هوى الشام
الصحافة في سورية ، المهنة الأصعب و الأخطر يقابلها الراتب الأضعف و الأقل مقارنة مع باقي دول الجوار، بالإضافة إلى ان المهنة التي لا تتمتع بأقل الحقوق و الواجبات التي على الحكومة ان تقدمها، هؤلاء المسؤولون الذي يجب عليها دعم هؤلاء الصحفيين الذي وقفوا أمام هذه الحرب وهم يشهدوا على ذلك.
لكن هؤلاء أنفسهم عند يتم فتح ملفات التعويضات التي يقبضها ذلك الصحفي، وخاصة ” التعويض الفكري”، يميل برأسه إلى الجهة الأخرى وقلمه الاخضر يمتنع عن الموافقة على الطلبات والاصوات المرتفعة لإعادة النظر بهذا التعويض الفقير، الذي يقبض اقدم صحفي منتسب الى اتحاد الصحفيين أقل من 1500 ليرة سورية في الشهر ، أي أقل من ثمن نفس أركيلة .
صحفيو سورية وشهداء الكلمة طالبوا الرأفة بوضعهم الحالي، واعادة النظر بتعويض العمل الفكري واحتساب التعويض على الراتب الحالي بدلا من احتسابه على راتب 2013 ،وقالت مصادر خاصة أن مطالبة اتحاد الصحفيين حصلت على موافقة وزير الاعلام أكثر من مرة وتعثرت في رئاسة مجلس الوزراء، وتدعو الى رفع تعويض العمل الصحفي من 6.5 بالمئة الى 8 بالمئة ،وتعويض العمل الفكري 5 بالمئة لتصبح المحصلة 13 بالمئة ، أقل من اي تعويض تم تحسينه مؤخرا لوظائف أخرى في سورية .
1400 صحفي مستفيد من تحسين طبيعة العمل الصحفي فقط ، كون الاتحاد يعمل كمنشارا لراتب واستكتاب الصحفيين، حيث يأخذ 10 بالمئة من كل استكتاب شهريا مهما بلغ، بالإضافة الى رسوم اشتراك صحفيين 300 ليرة، ورسم انتساب 125 ليرة، وتقاعد صحفيين وسطيا 3425 ،واعانة وفاة صحفيين 400 ليرة، وكل هذه الحسومات كانت سببا في عزوف العديد من الزملاء من الانتساب الى الاتحاد.
العاملون في صاحبة الجلالة انخفض معدل الاستكتاب لديهم من 400 الى 45 ورقة خضراء ، بالرغم من ارتفاع المخاطر في عملهم نتيجة الظروف الامنية، وبعض القوانين في محكمة مكافحة الجريمة الالكترونية، التي تلاحق الصحفيين في منشوراتهم ومشاغبتهم التي اشتاق اليها القارئ السوري .
اتحاد الصحفيين اليوم تخلى عن أهدافه 16 التي وضعها في خدمة الصحفيين، ونتيجة التقاعس من قبل أعضاء المكاتب التنفيذية للاتحاد في السابق، طارت من أملاك الاتحاد أرض كانت معدة للبناء في منطقة الديماس مساحتها أكثر من 40 دونما، كما هي استثمارات الاتحاد التي لاتدر فرنكات الى خزينته ، من مرأب سيارات الحجاز ،الى نادي اتحاد الصحفيين ، الى الفندق في الحسكة، والى الارض في اللاذقية ،وبعض المتفرقات الاخرى، ولم ينجح الاتحاد لا في اسكان الصحفيين ولا في رفع تعويضاتهم، ولا حمايتهم خارج نطاق بيع الكلام والوعود والتسويف، وللاسف المسؤولية ضائعة كون الأزمة في سورية طغت على كل ماسبق من تقصير.
هذا الاتحاد البائس، جل ما يقدمه للصحفيين 17 الف ليرة وصفات أدوية ،وتعويض عمليات حسب مزاجية اللجنة، وتعويض زواج ومولود لا يتجاوز 25 الف ليرة، بالاضافة الى تعويض الوفاة 300 الف، وراتب تقاعدي عبارة عن فرنكات لا تسدد ثمن وجبة فطور لعائلة .
الاعلامي السوري عينه على اي فرصة خارجية، ومستعد للمغامرة والسفر لأية دولة تقدم له مرتب يمكنه من العيش بشرف، وكرامة وكل من يعمل في سورية في مجال الاعلام أكثر من 15 ساعة في اليوم لا يتجاوز مدخوله 150 الف ليرة سورية ، ناهيك عن حالات النصب التي يتعرض لها وتسبب له خسارة مادية كبيرة، فهل يعقل ياسادة أن أقلام كتاب صحابة الجلالة تعويضهم الفكري لا يشتري لهم في الشهر مفكرة وقلم ، ولا نقول نفس أركيلة لنفخ الهموم التي تراكمت عليهم واثقلت تفكيرهم ، فهل وصل الصوت يامعالي الحكومة ؟!
طلال ماضي – بزنس2بزنس