تشاركية حكومية أهلية لتحمل تكلفة علاج أطفال السرطان في سورية
هوى الشام| تتشارك جهات حكومية وأهلية في تحمل تكاليف رعاية وعلاج الأطفال المصابين بالسرطان في سورية ورغم التحديات التي يفرضها الحصار الاقتصادي في تأمين الأدوية وارتفاع تكاليفها تحافظ الخدمات على مجانيتها بالتوازي مع العمل لتطويرها لتواكب المعايير العالمية وتوفر فرصاً أفضل لإنقاذ الأطفال.
وتقدر نسبة سرطان الأطفال محلياً حسب الإحصاءات التراكمية على مدى 20 عاماً بين 5 و10 بالمئة من إجمالي حالات السرطان المسجلة والمقدرة بنحو 5ر17 ألف حالة سنوياً وفق مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي.
وتوفر أربعة مشاف العلاج المجاني للأطفال المصابين بالسرطان كما أوضح السهوي لـ سانا وهي البيروني الجامعي من خلال وحدة بسمة والأطفال الجامعي بدمشق وتشرين الجامعي باللاذقية وحلب الجامعي.
وعن أكثر أنواع سرطانات الأطفال شيوعا ذكر السهوي أن سرطان الدم يأتي في المرتبة الأولى يليه سرطان الجهاز العصبي المركزي والدماغ وسرطان الغدد الليمفاوية ثم العظام والكلى والورم الأرومي الشبكي وكثرة المنسجات الاكسية.
وكشف السهوي عن خطة لتأسيس سجل وطني لسرطان الأطفال معتمد على القاعدة السكانية بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان ومنظمة الصحة العالمية وجمعية بسمة لسرطان الأطفال.
وكانت سورية وضعت العام الماضي أول مركز لزرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال بالخدمة ضمن قسم خاص في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق ليساهم بإنقاذ حياة الأطفال المصابين بسرطان الدم وبعض أنواع السرطانات الصلبة وأمراض الدم الوراثية ونقص المناعة الخلقية والأمراض الاستقلابية الخلقية والوراثية.
ورغم التكلفة التي تصل لعشرات ملايين الليرات حسب الحالة والمرحلة تواصل جمعية “بسمة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان” توفير خدمات التشخيص والعلاج مجاناً للأطفال حيث وصلت منذ تأسيسها عام 2006 وحتى نهاية العام الماضي لأكثر من 9200 طفل من مختلف المحافظات حسب المدير التنفيذي للجمعية ريما سالم.
وتوفر الجمعية الخدمات للأطفال وفقا لـ سالم ضمن وحدة في مشفى البيروني الجامعي تضم 34 سريراً داخلياً وسريري عناية مشددة و15 سريراً خارجياً إضافة إلى دعم أطفال يتلقون العلاج في عيادة خاصة مبينة أن الوحدة تطبق وفق أحدث معايير العلاج العالمية ونسبة الشفاء فيها تقدر بنحو 50 بالمئة لجميع أنواع السرطانات.
ولفتت سالم إلى أن الجمعية تواجه تحديات تفرضها الظروف الراهنة تتعلق بالتمويل وصعوبة وصول التحويلات المالية ونقص الدواء في المشافي العامة ما يزيد العبء عليها كونها تعمل على تأمين هذه الأدوية.
وأطلقت “بسمة ” منذ بداية الشهر الجاري حملة بعنوان “بمساهمتك الصورة بتكمل” بهدف زيادة الدعم المجتمعي لجهودها وتسليط الضوء على قضية سرطان الأطفال وزيادة الاهتمام بالأطفال المرضى.
وتشخص يوميا أكثر من ألف إصابة سرطان أطفال حول العالم وبوقت يمكن فيه علاج أغلب هذه الإصابات إلا أن السرطان لا يزال سبباً رئيسياً للوفاة بين الأطفال والمراهقين حسب منظمة الصحة العالمية التي تدعو إلى الانتباه لعلامات قد تكون مؤشراً لمراحله المبكرة كالحمى وفقدان الوزن غير المبررين والصداع الشديد وألم الأطراف أو العظام.
وتحيي دول العالم منتصف شباط من كل عام اليوم العالمي لسرطان الأطفال حيث أطلقت الصحة العالمية هذا العام دعوة لتقليل الفجوات التي لا تزال قائمة فيما يتعلق برعاية الأطفال المصابين بالسرطان وعلاجهم بحيث يحصل كل طفل على أفضل فرصة في الحياة.