جدري القرود
خاص هوى الشام من يسرا قرعان | يواجه العالم في الوقت الحالي جدري القرود وهو مرض وبائي جديد ينتشر في العالم بسرعة , ولا يوجد له لقاح في الوقت الحالي.
ومرض جدري القرود كان متواجدا منذ فترة طويلة بالإضافة إلى مرض جدري البقر, ولكنهم اختفوا منذ فترة طويلة ولم يسجل العالم إصابة واحدة منذ عقود.
ازداد عدد الإصابات بمرض جدري القردة في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي جعل منه مصدر للقلق لدى العديد من الأفراد خوفاً من أن يصبح وباءا عالميا، كما حصل لفيروس كورونا الجديد.
أثار انتشار المرض في العالم القلق في العديد من الدول، وخاصة الدول الأوروبية، بعد اكتشاف أكثر من 100 حالة حول العالم، وخاصة في المملكة المتحدة وإسبانيا واليونان وكندا.
جدري القرود : مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة.
ومع أن الجدري كان قد استؤصل في عام 1980 فإن جدري القرود لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويعرف جدري القرود ( Monkeypox) أو ما يعرف بجدري النسناس، بأنه مرض نادر ينتج عن الإصابة بفيروس جدري القرود، وهو مرض يشبه مرض الجدري (Smallpox) الذي يسببه فيروس فاريولا ( Variola Virus)، ولكن لا يعد جدري القرود قاتلاً كما هو الحال عند الإصابة بالجدري.

ينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.

فهو مرض فيروسي وهو نوع من جنس الفيروسات الأورثوبوكسية.

تاريخ جدري القرود ومدى انتشاره :

تم اكتشاف المرض لأول مرة في عام 1958 نتيجة حدوث تفشي لمرض يشبه الجدري بين مجموعة من القرود المخصصة لإجراء الأبحاث العلمية، ونتيجة لذلك أطلق على هذا المرض جدري القرود، بينما تم تشخيص أول حالة إصابة بهذا المرض بين البشر في عام 1970 في جمهورية الكونغو وقد كانت لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات.
كان مرض جدري القرود ينتشر بشكل أساسي في دول وسط وغرب أفريقيا، حيث تم تسجيل الإصابة بهذا المرض خارج قارة إفريقيا 3 مرات فقط قبل حلول عام 2022، وهي كما يلي:
•عام 2003 في الولايات المتحدة الأمريكية.
•عام 2018 في إنجلترا.
•عام 2021 في ولايتي تكساس وماريلاند.
وقد بدأ المرض يشكل قلقاً ابتداء من شهر أيار مايو من عام 2022، حيث بدأ بالانتشار في بلدان متعددة غير الموبوءة، ومنها أستراليا، وبلجيكا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، والبرتغال، وإسبانيا، والسويد، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. كما تم الإبلاغ عن حالة واحدة على الأقل في كل من سويسرا، والدنمارك، وجزر الكناري.

أنواع فيروس جدري القرود:

يوجد نوعين أو فرعين حيويين لفيروس جدري القرود، حيث يقسم هذا الفيروس إلى المجموعتين التاليتين:
فيروس جدري القرود الوسط إفريقي (حوض الكونغو)، ويتميز هذا النوع بتسببه بأعراض أكثر شدة من النوع الآخر، وتسببه بنسب أعلى من الوفيات، كما أنه أسهل انتقالاً.
فيروس جدري القرود الغرب إفريقي، وهو ما ينتشر الإصابة فيه حالياً، والذي يسبب أعراض أقل شدة من النوع الآخر، كما أن عملية انتقاله من شخص لآخر عن طريق التلامس محدودة.

الأعراض :

تظهر الأعراض في البداية على شكل حمى شديدة وصداع مصحوب بآلام في العضلات، ومن المرجح أيضًا أن يعاني المصابون من نقص الطاقة في الأيام الخمسة الأولى بعد الإصابة بالمرض، وقد تشمل أيضًا آلام الظهر، وتورم الغدد، والرعشة، والإرهاق، وآلام المفاصل.
على الرغم من تشابه أعراض مرض جدري القرود مع الأعراض الناتجة عن مرض  الجدري، إلا أنها تكون أخف، مع اختلاف وحيد يتضمن تورم العقد اللمفية نتيجة الإصابة.
تتراوح فترة حضانة فيروس جدري القرود عادة بمدة 6 إلى 13 يوما، إلا أنها يمكن أيضاً أن تتراوح بين 5 و21 يوما قبل بدء ظهور الأعراض.

