هوى الشام| تشير الدراسات إلى أن السرطان سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث أزهق أرواح 10 ملايين شخص تقريباً في عام 2020، أي ما يعادل وفاة واحدة تقريباً من كل 6 وفيات.
ومن أكثر أنواع السرطان شيوعاً سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات.
أسباب الإصابة بالسرطان
الدكتور محمد قادري رئيس الرابطة السورية للأورام سابقاً ومدير مشفى البيروني يبيّن لـ “الوطن” أن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان تعزى إلى تعاطي التبغ، وارتفاع منسوب كتلة الجسم، وتعاطي الكحول، وانخفاض مدخول الجسم من الفواكه والخضروات، وقلّة ممارسة النشاط البدني.
ويشير قادري إلى حالات العدوى المسبّبة للسرطان، مثل عدوى فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد، مسؤولة عمّا يقارب 30% من حالات السرطان في البلدان المنخفضة الدخل والمنتمية إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.
ويؤكد الدكتور قادري أنه يمكن شفاء الكثير من أنواع السرطان إذا كُشفت حالاته وعُولجت مبكّراً.
كما يوضح هنا أن “السرطان مصطلح عام يشمل مجموعة كبيرة من الأمراض التي يمكن أن تصيب أي جزء من الجسم، وهناك مصطلحات أخرى مستخدمة هي الأورام الخبيثة والتنشُّؤات. ومن السمات المميزة للسرطان التولّد السريع لخلايا شاذة تنمو خارج نطاق حدودها المعتادة وبإمكانها أن تغزو بعد ذلك أجزاءً مجاورة من الجسم وتنتشر في أعضاء أخرى منه؛ وتُطلق على العملية الأخيرة تسمية النقيلة، وتمثل النقائل المنتشرة على نطاق واسع أهم أسباب الوفاة من جراء السرطان”.
الوقاية من السرطان
الدكتور قادري يوصي باتباع عدة نصائح يمكن من خلالها تقليل خطر الإصابة بالسرطان وهي:
الإقلاع عن تعاطي التبغ
الحفاظ على وزن صحّي للجسم
اتباع نظام غذائي صحّي يشمل تناول الفواكه والخضروات والاقلال من الدهون والدسم
ممارسة النشاط البدني بانتظام
تجنّب تعاطي الكحول أو تقليل تعاطيه
الحصول على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد لفئة محددة واعمارهم محددة موصى بها إليهم.
تجنّب التعرّض للأشعّة فوق البنفسجية (الناتجة في المقام الأول عن التعرّض لأشعّة الشمس و/ أو أجهزة التسمير الاصطناعية) و/ أو تطبيق تدابير الحماية من أشعّة الشمس؛
الحد من التعرّض (قدر المُستطاع) للإشعاع المؤيّن (من خلال التصوير التشخيصي المهني أو الطبي)؛
الحد من التعرّض لتلوّث الهواء في الأماكن المغلقة والمفتوحة،والحد من التعرض للمواد المسرطنة الصناعية او المهنية ( من خلال التهوية الجيدة واستخدام وسائل الوقاية الفردية والجماعية باماكن العمل ).
هل يؤثر الطعام على الإصابة بالسرطان؟
يشير الدكتور الأخصائي بالأورام إلى أن ” الوجبات السريعة ترفع من خطورة الإصابة بالسرطان بناء على مجموعة من الدراسات كان آخرها دراسة كبيرة تم نشرها عام ٢٠١٨ أشارت إلى أن هذا النمط من الأغذية يرفع من خطورة الإصابة بسرطان المعدة والقولون والثدي.
ويضيف: تم ربط السبب باحتواءها على سعرات حرارية عالية ومواد كثيرة غير طبيعية و كميات كبيرة من الدهون والنشويات… وافتقارها لعناصر غذائية مفيدة.
