خاص هوى الشام من مها الأطرش حققت الجالية السورية في مدينة النتاون بولاية بنسفانية الأمريكية تفردا بحضورها بين المجموعات المهاجرة لكونها الأكثر اندماجاً ونجاحاَ على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في الولايات المتحدة حتى صارت بتعدادها وحضورها عنصرا فاعلا ومؤثرا تخطى حدود المدينة.
بنسلفانيا التي يبلغ عدد سكانها اكثر من ١١٥الف نسمة باتت مطعمة بلمسات السوريين الذين يبلغ عددهم فيها أكثر من٢٠الف نسمة من اجيال متعاقبة.
وللحديث عن التواجد السوري في هذه المدينة التقى موقع هوى الشام المغترب المقيم في النتاون عزيز وهبي سفير المنظمة العالمية للسلام والأمل من اجل الانسان والاوطان الذي استهل حديثه بالقول ” إن الجالية السورية في مدينة النتاون نوع آخر من الغربة لما تحمله من روابط قديمة مع الوطن الأم سورية واستمرارية التلاحم بين ابناء الجالية الذي معظمهم قدم من منطقة وادي النضارى بحمص فكان رابط الزواج ولم الشمل واستمرارية تدفق الدم السوري الأصيل والمتواصل الى عروق ابناء الجالية سبب في استمرارية الروح الوطنية في قلوب أبناء الجالية السورية في مدينة النتاون”.
بدأ قدوم المهاجرين السوريين الى منطقة النتاون في عشرينيات القرن الماضي هرباً من ظلم الإحتلال العثماني وأهم تلك المناطق هي مدينة بوسطن و نيويورك بحيث كان يوجد هنالك أحياء كانت تسمى ب” سورية الصغرى “، وكان يلجأ بعض المهاجرين الى منطقة صناعية صغيرة في ولاية بنسلفانيا اسمها وولكس بيري ولكن بعد إنشاء المصانع الكبيرة في مدينة النتاون ونقل معظم مصانع الصباغة من مدينة بوسطن ونيويورك أصبحت فرص العمل متاحة وبشكل كبير الى المهاجرين الجدد ومن هنا بدء التجمع السوري يكبر بشكل ملحوظ في المنطقة فأصبح نواة أو اختيار أولي لأي مهاجر جديد.
وتابع وهبي ان تدفق المهاحزين ازداد مع بداية فتح باب الهجرة في بداية الستينيات بعد ان كانت شبه مقطوعة فنتج عن هذا التجمع عدد سكاني كبير بلغ قرابة ١٥ الف سوري بحسب التقديرات الحكومية لكن مع تصاعد الحرب في سورية وصل عدد السوريين في المنطقة قرابة ٢٠ الف شخص .
ومع بداية الحرب على سورية نشطت الجالية في العديد من المجالات بحسب وهبي مبينا انه كان أبرز هذه النشاطات حمل أطول علم سوري وربما أطول علم يمر في تاريخ الولايات المتحدة بحيث إلتف ابناء الجالية بكل حب ووطنية حول علم الوطن الأم وعبروا عن تمسكهم بوحدة الوطن والعلم وأيضاً عن دعمهم المطلق لوطنهم الأم سورية جيشا وقيادة وشعبا.
واشار وهبي إلى مساهمات الجالية السورية في مدينة النتاون بالعديد من الفعاليات الوطنية والخيرية ، فكان من أهم الفعاليات الوطنية المظاهرة الشعبية التضامنية التي أقامتها الجالية عام ٢٠١٣ إبان إتهام التهديد الامريكي لتوجيه ضربة عسكرية ضد قوات جيش الوطن الذي يقوم بردع قوى الإرهاب وسجلت تلك المظاهرة أكبر حراك شعبي في تاريخ المدينة ، إضافة إلى المظاهرات الشبه اسبوعية لتوعية الشعب الأمريكي على حقيقة ما يجري في سورية وموقف الحكومة الامريكية المخزي تجاههها وكان آخرها وقفة احتجاج على قانون قيصر الظالم والتي من خلالها تم توجيه رسالة الى البيت الأبيض موجهة الى الرئيس ترمب.
لم تتخذ نشاطات السوريين في النتاون الأمريكية شكلا سياسيا فقط بل اتجهت نحو المبادرات الخيرية عبر ارسال المساعدة الى الأهل في الوطن الأم و لدعم ابناء الشهداء ودعم المشاريع الخيرية للمحتاجين عن طريق البطركية الارثوذكسية، الي جانب المبادرات التي تبنتها الجمعية السورية الامريكية العمارية بمساعدة باقي الجمعيات الخيرية كجمعية المشتاية الخيرية وجمعية الزويتينة الخيرية وجمعية البيضاء الخيرة و دعم الجمعيات الانسانية كجمعية السريان الارثوذكس في منطقة طرطوس والتي كان لها دور فعال في مساعدة المحتاجين خلال الأزمة الإقتصادية التي يمر بها الوطن الأم جراء الحصار الإقتصادي الخانق على الوطن الأم .
كما نقل السوريون إلى مدبنة ألنتاون ثقافة بلادهم وتراثها مايعكس تمسك الجالية في العادات والتقاليد السورية الأصيلة وذلك عبر المهرجات والفعاليات الثقافية المتنوعة وتقديم عروض فلكلورية و التعريف بالمأكولات السورية تستبطب الامريكيين والجنسيات الأخرى.
وقد أعطت هذه المهرجانات صورة جيدة عن التراث السوري بحيث انها تجذب اعداد كبيرة من الشعب الأمريكي.
وبهذا يكون السوريون في ألنتاون نواة للعمل الوطني وسفراء لتاريخ وثقافة بلدهم وابناءها في السراء والضراء والاهم ان جسورهم ممدودة بين هجرتهم والوطن.