بمشاركة تسع دول عربية، افتتحت اليوم أعمال الدورة غير العادية لاجتماعات مجلس إدارة الاتحاد العربي للسكك الحديدية بدورته الـ 38 وجمعيته العمومية الـ 35، وذلك في قاعة المؤتمرات بفندق قيصر بالاس في دمشق بعد انقطاع دام 11 عاماً.
وفي كلمة له في الافتتاح أكد وزير النقل المهندس زهير خزيم أن الدول العربية كانت السند لسورية في أيام المحن وفي أيام الصعاب، والسباقة لتفعيل دور واحدة من مؤسسات العمل العربي المشترك، متمثلة بالاتحاد العربي للسكك الحديدية، مشيراً إلى أن سورية كانت منذ تأسيس الاتحاد في مقدمة صنّاع لم الشمل العربي وتفعيل خطوات العمل في تطوير قطاع السكك الحديدية لإسهاماته الكبيرة في حركة النقل والتبادل التجاري.
وأشار خزيم إلى الدمار والتخريب الذي لحق بقطاع السكك الحديدية في سورية بسبب الحرب الإرهابية التي شنت عليها والإجراءات أحادية الجانب والحصار الخانق وما نتج عنه من تخريب لنحو ثمانين بالمئة من حجم شبكة السكك الحديدية، منوهاً بدور عمال وكوادر وخبرات وزارة النقل في إعادة تشغيل أجزاء من الشبكة السككية، مؤكداً الاستمرار في العمل ضمن الإمكانات المتوافرة.
ولفت خزيم إلى أهمية المؤتمر كمقدمة لانطلاقة واعدة في دوره ومساهمته ضمن مؤسسات جامعة الدول العربية، مؤكداً استعداد سورية ممثلة بالوزارة لتقديم كل الدعم والتعاون لأي جهد يخدم عمل الاتحاد، بما ينعكس إيجاباً على شعوبنا وبلداننا العربية.
الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية في جامعة الدول العربية السفير محمدي أحمد الني أشاد في كلمته بالتعديلات والإجراءات التي تضمنها قانون الاستثمار الجديد في سورية ودوره في جذب المستثمرين العرب والأجانب.
وأشار الني إلى وجود خطة للمجلس مع الحكومة السورية لمساعدة الاقتصاد في جميع المجالات وخاصة المتعلقة بالاستثمار والتجارة والنقل، إضافة لمحاولة رسم خريطة استثمارية للمشاريع ذات الأولوية بالنسبة لسورية والمشاركة في إعادة الإعمار وتمويل المشاريع مع الجهات المعنية وخاصة مؤسسات التنمية العربية والضمان العربية، إضافة للمؤسسات والمنظمات المختصة بهذا الشأن.
ولفت الني إلى أن هناك خطة عمل لعقد مؤتمر استثماري في سورية، تزامناً مع الاجتماع الثامن والخمسين للاتحادات العربية النوعية المتخصصة الذي سيقام في نهاية تشرين الأول القادم في دمشق، وهي خطة مهمة في مجال الاستثمار ولرجال الأعمال السوريين والعرب للعمل في سورية.
وفي تصريح للصحفيين، أشار الدكتور محمد شريف ذو الهمة الشرقاوي الأمين العام لجمعية أطباء سكك حديد العالم العربي إلى أن المؤتمر يعد الولادة الثانية للاتحاد بعد توقف في الفترة الماضية نتيجة الظروف الأمنية والسياسية، مضيفاً: إن الأطباء الموجودين في سكك الحديد هم جزء مهم من التشغيل عبر معاينة الحالة الصحية للعمال والموظفين والكشف عن الأمراض المزمنة المنتشرة بينهم وتقديم التعليمات اللازمة لهم وتحديد مدة تشغيل العامل ومدى صحته.
ومن الأردن، أشار مدير عام شركة العقبة للسكك الحديدية ياسر كريشان إلى أهمية عودة المؤتمر في تحقيق آمال شبكات السكك الحديدية العربية، لافتاً إلى أن هناك مشاريع كبيرة تنتظر وطننا العربي وخاصة الربط السككي العربي بين الأردن وسورية والعراق والخليج.
من جهته مدير عام الشركة العامة لإنشاء الخطوط الحديدية المهندس محمد العمر أكد أن عودة اتحاد السكك العربية إلى العمل سيسهم في تقوية أواصر العلاقة بين شعوب المنطقة العربية، ويمكن من الاستفادة من تجارب ونجاحات الدول الأخرى وصولاً لتحقيق التكامل في هذا المجال.
ويشارك في المؤتمر ممثلو كل من الأردن والعراق ولبنان وليبيا وفلسطين وتونس والسودان ومصر، إضافة إلى سورية، علماً أن الاتحاد يضم 11 دولة عربية.