هوى الشام|تقف الشابة آلاء الطرشة كل يوم أمام بيوت مدينة حمص (وسط سوريا)، تطرق أبوابها بابتسامة عذبة وهي تحمل “سكبة رمضان”، فيما يحيط بها طلابها خفيفي الحركة كخلية نحل.
تستحضر الطرشة وهي ناشطة مجتمعية ومديرة مدرسة تعليمية، طقوس وأجواء شهر رمضان المبارك، وأبرزها “سكبة رمضان”، وهي عادة رمضانية قديمة متوارثة بين السوريين خلال شهر رمضان المبارك، يتبادل خلالها الغني مع الفقير أطباقه الرمضانية بهدف زيادة الألفة والمحبة فيما بينهم. فترسم خارطة للمعارف المحتاجين أو حتى عمال الطوارئ والخدمات الطبية المناوبين، وتجمع ما تيسر من الأطعمة وتمضي بها إلى البيوت الأكثر حاجةً في المدينة.
“بدأت القصة من منشور على الفيسبوك”، هكذا تصف الطرشة بداية مبادرتها “تكسي رمضان”، والتي اقترحت فيه من خلال منشور لها على موقع الفيسبوك على السيدات زيادة كمية الطعام المعدة للإفطار بمقدار يكفي شخصين، وكان الهدف من المنشور الاول تقديم وجبتي إفطار لعائلتين فقيرتين.
تتابع الشابة التي تستخدم سيارتها الخاصة كـ “تكسي رمضان”، خلال حديثها لـ”سبوتنيك”: “الوجبتين أصبحتا خمسة ومن ثم عشرة وبعدها بدأت تكبر المبادرة بفعل شبكة علاقاتي ومعرفتي بمعظم السكان، وأصبحت أستقبل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورقم هاتفي طلبات العائلات الميسورة التي ترغب بتقديم (سكبة) لعائلة أخرى”.
وقالت الطرشة إنها قامت بتطويع عدد من تلاميذ مدرستها في العمل الخيري معها لتحميل الوجبات وتوزيعها لمحتاجيها بعد أن قدمت لهم تدريبات عن تقييم الاحتياجات ومساعدة الناس وعمل الخير.
الشابة التي حصلت على جائزة الشباب الأكثر تميزاً على مستوى الاقتصاد وريادة الأعمال “TOYP عام 2020″، تؤكد أن هدفها من مبادرة “تكسي رمضان” إيصال رسالة مجتمعية لكل شخص أنه قادر على صنع أثر وترك فارق ولو بسيط في المجتمع، ويجب أن نساهم جميعاً مع الجمعيات والهيئات الخيرية في مساعدة أهلنا، مضيفة أن هناك الكثير من أصحاب الخير، ولكنهم بحاجة لإشارة البدء وتقديم ما لديهم.
فيما تأفل شمس النهار، يتحلق الأطفال المتطوعون بمبادرة “تكسي رمضان” حول مديرتهم، يشحذون هممهم سوياً ليوم جديد من العمل الدؤوب، يتسلحون بالنشاط والتعاون ليجتمعوا من جديد على ما سيصبح جزءاً لن ينسى من ذاكرتهم.
المصدر:سبوتنيك
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))