الوقائع تكشف حقيقة التورط الأميركي بتصنيع “كورونا” وتعديلها
هوى الشام|مع مواصلة الولايات المتحدة الأميركية ممارسة سياسة الضغط والابتزاز، تحت ذريعة إجراء تحقيق استخباراتي نتائجه معروفة مسبقاً حول ظروف نشأة وانتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، وإشاعة أجواء التصعيد والتوتر المتعمد لتنفيذ أجندات سياسية عدائية بحق الصين، كشفت تقارير إعلامية بالوقائع والأدلة والأرقام حقيقة التورط الأميركي بإنتاج وإشاعة الفيروسات وتعديلها، والدور الحقيقي الذي لعبته مراكز البحوث الخاصة بها في نشر هذه الفيروسات وتشكيلها.
وكالة “شينخوا” الصينية بينت في تقرير لها الدور الذي لعبه الدكتور رالف باريك من جامعة ولاية كارولاينا الشمالية وفريقه بالبحوث المتعلقة بفيروسات كورونا بشكل منهجي ولمدة طويلة، بما في ذلك البحوث المتعلقة بالكسب الوظيفي(Gain of Function)، حيث أجاد في تقنيات لصنع فيروسات كورونا وتعديلها، وقدم طلباً لعدة براءات الاختراع في مجال بحوث فيروسات كورونا.
وبعد تفشي وباء السارس في عام 2003، تعاون هذا المعهد مع فريق الدكتور رالف باريك من جامعة ولاية كارولاينا الشمالية، وطوّر نظاماً وراثياً جديداً لصنع تسلسل الحمض النووي الكامل لفيروس السارس، وتم نشر النتائج المعنية في ورقة بحثية في عام 2003.
ووفقاً لهذه الورقة، تم صنع تسلسل الحمض النووي الكامل لفيروس السارس بنجاح في غضون شهرين فقط بعد الحصول على الحمض النووي الريبي لفيروس السارس ما كشف بأن هذا المعهد كان له قدرات متقدمة على صنع وتعديل فيروسات كورونا مثل السارس منذ عام 2003 .
نشر رالف باريك أطروحة علمية له في عام 2008، كشف فيها بأنه نجح في إعادة تشكيل فيروسات كورونا التي تشبه السارس ويحملها الخفاش، كما قال إن تصميم وصنع أنواع مختلفة من فيروسات تشبه السارس لأمر يعد خطوة مهمة للوقاية من الوباء الناتج عن هذه الفيروسات، كما نشر فريق رالف باريك في تشرين الثاني عام 2015 أطروحة بعنوان ”مجموعة من فيروسات كورونا التي تشبه السارس ويحملها الخفاش تظهر إمكانية الانتقال إلى الإنسان“، والفيروس الخيمري المذكور في الأطروحة تم الحصول عليه من خلال اتخاذ مجموعة التسلسلات الجينية لفيروس كورونا السارس من الفريق الأميركي كهيكل، وإضافة قطعة من التسلسل الجيني المعني ببروتين s من فيروس كورونا الخفاش (SHC014) الذي كشف عنه فريق شي تشنغلي من معهد ووهان لأبحاث الفيروسات إلى هذا الهيكل. وفي هذه البحوث، تمت كل التجارب لتعديل الفيروس وتجربة العدوى للفئران في جامعة ولاية كارولانيا الشمالية، ولم يقدَم الفيروس الخيمري الذي تم تشكيله إلى فريق شي تشنغلي.
اتهم بعض الأشخاص في الولايات المتحدة معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بأنه أجرى البحوث المتعلقة بالكسب الوظيفي، مما أدى إلى تحور الفيروس من فيروس كورونا الخفاش إلى فيروس كورونا المستجد، ثم تسرب الفيروس من المختبر حتى تطور إلى الجائحة. وفي الحقيقة، إن الولايات المتحدة هي أكبر ممول ومنفذ لهذه البحوث في العالم، خاصة أن فريق رالف باريك يتصدر العالم في هذه البحوث. إن التحقيق في المختبرات المعنية بفريق رالف باريك سيساهم في توضيح ما إذا كانت البحوث المعنية قد أدت أو يمكنها أن تؤدي إلى فيروس كورونا المستجد.
