هوى الشام
في المؤتمر الصحافي الذي عقدته شركة «إيغل فيلمز» (صاحبها جمال سنان) وقناة lbci للإعلان عن مسلسل «تانغو» (كتابة اياد ابو الشامات)، قال المخرج رامي حنّا لـ«الأخبار» إنه «سيتقبّل النقد الذي قد يواجهه تانغو في رمضان.
النسخة الأصلية من تانغو الأرجنتيني متوافرة على يوتيوب ومتاحة للجميع وهذا الأمر يدلّ على ثقة المخرج السوري بعمله، وبأنه مهتمّ بكل التفاصيل التي قد تفتح الباب أمام النقد السلبي، بخاصة أن «تانغو» هو التحفة الفنية الثانية التي يقدمها حنّا، بعد النجاح الساحق الذي حققه مسلسل «غداً نلتقي» (لإياد أبو الشامات ــ 2015).
من الطبيعي أن تحضر المقارنة بين العملين رغم اختلاف تيماتهما، وخطوة جريئة من حنّا أن يضع بصمته على عمل معرّب يلعب بطولته باسل خياط وباسم مغنية ودانييلا رحمة ودانا مارديني، مع العلم أنه سبق له تقديم النسخة العربية من المسلسل المكسيكي «روبي» (2012)، وكان بمثابة الطريق الذي مهّد لدخول الدراما المعرّبة والمشتركة إلى السوق.
في هذا السياق، تعتبر قصص الخيانة الزوجية من أكثر التيمات التي عالجتها المسلسلات العربية واللبنانية. إذ لا يخلو موسم رمضاني من قصص العشق والخيانة والثأر.
وينطلق «تانغو» من حادث سير مروع يتعرّض له عامر (باسل خياط) وفرح (دانييلا)، ليكتشف المشاهد لاحقاً أن الثنائي كانا على علاقة حبّ رغم أن كل واحد منهما متزوّج.
مع إنطلاق العمل المشترك، ظنّ كثيرون أنّ خللاً يعتري المسلسل على اعتبار أنه يعتمد على وجود باسل وباسم مغنية ودانا مارديني. أما دانييلا فتخوض تجربتها التمثيلية الأولى بعد تقديم برنامج «اكس فاكتور» (mbc) ومشاركتها في برنامج «الرقص مع النجوم» (على قناة mtv).
لا تُحسد دانييلا على وقوفها أمام ثلاثي «وحش» في التمثيل، صحيح أنّ حضورها لم يكن مميّزاً أمام الكاميرا، لكنه في الوقت نفسه ليس مزعجاً. أما باسم مغنية، فيتّفق الجميع على أن حضوره في «تانغو» أقوى بكثير من مشاركته في «كل الحبّ كل الغرام» ( للكاتب الراحل مروان العبد وإنتاج إيلي معلوف)، الذي يعرض أيضاً على قناة lbci.
يلعب باسم دور سامي الزوج الذي يحبّ زوجته فرح، لكنه يكتشف أنه تعرّض لخديعة بسبب خيانتها له مع عامر، أما القصة الكبيرة، فتتلخّص في وجود دانا، فقد تقمّصت دور الزوجة المخدوعة (لينا) بشكل مميز، تفاصيل وجهها تتغيّر كلّما عرفت أمراً عن علاقة زوجها بصديقتها، تتلوّن ملامحها بين الكره والانتقام، وتتوعّد زوجها الذي يرقد في المستشفى بأنها ستنتقم منه.
وحده باسل خياط يتربع على عرش الأعمال الرومانسية، ملامح وجهه القاسية تساعده على إيصال الدور بكل تفنّن.
رغم نجاح الرباعي أبطال «تانغو» إلا أن الفائز الأكبر في الجائزة الرمضانية هو رامي حنّا. فاللافت في العمل أنه لا يروي قصة كرونولوجية، بل يتنقل بين اليوم والأمس، وهذه المشاهد قد تصيب المتابع بالارباك، لكن الفنان السوري حاكها بدقّة لعدم ضياع المشاهد.
هكذا، تقاطعت المشاهد بين زمنين مهمّين، الأول هو الماضي الذي شهد التعارف بين فرح وعامر، والزمن الثاني هو حصول جريمة راحت فرح ضحيتها.
يقدّم «تانغو» سيناريو قد يكون مكرراً لناحية القصة، لكن تولي حنّا إدارة الكاميرا أخرج المشروع من إطاره الكلاسيكي ليقدّم مسلسلاً يطوف بالاحاسيس.
الأخبار..بقلم زكية ديراني