وجاء هذا التطور بعد نبش جثمان سماح وتشريحه بناء على طلب عدد من منظمات المجتمع المدني في أعقاب دفن الجثمان دون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتصريح مدير شرطة ولاية الخرطوم بعدم وجود شبهة جنائية مما أثار موجة من الشكوك والانتقادات الواسعة.
شكوك كبيرة:
وقالت ناهد جبرالله مدير مركز سيما لحماية المرأة والطفل لموقع سكاي نيوز عربية إن جهودا قوية قادتها منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان نجحت في دفع السلطات العدلية على نبش مقبرة الطفلة سماح وإعادة تشريح جثمانها.
وأبدت جبرالله استغرابها الشديد من التناقض الذي لازم التصريحات الرسمية التي صدرت عن أجهزة الشرطة عقب الحادثة.
وأوضحت جبرالله أن شكوكا كبيرة صاحبت الحادثة منذ وقوعها مما أثار العديد من علامات الاستفهام حول الطريقة التي تعاملت بها الشرطة من الحادثة التي تعبر عن تحول كبير في المجتمع السوداني.
تقرير النيابة:
وأكدت النيابة العامة أن أسباب وفاة سماح حدثت بسبب الطلقات النارية المتعددة والطلق الناري المخترق للصدر والذي نتج عنه تهتك الرئة اليسرى والنزيف الدموي الشديد حسبما جاء في تقرير التشريح.
وأشارت النيابة خلال تصريح صحفي على لسان رئيس النيابة العامة ورئيس المكتب التنفيذي للنائب العام محمد عبد العظيم محمد صلاح إنه تم نبش الجثمان وتشريحه بواسطة لجنة مكونة من ثلاثة استشاريين للطب العدلي برئاسة عقيل النور سوار الذهب بأمر وكيل النيابة المختص.
وأوضح عبد العظيم انه بناء على ذلك قيدت النيابة العامة دعوة جنائية تحت أحكام المادة 130 من القانون الجنائي لسنة 1991 (القتل العمد) وتم القبض على المتهمين.
وكانت صدمة كبيرة عمت الشارع السوداني عقب الحادثة التي أشار ناشطون إلى أن حيثياتها تتمثل في إقدام والد الطفلة على قتلها بسبب خروجها من المنزل بعد اعتكاف استمر بضعة أيام بسبب خلاف بينهما نتج عن ترك الضحية لمدرستها الحكومية في منطقة أم درمان غرب الخرطوم، ورفض الأب طلبها بإلحاقها بمدرسة خاصة على غرار عدد من صديقاتها.
وتتناقض هذه الحيثيات مع بلاغ تلقته النيابة من عم القتيل قال فيه إن الضحية كانت تعبث بسلاح ناري يخص والدها ثم أصابت نفسها به مما أدى إلى وفاتها، مشيراً إلى أنه تم دفن الجثمان دون تشريح في نفس اليوم.
قلق كبير:
ويسود المجتمع السوداني قلق بالغ من تزايد مظاهر العنف ضد المرأة والطفل ومحاولة بعض الجهات التهوين من الظاهرة.
واعتبر ناشطون أن تصريحات مدير شرطة ولاية الخرطوم بعدم وجود شبهة جنائية مؤشر خطير على محاولة طمس الحقيقة.
وأوضحت إحسان فقيري رئيسة مبادرة لا لقهر النساء أن منظمات الدفاع عن المراة بذلت مجهودات كبيرة من أجل إظهار الحقيقة، مما أدى إلى استجلاء الجريمة التي تندرج تحت طائلة العنف المنزلي الذي بدا ينتشر بسرعة.
وقالت فقيري لموقع سكاي نيوز عربية إن منظمتها تلقت خلال الفترة الأخيرة الكثير من البلاغات والتظلمات التي تشير إلى زيادة حالات العنف المنزلي.
المصدر: سكاي نيوز
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))