شذى حمود
هوى الشام | يعتبر معرض الكتاب السوري محفل ثقافي تحتفي به كل أطياف المجتمع واحتفال سنوي تقيمه وزارة الثقافة لتعزيز ثقافة القراءة باعتباره فرصة مهمة لعشاق القراءة وموعد مهم لالتقاء الأدباء والكتاب والمثقفين مع الجمهور لطرح اخر اصدارتهم في مختلف صنوف المعرفة.
وشكل معرض الكتاب السوري الثالث لعام 2024 الذي جاء بعنوان “نقرأ لنرتقي” بمشاركة 40 دار نشر عامة وخاصة بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية فسحة للقراء والمهتمين للاطلاع على ما هو جديد على الساحة الثقافية والأدبية ولعرض ما لديهم من مطبوعات ورقية والكترونية.
المعرض الذي استضافته مكتبة الأسد الوطنية بدمشق قدم ما يقارب 10 آلاف عنوان جديد في مختلف مناحي الفكر والمعرفة يجب أن يكون الهدف من اقامته ليس فقط لتسويق الكتب وانما لتطوير ذائقة القراءة ورفع مستوى التعاطي معها.
و شهد المعرض خلال أيامه إقبالا جيدا من مختلف فئات المجتمع خاصة فئة الشباب والطلبة للبحث عن احتياجاتهم في مختلف مجالات الفكر والمعرفة والاستفادة من الأسعار التي تناسب دخلهم المحدود كما لم تخلوا أروقة المعرض من عشرات الاطفال الذين حرصوا على الحضور للاستمتاع والاطلاع على آخر ما صدر لهم من قصص ومجلات وهي ظاهرة مهمة جدا في وقت تغزو وسائل التواصل الاجتماعي عقولنا وعقول اطفالنا وتبعدهم عن الأجواء الثقافية بغية تشويه ذاكرتهم وذائقتهم.
وبالحديث عن عزوف الناس عن القراءة فإن من أهم أسبابه غياب مفهوم التعليم والتطوير  الذاتي فبمجرد الانتهاء من الدراسة الجامعية تتوقف عملية القراءة عند البعض إضافة إلى غياب ثقافة الكتب عن بعض البيوت والمؤسسات التربوية.
وهنا يأتي دور المجتمع والمؤسسات الحكومية للتشجيع على القراءة وفي مقدمتها وزارة الثقافة المطلوب منها دعم المشاريع و الأفكار التي تعزز أهمية القراءة التي تجعل العقل أكثر تفتحا واستنارة وأكثر انفتاحا على العالم واكثر تقبلا للأفكار الجديدة.
كما يجب على دور النشر العامة والخاصة منع كل ما هو مبتذل عبر التشدد في اقرار الكتاب ويجب أن يكون نابعا من الحاجة المجتمعية والمعرفية وأن يكون هناك رقابة فكرية تصون المجتمع من محاولات النيل من أسسه ومبادئه ورقابة فنية تحرص على صيانة الذوق العام والارتقاء به ولاسيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا سلبيا في تغييب ثقافة القراءة وظهور مدعي الثقافة والأدب على المنابر ليتوهم كل من كتب بيتا من الشعر أنه أصبح شاعراً وكل من كتب خاطرة أنه أصبح أديبا الأمر الذي غزى الساحة الثقافية بمختلف صنوفها بالمتطفلين عليها لذلك يجب وضع شروط صارمة على طباعة الكتب من أجل تنقية هذه الساحة من هؤلاء الذين يدعون انفسهم بالشعراء والادباء والمثقفين.