عمار فاضل
عيد الحب

دمشق-هوى الشام

بعلب الهدايا والورود الحمراء بأجواء رومانسية ولحظات خاصة بتعابير منسوخة أو مبتكرة ببعض من المشاعر المغلفة ببرتوكلات عصرية باتت معروفة وحاضرة في يوم “الفالنتين” نقدم سؤالنا .. ماذا يعني الحب ..؟ سؤال لا بد أن يتردد بين العاشقين في مثل هذا اليوم ولا طالما بقى جدلية يتباحث بها كلا الطرفين بحثا عن الاكتمال في المعنى وتوصيفا لمشهدية انسانية نحاول اليوم من خلال موقع هوى الشام مساعدتكم في الوصول إليها.

ولأن الحب بهذه الجدلية استعنا ببحث الدكتور عمار فاضل ورؤيته العلمية حول هذا المفهوم في بحث أعده سابقا بعنوان “الحب مبتدأ الحياة وخبرها” يعرف فيه موقع الحب في الحياة البشرية وأبعاده النفسية والروحية والاجتماعية مستندا فيه إلى وصف المفكر الروسي أوستروفسكي .. “الحب قطعة الجليد التي مسّها أول شعاع من أشعة الشمس في مستهلّ الربيع بقوله “أنا أحب وأنا أذوب وليس في الإمكان أن أحب وأوجد معا فلابدّ من الاختيار بين أمرين إما وجود بدون حب وهذا هو الشتاء القارس الفظيع أو حب بدون وجود وهذا هو الموت في مطلع الربيع”.

وحال معظم الشباب في مجتمعنا بحسب فاضل إما أن يحاولوا البقاء وحيدين بدون حب ويصبح حاضرهم كبائعة الكبريت التائهة بين المشاعر والمفردات الباردة أو أن يحب ويلغي باقي نشاطاته الأخرى وكأن الحب والحياة على تناقض بينما الحب في الحقيقة هو طاقة خلاقة وما علينا إلا أن نقوم بتوجيهها فهي لطالما كانت المحرك الأساسي للكثير من الأفعال البشرية.

والخوف في بحث فاضل هو المانع الأساسي الذي يحول بين شباب عينة البحث وبين الحب وخاصة بين الفتيات منهم مرجعا ذلك إلى أن الحب يجعل صاحبه يستنكر بعض الصفات في محبوبه ويعظم صفات أخرى وبشكل طبيعي فإن الصفات المدانة تكبت أو على الأقل تمنع من الظهور أما الصفات ذات القيمة والتقدير والاحترام فتبرز بشكل يطغي على باقي الشخصية ما يوجد حالة من التشتت واللاموضوعية بين الحكم الواقعي على الشخصية والحكم العاطفي الذي ينتج عن نغمات الحب.

ومن المشكلات التي قد تواجه حالة الحب وتقف في طريق سعادتها الغوص في التفاصيل وظهور “الأنا” التي تغوص في المجهول يوضح البحث “أن الحب يجعل الشخص يخاف لأنه الفكرة الوحيدة التي لا تستطيع الأنا خاصته أن تفهمها وتدركها وبالتالي لاتستطيع أن تحيطها فتدافع عنها كباقي الأفكار المعتنقة بحكم العادات والتقاليد او الميول والتوجهات لذلك يسعى المحب إلى البحث عن الأنا خاصته في محبوبه ويحاول إسقاطها عليه لإزالة الخوف او الغموض الذي يواجهه”.

ويتابع الباحث معرفا الحب بأنه يبدأ دائما بهدوء ولكنه يسكن بقوة وعنف ويأتي كنسمة برية تحصد معها كل ما زرعته داخل الشخص من صفات وشخصيات ومواصفات قياسية لا تستطيع معه حتى أن تقول “أنا” لأنها ستشوّش حالة سكينة الحب ونقيه.

ويقدم فاضل في نهاية بحثه نصائح لكلا الجنسين منها .. ضرورة البحث عن الشخص المناسب وفتح الطريق أمامه وعدم إقحام الأنا في الحب وفهم أنّه لابدّ من الاختلاف فعلى الرجل أن يعلم أن الحب عند المرأة واضح المعالم يغلب عليه الاندفاع ولكن ينتابه الخوف فعليه أن يكون لها الأمن والأمان ويتذكر دائما أن وراء كل رجل عظيم إمرأةٌ عظيمة.

كما ينصح الفتاة أن تعلم أن الرجل يعبر عن الحب بهدوء وسلاسة وكتمان في المشاعر رغم أن البداية تكون دائما منه فعليها أن تسهل طريقه وتكون رمزا للحنان فهو يراها أما وطفلة وزوجة وأن تتذكر ان حواء خرجت من ضلع آدم من مكان قريب لقلبه لتكون إلى جانبه وبقربه.

وختم فاضل بحثه بالقول “يا صديقي الإنسان الحب هو أن تحب في الآخر مالا يموت وأن تدرك أن الاختلاف لا يعني الخلاف فالمحبون يربون بعضهم لأن الحب طاقة خلاقة فانسج لنفسك خيمة من حب وحرر الطفل في صدرك وتذكر أن تكون طفوليا أمر بشع لكن أن تكون مثل الطفل ظاهرة مختلفة تماما فإذا نضج المرء فعليا وتكامل كيانه فسيشبه الطفل عودوا كالأطفال لتدخلوا ملكوت الحب ببراءتهم وحيرتهم ودهشتهم وأحاسيسهم الرقيقة تجاه كل ما يحيط بهم”.