هوى الشام| يفوح من دكانه الصغير بسوق الناعورة في مدينة حمص القديمة عبق التاريخ الممتزج بعطر الزعتر الحلبي وصابون الغار ليضيف الجريح حسين العبار درة حلبية تماهت مع عراقة السوق القديمة وشكلت تنوعاً حرفياً ضمن الفسيفساء السورية نقلها وأسرته من حلب إلى حمص منذ سنوات.
الجريح حسين العبار مواليد حلب 1990 لم يسمح لليأس أن يتسلق على جدران إرادته وحول آلام جراحه إلى أمل ودافع للاستمرار بعد أن فقد يده اليمنى عام 2013 في منطقة برزة بدمشق خلال قيامه ورفاق السلاح في مجموعات الدفاع الشعبية والجيش العربي السوري بالتصدي للتنظيمات الإرهابية التي توهمت أن تكون دمشق لقمة سائغة بيد الإرهاب.
يتحدث العبار بشغف عاشق عن حرفة صناعة الصابون والزعتر ويقول لمراسلة سانا بحمص “إنه يعشق تلك المهنة التي عمرها آلاف السنين وهي متوارثة عن الآباء والأجداد”.
تخطى العبار ظروف الإعاقة عبر مساعدة إخوته حيث يعمل معهم بتحضير الزعتر الحلبي بنوعيه الأخضر والأحمر ولكل مكوناته فالأحمر يصنع من دبس الرمان والشمرة والسماق والحمص المملح (القضامة) واليانسون والسمسم وجميعها تحمص على النار بينما تدخل نفس المكونات في الزعتر الأخضر من دون تحميص وتخلط نيئة ولكل ذوقه في اختيار ما يرغب.
وعن صابون الغار يشرح الجريح العبار أنه يصنع وفق طرق يدوية ويتم تصنيفه حسب نسبة زيت الغار الداخلة بتركيبه مبيناً أن حرفة صناعة الصابون دائمة صيفاً وشتاءً تتميز بإقبال الناس على شراء الصابون لجودته ومكوناته الطبيعية.
الجريح العبار الذي انتقل وأسرته من حلب إلى حمص في العام 2014 بعد إصابته أحب مدينة حمص ووجد فيها الراحة على الرغم من شعوره بالحزن في البداية لكنه صمم على متابعة حياته متسلحاً بالأمل ويقول “زرعت الإصابة في داخلي حب الحياة والعمل ما زادني اتقاناً لهذه الحرفة التراثية التي تحمل ذكريات الماضي الجميل”.
وبعد مرور ستة أشهر على مشروعه يطمح الجريح العبار إلى التوسع بالعمل وفي هذا الإطار قدم له برنامج (جريح الوطن) الدعم والمساندة عبر تجهيز المحل ليؤسس فيما بعد منشأته الحرفية التراثية لصناعة الزعتر والصابون الحلبي وهو مشروع يمكن أن يفتح عدة فرص عمل للراغبين بتعلم هذه الصناعة الحرفية.
ويختم الجريح العبار مع المراسلة مخاطبا رفاقه الجرحى الأبطال “إذا كنا نريد الاستمرار بالحياة فلا بد لنا من العمل بمزيد من الجهد والعطاء لننهض بقوة ونكون منتجين وفاعلين في المجتمع متسلحين بالعزم والصبر والأمل”.
المصدر:سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))
هوى الشام| كتب الشاعر والأديب الدكتور جهاد بكفلوني قصيدة عن انتصار الشعب السوري وثورته المباركة…
خاص هوى الشام | إعداد : يسرا القرعان | مشهد ما كان بالإمكان تخيل حدوثه،…
هوى الشام من وسام الشغري | إذا كانتْ كل الدروب تنتهي إلى روما فإن كلّ…
خاص هوى الشام من سامر الشغري | في حديثه إلى أصدقائه المقربين عبر سنوات، كان…
هوى الشام| بمناسبة بزوغ فجر الحرية الذي بسط شمس الخير والسلام والمحبة فوق ربوع وطنٍ…
هوى الشام| في ظل الأوضاع الميدانية الراهنة بدأت تلوح في الأفق أزمة اقتصادية جديدة وبدأت…
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.