هووى الشام| انطلقت أمس فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان عرامو الثقافي الذي يقام بالتعاون مع محافظة اللاذقية وجمعية إيثار الخيرية وعدد من الجمعيات الأهلية تحت شعار “كان في قرانا”.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول للمهرجان لوحات فلكلورية مستوحاة من التراث الساحلي لفرقة غابالا وفريق مهارات الحياة للفنون الشعبية ودبكات تراثية لفرقة عرامو للرقص الشعبي تلاها جولة في البلدة القديمة ذات البناء الحجري للتعرف على المعالم الأثرية والدينية التي تحتضنها البلدة.
كما يتضمن المهرجان معرضاً لأعمال فنية مصنوعة من القصب ومنحوتات محفورة على الخشب ومنتجات يدوية من خيرات الريف كالبندورة المجففة والنباتات الطبية والعطرية وتشكيلة من خل التفاح والحبوب كالفريكة والحنطة والبرغل لتسليط الضوء على الأعمال التي يمتهنها سكان القرى كمصدر لكسب رزقهم وبهدف الحفاظ على تراث الآباء والأجداد.
حيدر محمد نعيسة مدير المهرجان أكد أن الهدف الرئيسي من الفعالية إحياء الماضي العريق بعاداته وتقاليده الأصيلة وتعزيز الصلة والتواصل بين الأجداد والأحفاد في زحمة الحياة العصرية والتكنولوجيا التي باتت تشغل حيزاً كبيراً من أيامهم.
أحلام الرفاعي رئيسة اللجنة الإعلامية بالمهرجان أشارت إلى الخصوصية التي ينطوي عليها تنظيم المهرجان في بلدة عرامو التي هزمت الإرهاب قبل ثمانية أعوام بتعاضد أهلها وتمسكهم بأرضهم ووقوفهم إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري في وجه المجموعات المسلحة تأكيداً على استمرارية الحياة بعزيمة وإصرار رغم الصعوبات مشيرة إلى تنظيم جلسات مسائية يومية يحييها مطربون شعبيون وشعراء زجل وعزف على الآلات الموسيقية كالبزق والناي والربابة والعود والمجوز والطبل إلى جانب دورات لتعلم اللغة الآرامية.
ولفت مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم إلى أهمية المهرجان بدورته الثالثة وبرنامجه المنوع والغني بالفعاليات الثقافية والتراثية التي تسلط الضوء على تاريخ سورية العريق وتراثها الأصيل وإحيائه ونقله بعاداته وتقاليده الصحيحة إلى الأجيال القادمة مؤكداً أن عرامو تمثل تجسيداً حقيقياً لقوة الإنسان وانتصار إرادة الحياة على قوى الظلام والعصابات الإجرامية.
بدوره بين ياسر دواي مدير السياحة أن المهرجان يندرج في إطار الفعاليات الترويجية وإحدى طرق الجذب السياحي من خلال التعريف بمواقع سياحية ساحرة يزخر بها ريفنا الجميل تتيح آفاقاً استثمارية جديدة وتسهم في خلق فرص عمل وتحقيق الفائدة لجميع الأطراف.
الشابة حنان طه أوضحت أن فعالية “رسمة وبسمة” التي تشرف عليها مع صديقتيها هي نشاط فني ترفيهي تفاعلي يستهدف الأطفال واليافعين بين 3 و16 عاماً لتنمية قدراتهم العقلية وتحفيز الروح الإبداعية للتفكير خارج المألوف والاستفادة مما توفره الطبيعة في ابتكار مواد مفيدة مبينة أن الفعالية تتضمن قراءة قصة ورسما بالألوان وفقرة إعادة تدوير للكرتون والملابس القديمة.
سيدة الأعمال دلال سلوم التي جاءت من مدينة حمص لحضور مهرجان عرامو أكدت أن المهرجان أتاح لها فرصة زيارة بلدة ريفية رائعة الجمال للمرة الأولى حيث لفتتها الشعبية التي يحظى بها المهرجان والحضور من مختلف القرى المجاورة إضافة إلى الأجواء المعتدلة رغم حرارة الصيف الشديدة والمناظر الطبيعية الخلابة من جبال وغابات خضراء وأراض مزروعة بشتى أنواع الأشجار المثمرة من خوخ وتفاح ودراق وتين وغيرها من الخضراوات الصيفية.
بدورها أشارت ابنة البلدة دارين ناصر إلى أن هذه الفعالية الشعبية تحظى باهتمام كبير من قبل الأهالي لعدة أسباب أبرزها التعريف ببلدة عرامو ومعالمها التاريخية والأثرية وتشجيع السياحة لما تتمتع به من جمال طبيعة وطيبة سكانها والتعريف بالمهن التراثية التي يسعى أهلها للحفاظ عليها وتعليمها لأبنائهم حرصاً عليها من خطر الاندثار.
وتتضمن فعاليات اليوم الثاني مجموعة من الألعاب الشعبية كلعبة شد الحبل والتكرعة “النسخة البدائية للكولف والهوكي” والتزنيد “رفع الأثقال” التي تنمي روح الفريق والعمل الجماعي والتنافسية الإيجابية حيث يشارك فيها 22 فريقاً يمثلون القرى التابعة لبلدة عرامو بينما سيشهد اليوم الثالث والأخير تنظيم حملة بيئية لتنظيف غابة الخضر التي تغطي مساحة 50 دونماً بالتعاون مع أهالي القرية ومتطوعين من المجتمع الأهلي في “يوم العونة” وهو تقليد شعبي يهدف إلى غرس روح العمل التطوعي في نفوس الشباب والصغار.