الكلمة مع اللوحة لإعطاء وجبة طفلية غنية متينة الأركان، وهذا ما يتطلب التناغم التام بين ما تقدمه المفردات والكلمات في حبكة القصة، وبين ما تقدمه الخطوط والألوان المكملة لهذه الحكاية، ومن هنا أقول دائماً أن كاتب الأطفال يجب أن يكون فناناً بالفطرة ومثقفاً بشكل عام وبالفن بشكل خاص ليتسنى له التصدي للمهمة العظيمة والجليلة ألا وهي الكتابة للطفل- فليس كل من نظم الحروف وصاغ العبارات كاتب للأطفال- فهي من أشد المهام الأدبية خطورة ودقة وحساسية.
متى تذهب إلى الرسم ومتى تذهب إلى الكتابة؟
كان هذا من النعم الكبيرة التي أنعمها ربي علي- أقصد اتقان الكتابة للطفل والرسم معاً- فحين تخونني القدرة على التعبير بالكلمات أهرب لألواني والعكس كذلك, كما أني أضطر في معظم الأحيان أن أكتب قصصي التي في مخيلتي على شكل لوحات وأفرغها كسيناريو وكلمات بعد أن أنهيها… لأنني أجد أن أدب الطفل بالذات مازال يحتاج الكثير من المواهب والأقلام لرفد المسير السورية في هذا المضمار- نحتاج للكثير من البحث والدراسة الأكاديمية والتعب لصنعه.
أين تجد نفسك في الرسم أم الكتابة ؟
أجد نفسي في الرسم بالدرجة الأولى، لأن هوايتي ومنطلقي كان منه- والكتابة تأت ترجمة لخطوط ولوحات تشتغل داخل مخيلتي- فالكتابة عندي لون ثامن إذا عددنا ألوان الطيف هي الألوان السبع الأساس- وهي- أي الكتابة- طقس مكمل وفصل أخير ألجأ له في تجربتي اليومية لصناعة وجبة ثقافية للطفل.
هل تجد الرسم والكتابة للأطفال في حال إيجابية على الساحة الآن ..وما هو رأيك بذلك ؟
هناك تجارب مجيدة وعظيمة لشباب صقلوا موهبتهم بعرق الجبين- بمعزل عن هذه التجارب الفردية المتناثرة فإن هناك بون شاسع وفجوة كبيرة تحتاج إلى بناء جسور ورعاية وتقدير من المختصين والجهات المعنية بثقافة الطفل.. فضرورات فتح مراكز أكاديمية لتعليم فن الكتاب وفن رسم اللوحة للطفل أمر ضروري بشكل ملح- تحري الدقة والمنهجية في نشر أعمال أدب وفن الأطفال أمر ضروري آخر- عدم الاستسهال في التعاطي مع ذائقة الطفل من قبل الكثير من متسلقي أدب وفن الطفل أمر ضروري آخر- وهناك الكثير الكثير من الألم والوجع لدي كل يمتهن أدب وفن الطفل في تقدير القيمة الفنية لمنتجه وتقديرها المادي والمعنوي…باختصار جواباً على سؤالك: أدب وفن الطفل بحاجة لعناية مركزة.
أين النقد من الفن والأدب ..وهل ما يقدم على الساحة لأدب الأطفال جدير بالمتابعة والثناء ؟.
النقد مقسوم في المجال إلى قسمين الأول نقد لبناء ودعم وتنقيح المنتج إن كان نصاً أو لوحة وهذا ما نصبو له جميعاً ونرجو في كل منبر أن يكون هناك مختص لتقييم الحالة الثقافية المقدمة للطفل – فمن خلال الإشارة إلى مكامن الخلل في العمل نستطيع تطوير وصقل وتدعيم المواهب والأعمال… والقسم الثاني هو النقد لمجرد النقد وأحياناً ما يكون هذا النقد مبني على رؤية سطحية للمنتج والهجوم على صانعه والتقليل من قيمة الكلمة واللوحة التي قام بتقديمهما في عمله.. وهذا فعل تحطيمي لا ينتج ثقافة حقيقية- فعلى الناقد أن يقدم الحلول والدواء الناجع لما يراه خللا بعد أن يشير إليه وإلا فكلنا نستطيع أن نعيب أعمال الآخرين، أما النقد فهو دراسة وعمق ووعي… أنا أستمع فقط لمن يهديني عيوبي ومعها وجبة من التصحيحات العملية والمقنعة لتصويب الخلل ومعالجته.
يذكر أن الأديب الفنان رامز حاج حسين عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية أدب الأطفال وله مؤلفات عديدة وشارك بمعارض مختلفة وأخرج فنيا مجلة أسامة لسنوات طويلة وشام الطفولة وغيرها وهو يرسم للأطفال بكل الأشكال الفنية