شائعات
يؤكد الدكتور قادري أنه “لا صحة لما هو شائع بين العامة من أن العمل الجراحي واستئصال الورم هو سبب انتشار الورم بالجسم”
خيارات علاج السرطان التقليدية:
الجراحة
المُعالَجة الكيميائية: تستخدم الأدوية لقتل الخلايا السرطانية وتؤثر هذه الأدوية عادة بشكل انتقائي على الخلايا سريعة الانقسام (الخلايا الورمية عادة انقسامها اسرع بكثير من الخلايا الطبيعية وبما ان الأدوية الكيميائية تؤثر بشكل اكبر بالخلايا سريعة الانقسام فسيكون تأثيرها القاتل على الخلايا السرطانية اكبر بكثير من تأثيرها على الخلايا الطبيعية )
المعالَجة الإشعاعية: تستخدم المعالجة الإشعاعية حزمًا مرتفعة الطاقة للقضاء على الخلايا السرطانية. ويمكن تلقي العلاج الإشعاعي عبر جهاز خارج الجسم (حزمة الإشعاع الخارجي)، أو عن طريق وضع المادة المُشعة داخل الجسم (المعالجة بالأشعة الداخلية)
المعالجات الحديثة:
يبيّن د.قادري أهم المعالجات الحديثة وهي:
أولاً: “زرع الخلايا الجذعية ويمكن استخدام الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم أو خلايا جذعية من متبرِّع لإجراء زرع الخلايا الجذعية”. وتُمَكِّن زراعة الخلايا الجذعية من استخدام جرعات علاجية عالية و أعلى من العلاج الكيميائي التقليدي لعلاج السرطان وبالتالي تحقيق نسبة شفاء أعلى.
ثانياً: “العلاج المناعي ويعتمد هذا النوع من العلاج على مساعدة الجهاز المناعي للمريض على “رؤية” الخلايا السرطانية والتعرف عليها على أنها مكون غريب عن الجسم ومهاجمتها أو تشكيل اضداد نوعية تجاهها.”
ثالثاً: المعالجة الهرمونية وهي علاجات تقليدية قديمة من حيث مبدأ عملها حاليا هناك أجيال حديثة منها وتعتمد بالاصل على مبدأ ان بعض أنواع السرطان تتغذى وتنمو تحت تاثير هرمونات الجسم الطبيعية. وتتضمَّن الأمثلة على ذلك سرطان الثدي وسرطان البروستات ولهذا، قد تؤدي إزالة هذه الهرمونات من الجسم أو منع تأثيرها على عضو محدد إلى توقُّف نمو الخلايا السرطانية وربما موتها.
رابعاً: العلاج الدوائي الهادف ويركز هذا النوع من العلاج الدوائي على اعطاء دواء محدد يستهدف بشكل انتقائي الخلايا الورمية التي تملك على سطحها أو في داخلها تشوهات أو شذوذات جزيئية محددة.. ويملك هذا العلاج الهادف القدرة على قتل الخلايا الهدف مباشرة أو عبر دواء سام للخلايا مرتبط بهذه الأدوية أو عبر تحريض الجهاز المناعي لمهاجة الخلايا الهدف.
خامساً: الاستئصال بالتبريد حيث يقتل هذا العلاج الخلايا السرطانية بالتبريد. أثناء الاستئصال بالتبريد، تدخل إبرة رفيعة (او مسبار ) من خلال الجلد ومباشرةً داخل الورم السرطاني. ثم يُضَخ غاز في المسبار لتجميد و لقتل الخلايا السرطانية.
سادساً: الاستئصال باستخدام الترددات الراديوية. يستخدم هذا العلاج الطاقة لرفع درجة حرارة الخلايا السرطانية، مما يتسبب في موتها. وخلال الاستئصال باستخدام الترددات الراديوية، يوجه الطبيب إبرة رفيعة عبر الجلد أو عبر شق حتى يصل إلى النسيج السرطاني. وتمر طاقة عالية التردد عبر الإبرة مما يؤدي إلى رفع حرارة الأنسجة وقتل الخلايا السرطانية.
سابعاً: العلاجات الجينية وتعتبر من العلاجات الواعدة المستقبلية وتعتمد هذه العلاجات على تعديل شذوذ موجود بالمادة الوراثية للخلايا الورمية او اعادة برمجتها لتغير سلوكها باتجاه محدد كأن تعود الخلية السرطانية خلية طبيعية.. أو تتوقف عن النمو والانقسام والغزو… أو ان تسير تلقائيا باتجاه الموت الخلوي.
المصدر: الوطن
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))