قاعدة فورت ديتريك، حيث يقع معهد البحوث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي (USAMRIID)، هي معقل الأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة، وقد أعلن المجتمع الدولي مراراً عن قلقه من الأنشطة الأميركية التي تفتقر إلى الشرعية والشفافية والسلامة في هذه القاعدة، ولاسيما في المعهد المذكور أعلاه الذي تحيط به شبهات حول علاقته بفيروس كورونا المستجد.
شكلت قاعدة فورت ديتريك مركزاً لبرنامج الأسلحة البيولوجية الأميركي في التاريخ، وكان أهم الكيانات الموجودة فيها هو USAMRIID، وتعرف هذه القاعدة بالمركز الأظلم للاختبارات تديرها الحكومة الأميركية، وظلت مركزاً لتطوير وتخزين مواد الأسلحة البيولوجية، رغم إعلان الولايات المتحدة عن تخليها عن جميع برامج الأسلحة البيولوجية الهجومية في عام 1969 والانضمام إلى “معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية” في عام 1975.
يوجد في USAMRIID المختبر الوحيد للجيش الأميركي على مستوى السلامة البيولوجية الرابعة (BSL-4). يخزن في هذا المعهد تقريباً جميع مسببات الأمراض المميتة المعروفة، مثل الإيبولا والجمرة الخبيثة والجدري والطاعون وفيروسات كورونا بما فيها فيروس السارس.
حدثت في USAMRIID عدة حوادث متعلقة بالسلامة البيولوجية، ففي عام 2001، قتل خمسة أشخاص في هجوم بالجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة، وكان المشتبه به موظفاً سابقاً في المعهد، وفي عام 2009، وجد مسؤولون أميركيون أثناء عمليات التفتيش أن عدة مسببات الأمراض التي تمت دراستها في المعهد لم تدرج في قاعدة بيانات المختبر، فعلّقوا بعض البحوث للمختبر.
وجد مركز السيطرة على الأمراض المعدية والوقاية منها بالولايات المتحدة(U.S. CDC) مخالفات خط
يرة في المختبر P4 التابع لـ USAMRIID في عملية التفتيش في حزيران عام 2019، ثم أصدر أمراً بإغلاق المختبر وإيقاف جميع الأنشطة البحثية في تموز من العام 2019. ووفقا لتقرير U.S. CDC، هناك 7 مخالفات رئيسية في هذا المختبر، حيث خالف هذا المختبر على نحو منهجي الإجراءات المتعلقة بالسلامة البيولوجية، كما دخل أحد الموظفين إلى المختبر لعدة مرات من دون ارتداء الأجهزة التنفسية الوقائية اللازمة أثناء تشريح الرئيسيات غير البشرية، وعدم التمكن من تقييم ما إذا كان الموظفون يفهمون ويتقنون محتويات التدريبات بسبب غياب الامتحانات الخاصة بتدريب الموظفين، كما أن موظفاً لم يرتد قفازات أثناء معالجة النفايات البيولوجية الخطرة، إضافة لعدم القدرة على منع الأشخاص غير المصرح بهم من الوصول إلى نفايات المختبر، وعدم قيام الموظفين بإحصاء المخزون من المواد السامة في وقته بشكل دقيق، وأخيراً ليس لدى مبنى المختبر والأجهزة في داخله سطح محكم الإغلاق.
ظهرت أمراض الجهاز التنفسي على نطاق واسع في المجتمعات القريبة من قاعدة فورت ديتريك بعد حادثة الإغلاق، وتوالت حوادث الإصابات الغامضة في عدة ولايات ليقدم الشعب الأميركي طلباً للكشف عن المعلومات المتعلقة بفورت ديتريك، حيث طرح الطلب في موقع رسمي للبيت الأبيض في آذار عام 2020، مطالباً للحكومة الأميركية بالكشف عن المعلومات المتعلقة بهذه القاعدة، خاصة الأسباب وراء إغلاق المختبر التابع لـ USAMRIID، وتوضيح ما إذا كانت لها علاقة بفيروس كورونا المستجد، لكن الحكومة الأميركية لم ترد على هذا الطلب بأي شكل من الأشكال، وقد تم إغلاق هذا الموقع بشكل تام.