أقلام مختارة

حافة الهاوية..حرب الأصلاء بقلم: عبد الرحيم أحمد

هوى الشام
تعيش المنطقة حالة من التوتر الشديد الذي ينذر بحرب شاملة تقود إلى كارثة لايمكن التنبؤ بتداعياتها اقليمياً وعالمياً، فالدول الغربية التي فقدت أدواتها على الأرض السورية تدخلت بشكل مباشر لتعويض خسائرها والحفاظ على تأثيرها في إطالة أمد الحرب طالما هي تستنزف الدولة السورية ومحور المقاومة، وتشغلهم عن التفرغ لجوهر الصراع في المنطقة.‏
المشهد الميداني يثبت أن الخط البياني لانتصار الدولة السورية واستعادتها عافيتها يسير صعوداً وبخطى متسارعة، بالرغم من كل التعقيدات والعقبات التي حاولت الدول الغربية الداعمة للمجموعات الإرهابية، وضعها لعرقلة مسار الانتصار.. ليس أولها اتهامات وفبركات الكيميائي والدخول الإسرائيلي المباشر لدعم الإرهابيين في أكثر من معركة مفصلية، عبر اعتداءات وغارات ودعم لوجستي، ولن يكون آخرها العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على بلدنا.‏

لكن خطا الانتصارات لم تتوقف، بل تسارعت وتيرتها وفي كثير من الأحيان فاجأت العدو والصديق، فمشاهد إخراج الإرهابيين الذين كان الراعي الغربي والإقليمي يعوّل عليهم في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي وفي الغوطة الغربية بعد معارك قصيرة نسبياً، لا تسرّ ساكن البيت الأبيض ولا صبي الإليزيه الذي لم يتعلم بعد كيف تكون قيادة الدول.‏

من هنا كان المطوب امريكياً واسرائيلياً توسيع دائرة التوتير ودائرة الاشتباك، فلم تعد الجغرافيا السورية تتحمل حجم الصراع الدولي، فكانت قضية سكريبال ضد روسيا، حيث حشدت فيها الدول الغربية كل قواها السياسية ضد موسكو وإعادة طرح الملف النووي الإيراني للتداول من جديد.‏ وتم تحضير الأدوات في البيت الأبيض من تغييرات في القيادة واستدعي الرئيس الفرنسي على عجل وتقرر الهجوم على محورين محور العدوان الميداني ضد سورية ومحور الملف النووي الإيراني.‏

اللافت أن كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي غالباً ما يُطلب اليه البقاء خلف الستار، تقدم المسرح اليوم وكشف عن هدف وجوهر القصة، فبدأ يلفق الأكاذيب ضد ايران فيما يخص ملفها النووي والصاروخي، واستعاد نتنياهو الى الذاكرة روايات وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول حول العراق، الأمر الذي يستدعي السؤال ماذا تحضر تلك الدول؟ والتساؤل لماذا طلب ترامب من دول الخليج الغنية دفع ثمن حمايتها؟ وممن؟ هل الوجود الإيراني طارئ في منطقة الخليج؟‏ حالة سباق بين محور مكافحة الإرهاب الذي يحقق مكاسب ميدانية وسياسية كبيرة، وبين تحالف العدوان والإرهاب تجلت بضجيج أمريكي غربي وتلويح اسرائيلي، اسئلة الحرب مشروعة والغوص فيها مقلق في عالم يقود فيه أكبر قوة عسكرية رجل متهور لايفهم من السياسة سوى الأموال التي يمكن أن تجنيها خزائنه من بيوت المال الخليجية السخية في تمويل الحروب!! فهل نشهد حرب الأصلاء مع انكسار الأدوات؟‏

صحيفة الثورة

Hawa

Recent Posts

فيلم “الملحد” إلغاء ترخيص لتضمنه إساءة للدين الإسلامي

هوى الشام| بعد أن أحالت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر دعوى تطالب بوقف…

ساعتين ago

كمين يصيب قوة إسرائيلية في بلدة شمع جنوب لبنان

هوى الشام| أخلى الجيش اللبناني مركزا له في منطقة البياضة، بالتزامن مع تقدم القوات الإسرائيلية…

3 ساعات ago

رونالدو: إذا كنت أخطط للاعتزال فسيكون في غضون..

هوى الشام| لمّح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب النصر السعودي، إلى موعد اعتزاله كرة القدم.…

4 ساعات ago

بيت لاهيا..مجزرة في منزل لنازحين والحصيلة أكثر من 50 شهيد

هوى الشام| أفادت مصادر طبية بمقتل 50 فلسطينيا على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف منزل…

4 ساعات ago

أمطار غزيرة على الساحل تمتد إلى الشمال والداخل ليلا

هوى الشام| الجو اليوم ماطر على المناطق الساحلية والشمالية الغربية نتيجة بقاء البلاد تحت تأثير…

5 ساعات ago

توقعات الأبراج 17-11-2024

هوى الشام| توقعات الأبراج اليوم 17-11-2024 وحركة الكواكب وصفات مواليد اليوم على هوى الشام مع…

6 ساعات ago

We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.