يمكن أن تتضمن أعراض جدري القرود المبكرة ما يلي:

1.الحمى.
2.الصداع.
3.آلام العضلات.
4.ألم الظهر.
5.تورم العقد اللمفاوية.
6.القشعريرة.
7.التعب والإرهاق.
8.التعرق.
9.السعال وألم الحلق.
10.انسداد الأنف.
11.الغثيان.
أما حول طفح جدري القردة، فإنه عادة ما يبدأ بالظهور بعد 1- 3 أيام أو أكثر من إصابة المريض بالحمى، والذي غالباً ما يظهر على الوجه أولاً، ثم يبدأ بالانتشار إلى باقي أجزاء الجسم مثل : (الأيدي، والأرجل، وداخل الفم، والأعضاء التناسلية، والملتحمة، والقرنية)
عادة تؤدي العدوى إلى ظهور طفح جلدي مؤلم، وتكوين حويصلات على سطح راحة اليد.
ينتشر من خلال الاتصال اللصيق، وبشكل رئيسي من خلال التعرض المباشر للطفح الجلدي، أو الملابس الملوثة أو البياضات، أو من خلال رذاذ الجهاز التنفسي للمصاب.
جدري القرود في معظم الحالات حالة خفيفة تختفي من تلقاء نفسها ولا تترك آثارًا طويلة المدى على صحة الشخص، يتعافى معظم الأشخاص خلال عدة أسابيع.
جدري القرود

علاج جدري القرود:

لا يوجد لغاية الآن علاج فعال وآمن لمرض جدري القرود، إلا أنه تم استعمال لقاح الجدري من أجل مكافحة المرض نظراً لتشابه الفيروسين المسببين لكلا هذه الأمراض.
يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للفيروسات مثل دواء السيدوفوفير Cidofovir)) والتيكوفيريمات ( Tecovirimat)، ولكن، فقط لدى المرضى الذين يعانون من الأعراض المهددة للحياة.
بالإضافة إلى استعمال العلاج بالغلوبيولين المناعيImmune Globulin” للتحكم بحالات تفشي المرض.
عادة ما يتم علاج جدري القرود الشديد في المستشفى، حيث يمكن وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي.
الحيوانات التي تنشر المرض:
تبيّن في إفريقيا أن العدوى تحملها أجناس كثيرة من الحيوانات التالية:
السناجب المخطّطة، وسناجب الأشجار والجرذان الغامبية، والفئران المخطّطة والزغبات، ولا تزال هناك شكوك تحيط بالتاريخ الطبيعي للفيروس ويلزم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد مستودعه بالضبط وكيفية بقائه في الطبيعة.
وثمة من يرى في الولايات المتحدة الأمريكية أن الفيروس انتقل من حيوانات إفريقية إلى عدد من أجناس الحيوانات غير الإفريقية الحسّاسة للفيروس (مثل كلاب البراري) التي كانت تشترك معها في المأوى.

طرق الوقاية من جدري القرود :

يمكن الوقاية عن طريق تجنب الاتصال الجسدي مع شخص مصاب به، يمكن أن يساعد التطعيم في منع الإصابة بالعدوى للأشخاص المعرضين للخطر , ولابد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.

يمكن أن يساعد الالتزام بعض التدابير الوقائية على الحد أو الوقاية من الإصابة بالمرض. تتضمن هذه التدابير ما يلي:

تلقي لقاح الجدري ( Smallpox Vaccine)، حيث تشير التقارير إلى أن لقاح الجدري يقلل من خطر الإصابة بالمرض، ويمكن استخدامه خاصة للأفراد المعرضين بشكل كبير للإصابة بالمرض.

تجنب ملامسة الحيوانات التي قد تحمل الفيروس، والتي تتضمن الحيوانات المريضة، أو الحيوانات التي عثر عليها ميتة في مناطق ينتشر فيها الفيروس.

تجنب ملامسة أي مادة تلامست مع الحيوانات أو البشر المصابين بالفيروس، مثل الفراش أو الملابس وغيرها.

عزل المرضى المصابين عن الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر الإصابة بالمرض.

ممارسة قواعد النظافة الجيدة بعد ملامسة البشر أو الحيوانات المصابين، مثل غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، أو استعمال المعقمات الكحولية.

استعمال معدات الوقاية الشخصية عند الاعتناء بالأشخاص المصابين بالمرض.

ممارسة الجنس الآمن، وذلك باستخدام الواقي الذكري.

نسبة الوفاة بالمرض :

يشهد معدل الوفيات في الحالات تبايناً كبيراً بين الأوبئة ولكنّ نسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها في ما بين الأطفال، وعموماً فإن الفئات الأصغر سنّاً هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة.

اللقاح الخاص:

لا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاح عالية في الوقاية أيضاً من جدري القرود، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم.
ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة.